رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

عودة ظاهرة «إل نينيو» تنذر بمزيد من الضغوط على سوق الأرز

نشر
الأرز
الأرز

بدأت ظاهرة "إل نينيو" تثير بعض المخاوف عبر أنحاء آسيا، حيث تعاني سوق الأرز المضطربة من صعوبات أول اختبار من الظاهرة الجوية.

تبدلت أحوال السوق فعلاً جراء قيود التصدير التي وضعتها الهند، أكبر دولة مصدرة، كما ينذر الطقس الأكثر جفافاً بسبب ظاهرة "إل نينيو" بإحداث فوضى أكبر، ومن جانب آخر، تهدد أي خسارة في الإنتاج بنقص المعروض العالمي، ما قد يرفع الأسعار مجدداً بعد أن هبطت مؤخراً من أعلى مستوياتها منذ 15 سنة تقريباً.

آسيا

تحذر الدول عبر كافة مناطق آسيا من ظاهرة "إل نينيو"، أبلغت إندونيسيا المستوردة الكبيرة عن تراجع طفيف للإنتاج، بينما طلبت فيتنام من المزارعين التعجيل بزراعة محصولهم المقبل أكثر من المعتاد لتفادي شح المياه، كما تقدم الفلبين مساعدات للمزارعين للتعامل مع الطقس في ظل تفاقم تضخم أسعار الأرز.

تمثل مخاوف الطقس المتفشية عبر كافة أنحاء سوق الأرز أولى علامات القلق الحقيقي من تداعيات ظاهرة "إل نينيو"، وقد تقلص الظاهرة المناخية الدورية من حجم المحاصيل، وتضغط على شبكات الطاقة، وتؤثر على أنشطة صيد الأسماك، وتقطع الوصول إلى المناجم بسبب الفيضانات عبر مناطق تمتد من آسيا وأفريقيا إلى أمريكا الجنوبية.

أوضح محمد شاكيرين ميسبان، الأستاذ المشارك في معهد العلوم البيولوجية بجامعة "مالايا": "ستتأثر محاصيل عديدة بشدة بظاهرة "إل نينيو"، لا سيما تلك التي تعتمد بصورة هائلة على إمدادات المياه"، مضيفا أن تراجع الإنتاج من الدول المنتجة الرئيسية "سيؤثر بطريقة كبيرة على إمدادات الأرز العالمية، ما يؤثر ليس فقط على بلدان جنوب شرق آسيا لكن على جميع أنحاء العالم".

قيود التصدير

عانت سوق الأرز على مدى أسابيع من الاضطرابات بعد أن زادت الهند القيود على صادراتها أواخر يوليو الماضي، وتسببت هذه الإجراءات بقلق حكومات بداية من آسيا وحتى أفريقيا، وأدت إلى موجة من صفقات التوريد والاتصالات الدبلوماسية، وأثارت تحذيرات من عمليات التخزين، وفاقمت التضخم لدى الفلبين وإندونيسيا.

تجلب ظاهرة "إل نينيو" عادة ظروفاً جوية أعلى حرارة وأشد جفافاً عبر مناطق من آسيا، وقد تسفر عن جفاف واندلاع حرائق غابات، وتعتزم إندونيسيا استيراد كميات أكبر من الحبوب السنة الجارية والمقبلة، وتشير إلى أن إنتاجها خلال 2023 قد يهبط بمقدار 1.2 مليون طن، كان من المنتظر أن يبلغ إنتاج الأرز الشعير 54.5 مليون طن، أي أقل قليلاً من 2022.

طلبت فيتنام، ثالث أكبر دولة مصدرة للأرز، من المزارعين في قسم من دلتا نهر ميكونغ -الذي يشكل 26% من محصول الشتاء والربيع بالمنطقة- أن يبدأوا الزراعة بداية من مطلع الشهر الحالي، عوضاً عن نوفمبر المقبل، وأُصدر التوجيه لتفادي شح المياه مع نهاية موسم الحصاد، ويعزى ذلك جزئياً إلى ظاهرة "إل نينيو".

حرارة عالية

تمثل ظاهرة "إل نينيو" حالة جوية طبيعية، ولكنها تتزامن مع طقس أكثر تطرفاً وحرارة ناجم عن تأثيرات زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على المناخ، وحطم متوسط درجة الحرارة العالمية خلال سبتمبر الماضي الرقم القياسي للحرارة بعد صيف هو الأكثر سخونة في نصف الكرة الشمالي على الإطلاق.

تتوقع أستراليا استمرار ظاهرة "إل نينيو" حتى نهاية فبراير على أقل تقدير، ومن المنتظر أن يستعد مربو الماشية للظروف الأكثر جفافاً بواسطة زيادة مبيعات الأبقار لأغراض الذبح، ويؤثر ذلك على مؤشر "إيسترن يانغ كاتل" (Eastern Young Cattle)، وهو سعر مرجعي، والذي بلغ مؤخراً أدنى مستوى خلال 9 أعوام.

تستفيد بعض المحاصيل من ظاهرة "إل نينيو"، مثل اللوز والأفوكادو في ولاية كاليفورنيا التي تهطل عليها أمطار غزيرة، لكن العديد من المواد الغذائية الأساسية من الأرز والكاكاو والسكر والقمح وزيت النخيل تنزع إلى التعرض لظروف نمو أشد صعوبة.

عاجل