المنافسة على طريقة «مش لاعب»
تابعنا على مدار يومي التصويت في الجولة الأولى من المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب، مشهد غريب بيتكرر كأنه فيلم قديم ممل.. مرشحين بيعلنوا فجأة انسحابهم أو تنازلهم، كأنهم بيعملوا فينا معروف.
طبعًا دا هراء.. وكلنا عارفين الحقيقة ببساطة.. الناس دي اكتشفت إن الكعكة مش لها، وإن المنافسة الانتخابية سخنت زيادة عن اللزوم، فقالك «خلينا نكسب احترامنا وننسحب بشياكة».
لكن الحقيقة إن دا لا شياكة ولا بطولة، دا هروب في منتصف الماتش، الهيئة الوطنية للانتخابات قالتها من بدري: التنازل له توقيت، وله إجراءات قانونية محددة لكن «إنك تيجي» يوم التصويت، لما الصناديق تفتح، وتلاقي الدنيا «مش في صفك»، فتقرر تضرب «كرسي في الكلوب» وتقول «مش لاعب»… هذا لا علاقة له بالسياسة ولا بالانتخابات، بل تصرف كنا بنعمله وإحنا عيال لما نخسر في ماتش كورة ونقول «مش لاعبين» ونقوم نعيط.
وأوعى تفتكر يا سيادة المرشح إنك لما تطلع في عز التصويت وتهدد بالانسحاب، الناس هتسيب اللجان وتجري وراك تهتف وتقولك «ارجع يا بطل».. لا يا فندم، دا اسمه (مراهقة سياسية) مش بطولة، دا مشهد مفتعل عشان تصنع تعاطف لحظة الهزيمة.
الجماهير أصبحت واعية، والناس خلاص بتفرّق كويس بين اللي بيكمل للآخر واللي أول ما يحس إن النتيجة مش في صالحه فيخترع مبررات سقوطه مقدمًا، حتى لا تنكشف شعبيته الهزيلة، أو طموحه الجامح بلا أسباب موضوعية تؤهله للنجاح، او المنافسة في أدنى درجاتها.
الكرسي يا سادة لا يُؤخذ بالانسحاب، ولا تُصنع الشعبية بالبيانات العاطفية على فيسبوك.
السياسة مش ملعب أطفال، والانتخابات مش «حصة ألعاب».
افضل في الميدان، قاتل للنهاية، وتقبل النتيجة أياً كانت.
فلا تتنح يا سيادة المرشح… المعركة الحقيقية تبدأ بعد الفرز، لا قبله.
