رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

الرئيس السوري: من وقف مع الإرهاب وخطط للحرب يتحمل مسؤولية التدمير

نشر
الرئيس السورى بشار
الرئيس السورى بشار الأسد

 قال الرئيس السورى بشار الأسد إن "الإرهاب" هو المسئول عن التدمير الذي لحق بسوريا، ومن يتحمل المسؤولية في ذلك هو من وقف مع الإرهاب ومن عقد العزم على الحرب، من خطط لها ومن اعتدى، وليس المعتدى عليه أو من دافع ضد الإرهاب.
 

واعتبر الرئيس السوري - خلال مقابلة مع قناة "سكاي نيوز عربية"، في قصر المهاجرين بدمشق - أن التنحي عن السلطة لم يكن مطروحا على الإطلاق لأنه سيكون هروبا بسبب الحرب، مضيفا: "لم يكن في سوريا مطالبات داخلية برحيل الرئيس عن السلطة، فعندما يرحل رئيس عن المنصب أو عن المسؤولية يرحل عندما يريد الشعب له الرحيل وليس بسبب ضغط خارجي أو بسبب حرب خارجية. 

فعندما يكون بسبب داخلي هذا شيء طبيعي، أما عندما يكون بسبب حرب خارجية، عندها يكون اسمه هروباً، وليس تخلياً عن السلطة، والهروب لم يكن مطروحاً على الإطلاق".


 

وأضاف الرئيس السوري "بالنسبة للمظاهرات - التي سُميت سلمية - تعاملنا معها في البداية على هذا الأساس، وكنا نعرف أن الكثير من الجماعات الإخونجية وغيرهم انزجّوا بها وبدؤوا بإطلاق النار على الشرطة رغم أننا كنا نعلم أنها غير سلمية؛ رغم عدم إيمان الكثير من الناس بذلك، وكان لابد من القيام بإجراءات من أجل أن نثبت لهؤلاء الأشخاص بأن المشكلة لا في الدستور ولا المظاهرات السلمية، لكن اقتناعهم جاء متأخرًا ".
 

وأكد الأسد عدم خضوعه لمطالب "التخلي عن الحقوق والمصالح السورية" من أجل تفادي الحرب، قائلا: "من الناحية النظرية كان من الممكن تفادي الحرب في سوريا؛ لو أننا خضعنا لكل المطالب التي كانت تُطلب أو تُفرض على سوريا بقضايا مختلفة، في مقدمتها التخلي عن الحقوق والمصالح السورية"، موضحة أن الرؤية كانت الدفاع عن المصالح السورية، وعن سوريا في وجه الإرهاب، وعن استقلالية القرار السوري، فلو عدنا بالزمن إلى الوراء فسوف نبني ونتبنى السياسة نفسها".
 

وعقد الرئيس السوري مقارنة بما حدث في بعض الدول العربية من سيناريوهات للتدمير، وبين الحالة السورية، حيث إنها سيناريوهات متشابها، غير أنه قال إنه "كان لدينا في سوريا وعي للسيناريوهات التي وُضعت وكنا نخوض معركة وجودية".
 

وشدد الأسد على نفي مزاعم أن الدولة (السورية) تقوم بالقتل والتهجير وتدمير الوطن، قائلا: "هناك إرهاب وكانت الدولة تقاتل الإرهاب، والإرهاب هو الذي كان يقتل ويدمر ويحرق فلا توجد دولة حتى ولو كانت تُسمى دولة بين معترضتين سيئة، تقوم بتدمير الوطن، هي غير موجودة حسب معلوماتي؛ إذاً فالإرهاب هو من قام بالتدمير، ومن يتحمل المسؤولية هو من وقف مع الإرهاب، وليس من دافع ضد الإرهاب. من يتحمل المسؤولية هو من نوى على الحرب، من خطط للحرب، ومن اعتدى، وليس المعتدى عليه".
 

وثمن الرئيس السوري، الدعم الذي تلقته من "الأصدقاء" خلال حربها إضافة إلى الصمود الحقيقي للشعب السوري، قائلا: نحن بالبداية لم ندّع بأننا دولة عظم بلاده لم تقل إنها قادرة على محاربة العالم، لكن دعم ووقوف الأصدقاء معنا كان له تأثير مهم في صمود سوريا، بالإضافة إلى الصمود الحقيقي للشعب السوري".
 

وعن عودة اللاجئين، قال الرئيس السوري إن حوالي نصف مليون سوري عادوا - خلال السنوات الماضية - إلى سوريا، لكن هذه العودة توقفت، بسبب واقع الأحوال المعيشية، متساءلا باستنكار "كيف يمكن للاجئ أن يعود دون ماء ولا كهرباء ولا مدارس لأبنائه ولا صحة للعلاج، هذه أساسيات الحياة"، لافتا إلى أنه جرى إصدار قانون عفو عن كل من تورط بالأحداث خلال السنوات الماضية، ما عدا الجرائم المثبتة بحقوق الدم، "كما تُسمى".
 

