في ذكرى ميلاده.. توفيق الدقن عاش بشهادة ميلاد شقيقه ورفض اللعب للزمالك
يصادف اليوم الأربعاء 3 مايو 2023، ذكرى ميلاد الفنان الراحل توفيق الدقن واسمه بالكامل «توفيق أمين محمد أحمد الشيخ الدقن» وشهرته الفنية توفيق الدقن، وعلى الرغم من خفة ده لكنه أبدع في أدوار الفتي الشقي اللعوب، زعيم العصابة حتي لقب بـ «الشرير الظريف أو شرير السينما المصرية بأدوار فكاهية».
ولد توفيق الدقن في مثل هذا اليوم 3 مايو عام 1923 بـ «قرية هورين - مركز بركة السبع التابعة لمحافظة المنوفية».
ورفض والده تسجيله بعد ميلاده، ومنحه شهادة ميلاد شقيقه الذي رحل في نفس العام الذي ولد فيه، ليكون أكبر بـ 3 سنوات من عمره الحقيقي، فحفظ القرآن في سن صغيرة، وكان أول لقب له «الشيخ الصغير».
اشتهر بكونه صاحب أشهر إفيهات السينما المصرية، من أبرزها «أحلى من الشرف مفيش – عايز تعيش في سلام اسمع كلام المدام - صلاة النبي أحسن - يا آه يا آه - أنا رجل لعين يا أخي – ألو يا أمم – ألو ياهمبكة - كلها فتوات طب مين اللي هينضرب والباز أفندي ساقط توجيهية وسمسار مراكب وقباني والعكس».
بداياته
بدأ توفيق الدقن حياته منذ صغره بـ لعب كرة القدم بنادي الزمالك وانتقل للعمل موظف بالسكة الحديد، ومماسة الأعمال الإدارية، فأصبح أشهر فناني السينما المصرية خلال فترة الستينيات والسبعينيات.
ودخل توفيق الدقن، مجال الفن بمحض الصدفة، من خلال مشاركته بديل لأحد النجوم الذين تغيبوا عن مسرحية «حب الأبرياء» في المنيا من بطولة الفنانة روحية خالد، حيث استطاع المشاركة عن طريق أحد أصدقائه، علي الرغم من رفضه الدور لـ خجله الشديد والذي لازمه طيلة حياته، فوافق إنقاذاً للموقف فاستقبلته الجماهير واحتفت به فدفع نشاطه أحد أعضاء الفرقة لإقناعه بـ الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية.
حياته الفنية
بدأ توفيق الدقن مشواره الفني «طالباً في المعهد العالي للفنون المسرحية»، حيث قدم أدواراً صغيرة بعد تخرجه، والتحق بالمسرح الحر لمدة 7 سنوات ثم المسرح القومي وظل عضواً حتى تقاعده.
لقب في شبابه بـ «الموهوب»، فكان رئيس فريق التمثيل، كابتن فريق المدرسة في الملاكمة وهداف كرة القدم، مما رشحه للانضمام إلى فريق نادي الزمالك، ولكنه رفض وفضل المشاركة مع نادي السكة الحديد، بسب قيام نادي الزمالك بتجنيد اللاعبين إجباري لمدة 6 أشهر وهو ما سيترتب عليه حلاقة شعر الرأس على الرغم من اعتزازه بشعره فرفض العرض، وقدم توفيق الدقن مع عبد المنعم مدبولي مسرحية «الناس اللي تحت».
قدم توفيق الدقن أول فيلم بعنوان «نشأة الإسلام» عام 1951 ثم أبدع بالعديد من الأعمال في تاريخه الفني واشتهر بأعماله التي لاتزال محفورة في الذاكرة حتي وقتنا الحالي، على الرغم من عدم حصوله على دور البطولة المطلقة، فإشتهر بأعماله والتي لاتزال في الذاكرة من أبرزها «صراع في المينا - ابن حميدو - علي باب الوزير - سر طاقية الإخفاء».
