رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

محمد متولي الشعراوي.. قصص ومواقف في حياة إمام الدعاة

نشر
الشيخ محمد متولى
الشيخ محمد متولى الشعراوى

تصدر اسم الشيخ  محمد متولى الشعراوى ، والملقب بــ «إمام الدعاة»، ترند محرك البحث «جوجل» الأشهر عالمياً ومواقع التواصل الاجتماعى، خلال الساعات القليلة الماضية، بعد حلول ذكرى وفاته الـ 24 منذ عدة أيام وتحديداً أول أمس الجمعة 17 يونيو.

وكان الشيخ محمد متولى الشعراوى ، الملقب بــ «إمام الدعاة»، ضرب به المثل طوال حياته في كل شيء، حتى أنه أصبح مثالاً يحتذى به في حياته والجميع يذكره بالخير حتى بعد مماته وتحديداً في ذكرى وفاته الـ 24 والتي وافقت الجمعة 17 يونيو 2022.

وتميز الشيخ محمد متولى الشعراوى ، بكونه صوت المصريين، وبخاصة ببرامجه التي لاتكاد تنقطع من الإذاعة والتليفزيون، حول تفسير بعض آيات الذكر الحكيم، وقدرته على توصيلها لكل كبير وصغير بسهولة ويسر.

قصص في حياة الشعراوى

الحكاية الأولى: زواجه

تزوج الشعراوى، وهو في الثانوية بناءً على رغبة والده الذى اختار له زوجته، ووافق الشيخ على اختياره، لينجب ثلاثة أولاد وبنتين، الأولاد: سامي وعبد الرحيم وأحمد، والبنتان فاطمة وصالحة.

الحكاية الثانية.. الشعراوي يُرثي "جمال عبد الناصر":

رثى الشيخ محمد متولى الشعراوي  الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وقال فيه: "قد مات جمال وليس بعجيب أن يموت، فالناس كلهم يموتون، لكن العجيب وهو ميت أن يعيش معنا، وقليل من الأحياء يعيشون وخير الموت ألا يغيب المفقود وشر الحياة الموت في مقبرة الوجود، وليس بالأربعين ينتهى الحداد على الثائر المثير".

 الحكاية الثالثة.. الشعراوي يأمر بفتح مسجد عُمر مكرم لجثمان "عبد الحليم حافظ":

بعد وفاة الفنان عبد الحليم حافظ بالخارج، كان من المقرر وصوله إلى المطار فجراً، على أن يتم نقله إلى مستشفى المعادي، ويُنقل في الصباح إلى مسجد عُمر مكرم، ولكن الشيخ محمد متولى الشعراوي طلب من وزير الأوقاف، فتح مسجد عُمر مكرم طوال الليل، ليوضع فيه الجثمان، ليُحمل إلى مثواه الأخير في الـ 11 صباحًا.

الحكاية الرابعة.. الشعراوي يمزح مع أمير الشعراء:

من المواقف الطريفة، التى كانت في حياة الشيخ محمد متولى الشعراوى ، حينما التقى أمير الشعراء أحمد شوقي، فقال الشيخ رحمه الله، «كنت في سن الشباب، وجئنا إلى القاهرة بصحبة صديق لي لديه علم دائم بمكان تواجد أمير الشعراء أحمد شوقي، الذي كنت معجبًا به وبشعره أيما إعجاب، فإصطحبني ومعي أصدقاء إليه في عش البلبل عند الهرم، وقال لأمير الشعراء، «هؤلاء شبان من أشد المعجبين بك ويحفظون شعرك كله، ويأملون فقط في رؤيتك، فسألني شوقي، ما الذي تحفظه عنى؟ فذكرت له ما أحفظ له من شعر، فسألني، وما الذي أجبرك على حفظ كل هذه القصائد؟، فقلت له: لأن والدي كان يمنحني ريالًا عن كل قصيدة أحفظها لك».

