نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي: انتعاش ملحوظ في السوق المصري رغم التحديات الإقليمية
أكد كامل العوضي، نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» في إفريقيا والشرق الأوسط، أن السوق المصري ما زال قويًا ومتميزًا رغم التحديات التي واجهها مع أغلب الأسواق العربية، مثل الحرب على غزة والتوترات في بعض الدول العربية وكذلك في اليمن.
وأوضح أن هناك مواقف إيجابية لدى شركة مصر للطيران وعدد من الشركات العربية، حيث نجحت في تطويع هذه التوترات لصالحها، والاستفادة من التغييرات الإيجابية التي طرأت على القطاع، وهو ما ظهر بوضوح في الأرقام التصاعدية التي حققها الشرق الأوسط.
جاء ذلك خلال تصريحات صحفية على هامش يوم الإعلام العالمي لـ«إياتا» بجنيف، وقال العوضي: تشير التوقعات إلى بلوغ صافي أرباح المنطقة نحو 6.9 مليارات دولار خلال عام 2026، مدعومًا بنمو قوي في الطلب على الرحلات الطويلة المدى، وتوسع قدرات المطارات المحورية الكبرى، واستمرار الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية.
وعلى المستوى العالمي، رفعت «إياتا» توقعاتها لأرباح قطاع الطيران إلى 41 مليار دولار في 2026، مع توقع نقل 5.2 مليار مسافر، فيما ينمو الطلب على الشحن الجوي بنسبة 2.6% مع استقرار أحجام الشحن في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار كامل العوضي إلى أن سوق السفر الجوي في المنطقة سيستقبل 240 مليون مسافر في عام 2026، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 6.1%، متجاوزًا المتوسط العالمي البالغ 4.9%.
ورغم هذه التوقعات الإيجابية، لا تزال المنطقة تواجه تحديات كبيرة، أبرزها احتجاز 515 مليون دولار من أموال شركات الطيران الأجنبية حتى أكتوبر 2025، بما يمثل 43% من إجمالي الأموال المحتجزة عالميًا، وتصدرت الجزائر القائمة لأول مرة بسبب إجراءات إدارية جديدة، مع استمرار تجميد أرصدة كبيرة في لبنان منذ 2019–2021.
كما تستمر الاضطرابات الجيوسياسية في اليمن وسوريا والعراق ولبنان في إغلاق أجزاء واسعة من المجال الجوي، مما يجبر الطائرات على سلوك مسارات أطول تزيد من استهلاك الوقود والانبعاثات وتكاليف التشغيل، إضافة إلى تعقيدات تقنية ناجمة عن العقوبات وتشويش إشارات الملاحة عبر الأقمار الصناعية.
وأكد العوضي أن دول مجلس التعاون الخليجي حققت قفزات نوعية في تطوير منظومات طيران عالمية المستوى، في حين تعاني دول منخفضة الدخل في المنطقة من تقادم البنية التحتية وضعف التمويل.
ودعا الاتحاد إلى تعزيز التنسيق الإقليمي من خلال التقدم نحو سوق نقل جوي موحد، ومواءمة تشريعات حماية المستهلك مع معايير منظمة الإيكاو، واسترجاع الأموال المحتجزة، ووضع مسارات واضحة لإعادة اندماج الدول الخارجة من العقوبات بأمان في المنظومة العالمية، مؤكدًا أن تحقيق هذه الأولويات سيضمن توزيعًا أكثر عدلًا واستدامة لفوائد قطاع الطيران في المنطقة بأكملها.