وحول العلاقة مع الولايات المتحدة، قال الرئيس السوري "لا أمل " في أي مفاوضات مع الجانب الأمريكي، الذي لا يتغير منذ عام 1974، غير أنه أضاف أن "سياستنا في سوريا هي ألاّ نترك أي باب مغلقاً في وجه أي محاولة لكي لا يُقال لو فعلوا كذا لحصل كذا، لكن لا أتوقع أنه بالمدى المنظور سيكون هناك أي نتائج من أي مفاوضات تُعقد مع الأمريكي".
 

وعن قانون قيصر، قال الرئيس الأسد إن "هذا القانون عقبة، لكن "تمكنا بعدة طرق من تجاوزه"، غير أنه قال إن العقبة الأكبر هي تدمير البنية التحتية من قبل الإرهابيين وصورة الحرب في سوريا التي تمنع أي مستثمر من القدوم للتعامل مع السوق السورية، موضحا أنه "بالاقتصاد تستطيع سوريا أن تضرب علاقات اقتصادية وتهدمها خلال أسابيع أو أشهر، ونحن بحاجة أيضاً لسنوات لاستعادتها، وسوريا بحاجة للكثير من الجهد والتعب؛ لكي نصل لهذه النتيجة".
 

وعن تلقي سوريا أي عروض لإقامة علاقة مع إسرائيل، قال الأسد "إنه لم يحدث نهائياً، لأن الأمريكيين يعرفون موقفنا منذ بداية مفاوضات السلام في عام 1990، إنه لم يكن هناك استعداد إسرائيلي لإعادة الأرض فلا داعي لإضاعة الوقت".
 

وأكد أن الجيش السوري مستهدف - بشكل أساسي - "تحت عنوان الوجود الإيراني وسيستمر طالما أن إسرائيل، هي عدو، وسيستمر طالما أننا نتمكن من إفشال مخططات الإرهابيين ولو جزئياً، لأن هذه الضربات بدأت عندما بدأ الجيش السوري بتحقيق انتصارات مرحلية في المعارك التي يخوضها ونأخذ بالاعتبار بأننا لم ننته من الحرب بعد".
 

وعن لبنان، أوضح الرئيس السوري أن بلاده لم تتدخل لحل الأزمة أو دعم أي مرشح ولا يمكن لأي طرف خارجي - لا سوريا ولا غيرها - أن يساعد في حل الأزمة اللبنانية؛ إن لم يكن هناك إرادة لدى اللبنانيين من أجل حل أزمتهم، مطالبا بضرورة دفع اللبنانيين للمزيد من التوافق؛ "عندها يمكن الحديث عن حل هذه الأزمة".
 

وعن فلسطين، أكد الرئيس السوري "نقف مع كل طرف فلسطيني يقف ضد إسرائيل، لكي يسترد حقوقه وهذا مبدأ عام"، وفيما يخص حماس تساءل الأسد "كيف تقف حماس للدفاع عن الدولة السورية، وهم لا يوجد لديهم جيش وهم بضع عشرات في سوريا.. حماس حاليا ليس لديها مكاتب في سوريا، ومن المبكر أن نتحدث عن مثل هذا الشيء، ولدينا أولويات الآن، والمعارك داخل سوريا هي الأولوية بالنسبة إلينا".
 

وحول العلاقة مع روسيا وإيران، قال الرئيس السورى إن بلاده تعرف كيف تختار أصدقاءها بشكل صحيح، أما تركيا فهي بلد جار، "وكان من الطبيعي أن نسعى لتحسين العلاقة معها ولو أتت ظروف مختلفة في المستقبل بعد انسحاب تركيا من أجل تحسين العلاقات فمن الطبيعي أن نعود للسياسة نفسها، وهي أن تبني علاقات جيدة مع جيرانك، هذه مبادئ وليست سياسات عابرة".
 

إلى ذلك، قال الأسد "لم يكن للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد أي دور في أن أكون رئيساً، لأنه لم يُؤمّن لي أي منصب مدني أو عسكري؛ كي أكون من خلاله رئيساً، أنا أتيت عبر الحزب بعد وفاته، ولم أناقش معه هذه النقطة حتى في الأسابيع الأخيرة من حياته، وهو كان مريضاً في ذلك الوقت، نفس الشيء فالعلاقة بيني وبين ابني هي علاقة عائلة، لا أناقش معه هذه القضايا، خاصة أنه ما زال شاباً وأمامه مستقبل علمي، لم ينهه بعد، وهذا يعود لرغباته. أما على مستوى العمل العام فهو يعود للقبول الوطني لأي شخص إن كان هو لديه رغبة بالعمل العام، لكن أنا في الحقيقة لا أفضل ولا أرغب بمناقشة هذه التفاصيل معه لا الآن ولا لاحقاً".

عاجل