مواقف فى حياة الشعراوى لاتنسى 

تنظيف مسجد الحسين 

 أُعجب به الناس، أثناء حضوره أحد المؤتمرات، وبحديثه، فحملوه إلى سيارته، فخشى الشيخ محمد متولى  الشعراوى ، على نفسه أن يدخلها خيط من خيوط الإعجاب، فأراد أن يعلم نفسه درساً، فى التواضع، فعاد إلى منزله وانتظر حتى جاء وقت الفجر وذهب لتنظيف «حمامات مسجد الحسين»، وتصادف حضور الشيخ محمد عبد الحليم الحديدى، أحد تلاميذه للوضوء، فوجد رجلاً كبيراً من ظهره في الحمامات ممسكاً بمساحة في يده ولم يعلم أنه الشيخ الشعراوى، وأثناء انشغاله بعمله، حل التعب عليه، وجه المياه تجاه الشيخ الحديدى، عن دون قصد فغضب وبدأ يوجه عتابه للرجل، والذى استدار فى هدوء، ليقدم له الاعتذار وهنا كانت المفاجأة، فوجد أن من ينظف حمامات مسجد الحسين، هو الأستاذ، الشيخ والمعلم بمعهد الزقازيق الدينى، فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى، وحاول الشيخ الحديدى، بعد التأكد، تقبيل يد أستاذه المبللة بالماء، محاولا مساعدته للقيام بعمله، وهو ما رفضه الشعراوى، قائلاً، أن هذا العمل «تنظيف بيوت الله» إن أخلصنا فيه وواظبنا عليه يؤدى بنا إلى حسن الخاتمة، وربما يكون طريقنا إلى الجنة».

حيلته للهروب من الالتحاق بالأزهر الشريف بالقاهرة 

حين أراد والده الالتحاق بالأزهر الشريف بالقاهرة، كان الشيخ محمد متولى الشعراوى يتمنى أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض، بينما أصر والده على دفع المصروفات واستأجر له مسكناَ فما كان من الشيخ إلا أن اشترط على والده شروطاً تعجيزية، من بينها «مجموعة ضخمة من الكتب»، أكثرها من خارج المقرر، وفطن والده لحيلته وأجاب طلبه، وبعدها التحق بكلية اللغة العربية عام 1937 وبدأت رحلته في التفوق والتخرج.

تشييع جثمانه بحضور أساقفة الدقهلية 

وبعد وفاة الشيخ محمد متولى الشعراوى ، خرج جميع أساقفة الدقهلية لتشييع جثمانه، كما نعت الطائفة الإنجيلية، الفقيد للعالمين العربى والإسلامى، واصفة إياه بأنه كان رمزاً أصيلًا من رموز الوحدة الوطنية، والذى كتب شعراً في مطران كنيسة المنصورة، حين زار قريتهم، وتوافق الزيارة مع عيد الأضحى، فقال فيه الشعراوى، «اليوم حل بأرضنا عيدان.. عيد لنا وزيارة المطران»، بالإضافة لزيارته الدائمة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية من خلال المناسبات المسيحية.

فيلم أحمد زكى

ذكرت بعض التقارير الصحفية، عن حياة الشيخ محمد متولى الشعراوى، قيام الفنان أحمد زكى بعزم النية لتقديم فيلم عن حياة الإمام الراحل، ولم يستكمل المشروع، بسبب تقديم الفنان حسن يوسف لمسلسل إمام الدعاة عام 2002 عن حياة فضيلة الشيخ محد متولى الشعراوى.

كواليس عمل مسلسل إمام الدعاة بطولة حسن يوسف

كشف الفنان حسن يوسف، وهو الصديق المقرب للإمام محمد متولى الشعراوى ، كواليس العمل على الشخصية، وهل أخبر الشيخ الشعراوى برغبته فى عمل مسلسل عنه أم لا قبل وفاته، ليؤكد، رد بأن الشيخ الشعراوى، قال اعملوا اللى انتوا عايزينه بعد رحيلى، خوفاً من أن الناس تقول بيمجدوه في حياته، بالإضافة لتوقعه الاختلاف في حال عمله في حياته.

وأضاف حسن يوسف، قائلاً، كواليس العمل كانت محاطة بروح الشيخ الشعراوى، فكانت الأمور ميسرة، والكواليس مميزة للغاية، بالإضافة لكون المسلسل خفيف ولم يكن ثقيل في أي شيء.

شارع الإمام الشعراوى 

للإمام الشيخ الشعراوى، شارع يحمل اسمه، تم إدراجه من قبل الجهاز القومى للتنسيق الحضاري ضمن مشروع «حكاية شارع»، عن طريق وضع لافته تحمل سيرة الإمام.

شارع الشيخ محمد متولى الشعراوى 

بنك فيصل الإسلامى 

كان الشيخ محمد متولى الشعراوى ، أول من أصدر قراراً وزارياً، بإنشاء بنك إسلامي فى مصر، «بنك فيصل الإسلامي»، ووافقه مجلس الشعب على ذلك.

شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات

أصدرت شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، عدداً من خواطر الشيخ محمد متولى الشعراوى، وتفسيراته القرآنية، من خلال إنتاجها على أسطوانات تحمل «خواطر حول المناعة الإيمانية والتفسيرات القرآنية، الخُطب الخاصة بشعائر يوم الجمعة»، في إطار محاولتها إحياء ذكراه بما قدمه من أعمال تتناسب مع جميع المستويات والثقافات، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

الفنان عمر الشريف

كان الفنان عمر الشريف ، من أشد المعجبين بالشيخ الراحل محمد متولى الشعراوى ، وصرح بذلك، خلال حوار له وصف فيه إمام الدعاة بأنه عالم جليل وممثل بارع بنفس التوقيت، من خلال طريقته الخاصة في توصيل المعلومة، وكان له دوراً في توصيل المعلومة، وكان قادر ايضا على ان يحببنى في اللغة العربية، وكيفية منطوقها بالشكل الصحيح.

وأضاف عمر الشريف بأن الشيخ محمد متولى الشعراوى، كان ممثلاً بارعاً جداً ويقصد التمثيل بغرض توصيل المعلومة وتبسيطها بأسهل الطرق الممكنة، حتى اننى فهمت الدين وتعلمت اللغة العربية، ولم اتغيب عن درس بعينه لشخصه.

أمنية الشيخ الشعراوى

كشف محمد عبد الرحيم الشعراوى، الحفيد الأكبر لإمام الدعاة، عن اعتزام جده الإمام محمد متولى الشعراوى، إنشاء فرع لجامعة الأزهر فى قريته دقادوس بمحافظة الدقهلية، لكنه توفى قبل أن يحقق أمنيته.

الشيخ محمد متولى الشعراوى 

الجوائز والتكريمات

  • منح الإمام الشعراوى، وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى بمناسبة بلوغه سن التقاعد فى 15 أبريل 1976، قبل تعيينه وزيراً للأوقاف وشئون الأزهر.
  • منح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1983، وجائزة الدولة التقديرية عام 1988م.
  • حصل على الدكتوراه الفخرية فى الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية، وتم تكريمه فى العديد من دول العالم الإسلامي، كان آخرها جائزة دبى الدولية لخدمة القرآن الكريم عام 1997.

مؤلفاته

لقب الشيخ محمد متولى الشعراوي، بــ «إمام الدعاة»، ومن أشهر مؤلفاته، «الإسراء والمعراج، أسرار بسم الله الرحمن الرحيم، الإسلام والفكر المعاصر، الإسلام والمرأة عقيدة ومنهج، معجزة القرآن، من فيض القرآن و المنتخب فى تفسير القرآن الكريم».

تفاصيل آخر 18 يوم في حياة إمام الدعاة

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو للشيخ عبد الرحيم الشعراوى، نجل إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوى، وهو يروى تفاصيل آخر 18 يوماً، فى حياة الإمام.

وقال نجل إمام الدعاة، إن والده كان يكره المستشفيات والتواجد بها، وقبل وفته بمدة 18 يوماً، حجب نفسه عن العالم الخارجي، ورفض الطعام والشراب والدواء والرد على التليفون المحمول، وإكتفى بتواجد أبنائه وأحفاده من حوله.

وقبل وفاته بيومين، طلب منه أن يجرى تجهيزات الجنازة الخاصة به، وعندما رأى الشيخ الشعراوى، الدموع في عين نجله، قال له، «نعم.. من أولها» قد المسئولية ولا مش قدها.. ربنا هيعينك إن شاء الله.. أنا عارف إن انت اللى هتتحمل ومتتفاجئش وتبقى رابط الجأش».

ومع بداية الساعات الأولى لليوم الذى حدد الشعراوى، أنه سيقابل فيه ربه، بدأ يقلق على والده، حيث طلب منه في هذا اليوم تقليم أظافره، يستحم، يلبس ملابس جديدة تماما، وطلب من أولاده أن يتركوه بمفرده، قائلاً لهم، «عاوز أقعد مع ربنا شوية».

وأشار نجل إمام الدعاة، واصفاً لحظة وفاته، قائلاً، «بص والدى لفوق وقعد يقول أهلا سيدى أحمد.. أهلا سيدى إبراهيم.. اهلا السيدة زينب.. أهلا والله أنا جايلكم.. أنا استاهل كل ده؟.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك محمداً رسول الله.. وفاض روحه إلى بارئه».

وفاة الشيخ محمد متولى الشعراوى 

توفى «إمام الدعاة، الشيخ محمد متولى الشعراوى »، في يوم 17 يونيو عام 1998 عن عمر يناهز 87  عاما.

الشيخ محمد متولى الشعراوى 
عاجل