في ذكرى ميلاد لبلب.. محمود شكوكو حُرم من التعليم فأصبح فناناً عظيما

يصادف اليوم الإثنين، 01 مايو 2023، ذكرى ميلاد الفنان محمود شكوكو نجم المنولوجست، والذي لقب بـ شارلي شابلن العرب، واسمه الحقيقي محمود إبراهيم إسماعيل موسى، وهو من أبناء حي الجمالية بالقاهرة.

وتميز محمود شكوكو  بـ «الدم الخفيف، الصوت الرشيق، والموهبة الفنية المتعددة مابين التمثيل والغناء وصنع الاستعراضات الكثيرة ما تسبب في خلق جماهيرية كبيرة في قلوب الدراما المصرية والعربية بأغانيه الخفيفة والمبهجة واشتهر في ذاكرة الجماهير من خلال الدراما السينمائية وأبرزها «فيلم عنتر ولبلب».

وكلمة شكوكو هي جزء من اسم محمود وأدرجت في شهادة ميلاده، وأصبح له اسم مركب محمود شكوكو، وأطلقها عليه جده إسماعيل موسى، الذي كان يهوى تربية الديوك الرومي «الدندي»، وكانت الديوك تتعارك فيما بينها وأحدهما كان الأكبر حجما وكان يطلق صيحة متميزة عندما يشتبك مع الديوك الأخرى، ويبدو كأنه يقول «ش ش كوكو» فأعجب الجد بهذا الديك، وكان يهتم به أكثر من الديوك الأخرى.

يغني للخروف قبل أن يذبحه.. محمود شكوكو يصنع جلابية بألوان «فرايحي» للأضحية

أول فنان تُصنع له دمية باسمه.. رحلة محمود شكوكو من النجارة إلى الفن

وعندما أنجب ابنه إبراهيم ولدا أراد الأب أن يسميه محمود، وتمسك الجد باسم «شكوكو» ومع تنافر الرغبات، تراضي الطرفين بأن تمت كتابته في شهادة الميلاد، باسم محمود وشهرته «شكوكو»، ثم قيد اسمه مركباً محمود شكوكو في السجلات.

وفي ذكرى ميلاد محمود شكوكو ،يستعرض «مستقبل وطن نيوز» أبرز المحطات الفنية والإنسانية في حياته في سياق التقرير الآتي:

• ولد محمود شكوكو في الدرب الأحمر بالقاهرة يوم 1 مايو عام 1912 لوالده إبراهيم موسى والذي يعمل في النجارة ولديه ورشة وكان يأخذ محمود ليعمل معه منذ طفولته، فكان سبباً من حرمانه من التعليم.
• كان والد محمود شكوكو، يعامله بقسوة ويضربه لأنه كان يعمل معه أثناء النهار وفي الليل يغني في الأفراح ما أغضب والده.
• عشق محمود شكوكو الغناء منذ صغره، وبدأت شهرته تزداد وعرفه الناس وأحبوا طريقته في الغناء فهو يعد واحداً من أشهر المنولوجست في مصر.
• قدم محمود شكوكو العديد من الأعمال الفنية المتنوعة، ومن أبرز أعماله الفنية، فيلم «عنتر ولبلب، الذي قدم خلاله شخصية لبلب الشهيرة».
• تزوج محمود شكوكو  أكثر من مرة خلال حياته ورزق بابنيه «سلطان وحمادة»
• رحل محمود شكوكو عن عالمنا بعد صراع مع المرض في 21 فبراير 1985 عن عمر يناهز 73 عاما.

سر العداء بين محمود شكوكو ويوسف وهبي

اشتاط غيظ يوسف بك وهبي من محمود شكوكو ، بعد تتويج قصة الحب التي جمعت بين الفنان محمود شكوكو وسيدة المجتمع عائشة هانم فهمي صاحبة القصر المعروف باسمها في الزمالك، والتي انتهت بالزواج بعد طلاق عائشة فهمي من زوجها الفنان يوسف وهبي في إحداث مشاكل كبيرة للفنان محمود شكوكو.

فما كان من يوسف بك وهبي، أن حرض عليه رجال القصر وأبناء العائلات الأرستقراطية في مصر ليحولوا بينه وبين الاستمرار زوجاً لإحدى سيدات هوانم المجتمع، والسبب رؤية يوسف بك وهبي بأن زواج محمود شكوكو من السيدة عائشة فهمي بمثابة الطعنة لـ بنات الأسر الأرستقراطية والأسر الكريمة والعائلة المالكة في مصر.

وقاد يوسف بك وهبي، حملة مذعورة ضد محمود شكوكو، فلم يكن ليتمكن والسيدة عائشة فهمي من الصمود أمامها، فقررا الابتعاد ولكن لم يتأثر حبهما لبعضهما البعض حتي بعد زواجه من أم أولاده، وقرر تطليقها بعد إقناع أحد أصدقائه له بأن يفعل ذلك حفاظاً على الأمور ومنعاً من تدهورها وانفصلا عن بعضهما فتعلقت قلوبهما ببعضهما.

