رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

أسهم آسيا تودع مكاسبها السابقة مع تبدد التفاؤل بتحسن الصين

نشر
مقر بورصة طوكيو اليابان
مقر بورصة طوكيو اليابان

تراجعت الأسهم الآسيوية مع تلاشي التفاؤل السابق الذي أثارته بيانات العطلات الصينية الإيجابية. وانخفض مقياس الأسهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بعد ارتفاعه بنسبة 0.4% في ساعات التداول المبكرة فيما قلصت الأسهم الصينية تقدمها السابق، مع تراجع مؤشر "سي إس آي 300" بضغط من الانخفاضات في القطاع المالي والرعاية الصحية. كما هوت الأسهم الصينية في هونغ كونغ.

أشارت بيانات السفر والسياحة المزدهرة خلال عطلة العام القمري الجديد في وقت سابق إلى ارتفاع الاستهلاك في الصين رغم استمرار معاناة الاقتصاد الأوسع نطاقاً من الانكماش وأزمة العقارات.

قال شين مينج، مدير مؤسسة "تشانسون آند كو" (Chanson & Co) في بكين: "رغم أن الاتجاه العام لا يزال صعودياً، إلا أن التقلبات عند بدء التداول تشير إلى أن المتداولين بحاجة إلى وقت أكبر للتفاعل مع البيانات الإيجابية التي صدرت عن موسم العطلات، وقد يتضح الاتجاه الصعودي بشكل أكبر في وقت لاحق من ساعات التداول اليوم".

مع ذلك، حافظ المقياس الفرعي الذي يقيس أداء أسهم المستهلكين في الصين على مكاسبه حيث يتطلع المتداولون إلى ضخ إدارة بكين مزيداً من حزم التحفيز على الصعيدين النقدي والمالي، فضلاً عن تقليص نسبة متطلبات الاحتياطي التي خُفضت من قبل بالفعل.

أداء مؤشرات الأسواق الأخرى


استقر مؤشر الأسهم في طوكيو في الغالب، بينما انخفض مؤشر "نيكاي-225" متأثراً بتراجع أسهم شركة الألعاب "نينتندو" (Nintendo) بنحو 8.8% بعدما أعلنت الشركة أنها ستؤجل إطلاق الجيل الجديد من نظام "سويتش" (Switch) إلى بداية العام المقبل. مع ذلك، ظل مؤشر نيكاي يحوم بالقرب من مستوى إغلاقه القياسي الذي سجله في عام 1989.

وفي زوايا أخرى من السوق، ارتفعت الأسهم الأسترالية، وقفزت عقود الأسهم الأميركية كذلك بعد انخفاض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 0.5% يوم الجمعة الماضي.

 

لم تكن هناك تداولات نقدية لسندات الخزانة الأميركية خلال العطلة في الولايات المتحدة. وانخفضت يوم الجمعة، مع ارتفاع العائد على السندات ذات أجل عامين بنحو 7 نقاط أساس إلى 4.65% بعد صعود مؤشر أسعار المنتجين متأثراً بقفزة كبيرة في تكاليف الخدمات.

على صعيد العملات، ارتفع سعر الين بالقرب من 150 مقابل الدولار مع تراجع العملة الأميركية مقابل معظم نظيراتها في مجموعة العشرة. ولم يشهد سعر اليوان تغيراً كبيراً بعدما أبقى بنك الشعب الصيني يوم الأحد سعر الفائدة على قروضه متوسطة الأجل التي تمتد لعام واحد عند 2.5%، مع ضخ كمية صغيرة من السيولة النقدية في أوردة النظام المالي.

كما انخفضت أسعار النفط من أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع، حيث عوضت المخاوف المستمرة بشأن توقعات الطلب التوترات المستمرة في الشرق الأوسط. وحقق سعر الذهب مكاسب على مدار جلستين متتاليتين.

الأسهم الأمريكية والعالمية


لم تتأثر الأسهم الأمريكية والعالمية حتى الآن بموجة البيع الكبيرة التي أصابت سندات الخزانة هذا الشهر، حيث دفعت سلسلة من البيانات الاقتصادية الأفضل من المتوقع المتداولين إلى التراجع عن رهاناتهم القوية على خفض أسعار الفائدة بشدة، لدرجة أن توقعاتهم تقترب الآن من مستوى الخفض الذي توقعه الفيدرالي بنحو 75 نقطة أساس هذا العام. فيما تقدر عقود المبادلة خفض الفائدة الأميركية بنحو 90 نقطة أساس في عام 2024، مقارنة بتوقع خفضها أكثر من 150 نقطة أساس في بداية فبراير الجاري.

 

من جانبه، يرى بنك "جولدمان ساكس" أن ارتفاع الأسهم سيستمر في الولايات المتحدة، مع وصول مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" إلى مستوى 5200 نقطة بحلول نهاية العام، حيث يحفز الاقتصاد الأميركي المرن نمو أرباح الشركات، حسبما كتب استراتيجيو البنك بقيادة ديفيد كوستين في مذكرة للعملاء. ويعني المستوى الجديد المتوقع من البنك حدوث قفزة بنسبة 3.9% مقارنة بإغلاق الجمعة الماضي.

على نفس المنوال، تبنت وحدة إدارة الثروات التابعة لبنك "يو بي إس" نظرة إيجابية نحو الأسهم الأميركية بمجرد أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، خاصة بالنسبة للأسهم الصغيرة، حيث من المتوقع أن يظل الإنفاق الاستهلاكي جيداً نظراً لقوة سوق العمل.

توقعات أسعار الفائدة


سوليتا مارسيلي، كبيرة مسؤولي الاستثمار في الأميركتين بوحدة "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" رجحت "عدم تأخر الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، رغم التصريحات المتباينة من كبار المسؤولين".

وتابعت: "رغم أننا لا نتوقع أن يكون الطريق نحو انخفاض التضخم وخفض أسعار الفائدة سلساً، لكننا متمسكون بوجهة النظر القائلة بأن الهبوط السلس للاقتصاد الأميركي سيصب في صالح السندات والأسهم عالية الجودة".

سيركز المتداولون أعينهم هذا الأسبوع صوب بيانات التضخم الأوروبية، بالإضافة إلى أرباح شركة "إنفيديا" (Nvidia) وعملاقتي التعدين "بي إتش بي غروب" (BHP Group) و"ريو تينتو" (Rio Tinto) للحصول على مؤشرات حول قوة الاقتصاد العالمي.

في هذه الأثناء، توقع وزير الخارجية القطري استمرار الصراع في الشرق الأوسط في ظل تعثر المفاوضات التي تهدف إلى ضمان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وإطلاق سراح الرهائن.