ظل كارهاً شخصية «همبكة» في فيلم «بنت الحتة» بالرغم من إضافته له بنسبة 50 % لكنه لم يتعاطف مع الشخصية بشكل نهائي وكان يدخل في صدام مع الآخرين كلما سمع الاسم منهم.
عاش توفيق الدقن حياته مليئة بالأحداث يغلب عليها المعاناة، المأساة مليئة بالتجارب، واتسم بشخصيته القوية حتي أنه لم يقبل إهانات ودائما ما كان يفتخر بكرامته ولم يقبل أن يسخر منه أحد.
جوائز في حياة الراحل توفيق الدقن
حصد خلال مشواره الفني العديد من الجوائز، أبرزها: «وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1956 - وسام الاستحقاق -شهادة الجدارة في عيد الفن عام 1978 - درع المسرح القومي - جائزة اتحاد الإذاعة والتليفزيون - جائزة جمعية كتاب ونقاد السينما - جوائز أفضل دور ثانٍ في أفلام «في بيتنا رجل، الشيماء، صراع في الميناء، القاهرة 30، ليل وقضبان».
زوجة توفيق الدقن ودورها في حياته
لعبت زوجة توفيق الدقن ، دوراً مهمًا في حياته خاصة بعد وفاة والدته، فكانت سنده في أصعب فترة مرت عليه ودخوله في حالة حزن، فكانت زوجته الداعم الأول لزوجها.
وتوفيت والدة توفيق الدقن بعد حضورها للعلاج واعتقادها بكون نجلها شرير ولص وسكير، بعدما وصف أحد المهووسين بشخصياته السينمائية باللص أثناء سيرهم بسيارته في شارع عماد الدين، ولم يستطع أن يشرح لها فماتت قهراً بعد اعتقادها بأن نجلها الوحيد ملئ بتلك المواصفات.
قائمة أفضل 100 فيلم بالسينما المصرية
وقع الاختيار على 12 فيلمًا شارك فيهم الفنان توفيق الدقن ضمن أفضل 100 فيلم بالسينما المصرية، بحسب استفتاء النقاد عام 1996، أبرزهم، «درب المهابيل عام 1955 - في بيتنا رجل عام 1962 - الناصر صلاح الدين عام 1963 - القاهرة 30» عام 1966، و«مراتي مدير عام» في نفس العام، و«المتمردون» عام 1968.
وضمت القائمة أفلام «يوميات نائب في الأرياف عام 1969 – الأرض عام 1970 - ليل وقضبان عام 1973 – المذنبون عام 1976 - حدوتة مصرية عام 1982، وفيلم خرج ولم يعد» عام 1985».
واعتزل توفيق الدقن حياته الفنية بعد رحيل عدد من زملائه بالوسط الفني ومن بينهم «عبد المنعم إبراهيم – رشدي أباظة والفنان محمود المليجي» وشعوره بالخذلان من قبل المخرجين الذين عملوا معه، بعدما تفاجئ منحهم الممثلين الجدد وأصحاب سينما المقاولات الأولوية في كتابة أسمائهم على التترات، فقرر وقتها الاعتزال قائلاً، لا خلاص أنا اتصورت كتير وفعلًا أنا بفضل إني اعتزل».
وقبل وفاته طلب من نجله أن يصطحبه إلى منزل العائلة في شبرا، لرؤية أشقائه، معللاً الأمر، قائلاً «يظهر يابنى إنى هاموت أو حد منهم هيموت»، ليضحك ساخرًا «يالا في ستين داهية».
وكانت وصيته لأبنائه، أن يدفنوه ويضعوا وردة حمراء على قبره، ويذهب كلًا منهم إلى عمله، فالدنيا لا تقف على شخص».
ورحل شرير السينما توفيق الدقن عن عالمنا في 27 نوفمبر عام 1988 عن عمر ناهز الـ 64 عاماً، بعد صراع مع مرض الفشل الكلوي.