وظل عداء يوسف بك وهبي ومحمود شكوكو حتي وصل الأمر لعدم تعامل يوسف بك وهبي مع شكوكو في أي عمل فني حتي بعد أن قامت ثورة يوليو، واستمر في تجاهله حتي وصل به الأمر أنه لم يقدمه خلال إحدى الحفلات واستعان بالفنان حسن فايق ليحل محله في تقديم شكوكو، لمجرد أنه تجراً وتزوج طليقة يوسف بك وهبي.

المشوار الفني لمحمود شكوكو 

• بدأ محمود شكوكو مسيرته الفنية خلال فترة الأربعينات من خلال أغاني المونولوج.
• تميز بطريقة ملابسه المميزة «الجلباب والطاقية» ومعها العصا وهو الزي الذي ميزه عن باقي الفنانين.
• أعجب به علي الكسار وجعله يقدم أغاني المونولوج بين فصول المسرحيات، فأحبه الجمهور وتفاعل معه ما دفعه لكي يرفع أجره.
• جاءت انطلاقة محمود شكوكو السينمائية من خلال فيلم «حسن وحسين» عام 1942 ثم شارك في عام 1944 في فيلم «نور الدين والبحارة الثلاثة».
• قدم فيلم آخر بعنوان «شارع محمد علي» في العام نفسه.
• كون فرقة مسرحية استعراضية في عام 1946 ضم إليها فيها «تحية كاريوكا - عبد العزيز محمود والفنانة سميحة توفيق وقدمت أكثر من عرض مسرحي».
• شارك في العديد والعديد من الأعمال الفنية المتنوعة وآخرها مسرحية «زقاق المدق، 1985 العام الذي رحل فيه».

• كان الفنان محمود شكوكو أول من قدم مسرح العرائس في مصر، وكان يقدم من خلاله الأراجوز الذي اشتهر به في حفلاته وطاف معه المحافظات والمدن.
• أصبح من أشهر فناني المونولوج وقدم بعض الأعمال مع الفنان الراحل إسماعيل ياسين ، ولم يغني للحب فقط بل تطرق إلى كثير من الموضوعات.
• غنى في فيلم «عنتر ولبلب» كلمات غير متوقعة وهي أغنية «خليكوا شاهدين يا بهايم على غدر البني آدمين»

زوجات في حياة محمود شكوكو

تزوج محمود شكوكو خلال حياته 4 مرات، الأولى كانت السيدة عائشة فهمي والثانية أم ولديه سلطان وحمادة والثالثة كانت فتاة صغيرة تزوجها دون رغبة والديها ولكنه اكتشف أنها مريضة وظل يطوف بها في المستشفيات حتى يعالجها ويدفع آلاف الجنيهات من أجل أن تكون بخير، ما دفع أسرتها إلى تقبله وشعورهم أنه شخص عطوف وطيب ولكن زوجته توفيت بعد معاناة طويلة، ولكن أهلها عرضوا عليه أن يتزوج من شقيقتها الصغرى وقد كان.

محمود شكوكو وأمير كرارة 

كشف الفنان أمير كرارة، في لقاء تلفزيوني سابق بـ أن الفنان محمود شكوكو هو خال جدته كما أن الطفل الذي يظهر معه في العديد من الصور القديمة هو حفيده أمير وليس أمير كرارة.

أهم المونولوجات فى حياة محمود شكوكو

قدم محمود شكوكو العديد من المونولوجات الفكاهيه والنقديه، من أشهرها، «جرحونى وقفلوالاجزاخانات، حمودة فايت يا بنت الجيران، فستان الحلوة، لعل وعسى، يا واد يا حدقه و يا جارحه قلبى بقزازه، وغيرها من الاعمال الموسيقية الأخرى».

مرض الفنان شكوكو

تعرض الفنان محمود شكوكو ، لفقد باقى ممتلكاته بعد تركه العمل لفترة، وساءت أحوال متجره بعد مرضه وإنفاق الكثير على علاج زوجته الثانية، والباقي صرفه على علاجه بعد اشتداد المرض عليه واستكمال علاجه على نفقة الدولة دون علمه خوفاً من حزنه واشتداد مرضه.

وكان يتصل بالصحف وأصدقائه من أهل الفن وجمهوره الكبير في زيارته بالمستشفى للتخفيف عن آلامه، ومن بين ماكان ينشر عنه في الصحف والمجلات، أنه ثرى ولديه مئات الألاف من الجنيهات ولايطلب مساعدة او علاجاً على نفقة الدولة.. فقط كل ما يريده هو ان يزوره الناس في المستشفى"، وبالفعل حرص الكثير والكثير على زيارته، حتى رحل عن عالمنا في 21 فبراير 1985.