«اقتحامات جماعية وطقوس تلمودية».. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى في «عيد العرش»

أكدت محافظة القدس أن اقتحام نحو ألف مستعمر للمسجد الأقصى المبارك، في أول أيام ما يُسمى "عيد العرش" اليهودي، تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، يمثل تصعيدًا خطيرًا في النهج الاستيطاني الهادف إلى فرض واقع جديد داخل المسجد وتكريس السيطرة عليه، في خرق واضح للوضع التاريخي والقانوني القائم.
وأوضحت المحافظة في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، أن هذه الاقتحامات تأتي في إطار مخطط استعماري منظم تقوده جماعات الهيكل المتطرفة، بدعم مباشر من حكومة الاحتلال اليمينية التي تتبنى فكر هذه الجماعات وتوفر لها الغطاء السياسي والقانوني، من خلال سنّ قوانين وتعليمات وإجراءات ميدانية تعزز من اقتحامات المسجد الأقصى وتشرعنها، في محاولة متعمدة لفرض التقسيم الزماني والمكاني للمكان المقدس.
وبحسب البيان، حولت قوات الاحتلال البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية، حيث تم إغلاق الطرق والحواجز ومنع المواطنين الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد، بينما تم الإعلان مسبقًا عن السماح لست مجموعات من المستعمرين باقتحام المسجد دفعة واحدة كل عشر دقائق، في خطوة غير مسبوقة تعكس السعي لتكثيف أعداد المقتحمين وفرض أمر واقع جديد.
وخلال هذه الاقتحامات، أدّى المستعمرون طقوسًا تلمودية ورقصات استفزازية أمام قبة الصخرة المشرفة، كما حملوا ما يُعرف بالقرابين النباتية من سعف النخيل وأغصان الصفصاف وثمار الأترج عند بابي الملك فيصل والمجلس، في مشهد وصفته المحافظة بأنه تطاول صارخ على قدسية المسجد الأقصى وتحويله إلى ساحة لطقوس توراتية تمهيدًا لتهويده بالكامل.
وحذرت محافظة القدس من خطورة هذه السياسات والممارسات التي تستغل المناسبات الدينية اليهودية لتصعيد العدوان ضد المقدسات الإسلامية وسكان القدس، من خلال فرض العقوبات الجماعية، وحرمان المصلين من حقهم في الصلاة بحرية، مقابل تسهيل اقتحامات المستعمرين وحمايتهم بشكل مكشوف.
ودعت المحافظة المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات المعنية، بالإضافة إلى الأمتين العربية والإسلامية، إلى التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات المتصاعدة، والعمل على حماية المسجد الأقصى من التهويد، والحفاظ على وضعه التاريخي والقانوني كوقف إسلامي خالص بكل مكوناته وساحاته.