في عيد ميلادها.. عفاف رشاد فنانة اختارت الرقي طريقًا فصنعت مسيرة لا تنسى
تحتفي الأوساط الفنية اليوم الثلاثاء، بذكرى ميلاد الفنانة عفاف رشاد، إحدى الوجوه المضيئة في الدراما والسينما المصرية، التي استطاعت على مدار مشوارها الفني أن تترك بصمة خاصة، جمعت فيها بين الرقي في الأداء والالتزام الإنساني والفني.
تجسيد الشخصيات المختلفة بصدق وعفوية
في الثلاثين من ديسمبر عام 1957، ولدت عفاف رشاد في محافظة القاهرة، وبدأت رحلتها الفنية في فترة شهدت ازدهارًا كبيرًا للفن المصري، لتفرض نفسها بهدوء وثقة، معتمدة على موهبتها الحقيقية وقدرتها على تجسيد الشخصيات المختلفة بصدق وعفوية، دون افتعال أو مبالغة.
مسيرة فنية حافلة
قدمت عفاف رشاد خلال مشوارها الفني عددًا من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية، حيث شاركت في العديد من المسلسلات التي لاقت نجاحًا جماهيريًا، ونجحت في تجسيد أدوار المرأة المصرية بمختلف شرائحها الاجتماعية، ما بين الأم الحنون، والزوجة الصبورة، والسيدة القوية القادرة على مواجهة تقلبات الحياة.
ومن أبرز أعمالها الدرامية: "آدم وجميلة، يا رجال العالم اتحدوا، نحن لا نزرع الشوك، نصف ربيع الآخر، بوابة الحلواني، 80 باكو، إخواتي، شهادة معاملة أطفال، جري الوحوش، صيد العقارب، المداح، ولد الغلابة، أبو العروسة، حواديت الشانزليزية، الاختيار، أفراح إبليس، تحت الوصايا، الضاحك الباكي، حق ميت" وغيرها من المسلسلات الناجحة.
كما شاركت في عدد من الأعمال السينمائية التي عززت حضورها الفني، حيث تميزت بقدرتها على الاندماج داخل العمل الفني كجزء أصيل من نسيجه، لتضيف إلى الأحداث عمقًا إنسانيًا واضحًا، حتى وإن لم تكن في الأدوار الأولى، ومن بين هذه الأفلام: "كوتشينة 4، باباراتزي (للحب حكاية)، زنقة ستات، القشاش، عبده موتة، الحب كده، حاحا وتفاحة، مجرم مع مرتبة الشرف" وغيرها من الأفلام التي لاقت استحسان المشاهدين، إلى جانب أعمالها المسرحية.
حضور إنساني واحترام فني
بعيدًا عن الأضواء الصاخبة، عرفت عفاف رشاد بسيرتها الطيبة داخل الوسط الفني، حيث تحظى باحترام زملائها لما تتمتع به من أخلاق رفيعة والتزام مهني، إلى جانب حرصها الدائم على تقديم فن هادف يحترم عقل ووجدان المشاهد.
وتعد عفاف رشاد تجربتها نموذجًا للفنانة التي آمنت بأن الاستمرارية الحقيقية لا تقوم على الانتشار السريع، بل على الجودة والاختيار الواعي للأدوار، وهو ما جعل اسمها حاضرًا في ذاكرة الجمهور رغم فترات الغياب.
تقدير مستحق
في ذكرى ميلادها، يستعيد جمهور الفن المصري مسيرة فنانة قدمت الكثير بهدوء، ونجحت في أن تكون جزءًا من تاريخ الدراما المصرية دون ضجيج، مكتفية بتقديم أداء صادق ترك أثره لدى المشاهدين.
وتبقى الفنانة عفاف رشاد مثالًا للفنانة المخلصة لفنها، والإنسانة التي اختارت أن تعيش وتعمل وفق قيم أصيلة، لتستحق مكانتها بين نجمات جيلها، وتقدير جمهورها في كل مناسبة.