رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

مصر تؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة وحل الأزمة السودانية

نشر
وزير الخارجية ونظيرته
وزير الخارجية ونظيرته الجنوب إفريقية

جدد سامح شكري، وزير الخارجية، رفض مصر التام لأي عملية عسكرية في رفح الفلسطينية، نظرًا لتداعياتها الإنسانية الخطيرة، وضرورة الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن ودون أية عوائق.

جاء ذلك، في مشاورات سياسية أجراها وزير الخارجية المصري مع الدكتورة ناليدي باندور، وزيرة العلاقات الدولية والتعاون بجمهورية جنوب إفريقيا، في العاصمة بريتوريا، في إطار أعمال اللجنة المشتركة بين مصر وجنوب إفريقيا، حيث بحثا مُجمل العلاقات الثنائية، ومستجدات الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك.

الإشادة بموقف جنوب إفريقيا

وأعرب وزير الخارجية، خلال المشاورات، عن أسفه لعجز مجلس الأمن عن إصدار قرار يُمكن دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة أمس.

وأشاد، بموقف جنوب أفريقيا الثابت الداعم للقضية الفلسطينية وحل الدولتين كأساس للتسوية النهائية، والداعم للجهود المصرية فيما يتعلق بالدفع قدماً بإيجاد حل عادل ودائم لتلك القضية، مُؤكدًا أهمية تكثيف التواصل مع الأطراف الدولية والإقليمية المعنية من أجل وقف التصعيد واحتواء الأزمة الراهنة، مع التحذير من الخطورة البالغة لهذه الأزمة التي يُمكن أن تخرج عن إطار السيطرة.

العلاقات السياسية بين مصر وجنوب إفريقيا

وصرح السفير أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، بأن الوزيرين أشادا في بداية المشاورات بالزخم الذي تشهده العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين في الآونة الأخيرة، ومستوى التشاور والتنسيق القائم بشأن كل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وهو الأمر الذي انعكس في زيادة وتيرة اللقاءات والاتصالات الثنائية على مستوى القيادة السياسية وكل المستويات، بما يحقق مصالح البلدين والشعبين.

وذكر المتحدث الرسمي، أن الوزيرين أكدا أهمية تعزيز مستوى التنسيق بين مصر وجنوب إفريقيا في كل القضايا ذات الصلة بالاتحاد الإفريقي، وعلى رأسها الإصلاح المؤسسي وترشيد الإنفاق وتعزيز آليات المراقبة وانتخاب قيادات المفوضية لعام 2025، أخذًا في الاعتبار الدور الرئيسي للبلدين على الساحة الإفريقية، لما يتمتعان به من ثقل دولي وإقليمي. 

مجلس السلم والأمن الإفريقي

وأكد شكري، الأهمية التي توليها مصر لعضويتها بمجلس السلم والأمن الإفريقي التي بدأت في أبريل 2025، مُنوهًا بأن هناك عددًا من الموضوعات التي سيتم التركيز عليها لتعزيز بنية السلم والأمن في القارة الإفريقية.

الأزمة السودانية

وتطرقت المشاورات إلى مُستجدات الأزمة السودانية، حيث أعرب الجانبان عن التطلع لتكثيف العمل المشترك من أجل التوصل إلى حلول ناجزة للأزمة السودانية تفضي إلى وقف الصراع المسلح ونزيف الأرواح والدماء، والتأكيد على ضرورة الاحترام الكامل لسيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه، وأهمية الحفاظ على الدولة السودانية ومؤسساتها. 

كما استعرض الوزير شكري الجهود المصرية للتعامل مع التبعات الإنسانية للأزمة السودانية، مُؤكدًا ضرورة تعامل المجتمع الدولي والأطراف المانحة مع الأمر على نحو جاد وشامل، والوفاء بتعهداتها التي قطعتها في مؤتمر المانحين في يونيو 2023، وفي اجتماع باريس الدولي لدعم السودان ودول الجوار الذي عقد في 15 أبريل الجاري.

تجمع البريكس

وذكر المتحدث الرسمي باسم الخارجية، أن وزير الخارجية أكد تطلع مصر للقيام بدور فاعل ومؤثر داخل تجمع البريكس، والتعاون عن قرب مع جنوب إفريقيا من أجل الإسهام في جهود التجمع الرامية إلى إيجاد حلول عملية قابلة للتنفيذ لمواجهة التحديات التي تعاني منها دولنا، التي تتطلب تكثيف العمل المشترك في إطار التعاون «الجنوب – جنوب»، فضلاً عن التنسيق سويًا لتعزيز قدرة التجمع على التعبير عن رؤى دول الجنوب لجعل مؤسسات الحوكمة الاقتصادية العالمية أكثر استجابةً لتطلعات وتحديات الدول النامية. 

واتفق الوزيران على أهمية العمل سوياً للتعبير عن أولويات الدول النامية، خصوصًا الإفريقية منها، في مجموعة العشرين، مُشيرين إلى أهمية تعامل مجموعة العشرين بشكل عاجل وفعال لمعالجة أزمة الديون، التي طالت أكثر من 37 دولة، منها 21 دولة إفريقية.

قضايا دولية

كما بحث الجانبان مختلف القضايا والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها تعزيز الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، والأوضاع في ليبيا، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على المنطقة والبلدين. 

البحر الأحمر

وتم تناول المخاطر المتزايدة للتوترات الجارية في البحر الأحمر وتبعاتها الجسيمة على أمن وسلامة الملاحة الدولية، وذلك بخلاف معالجة مُسببات الإرهاب والتغيرات غير الدستورية في منطقة الساحل وغرب إفريقيا. 

توسيع مجلس الأمن

وناقش الاجتماع ملف إصلاح وتوسيع مجلس الأمن والتأكيد على الالتزام بالموقف الإفريقي الموحد، حيث أكد الوزيران ضرورة الحفاظ على التنسيق القائم بين مصر وجنوب إفريقيا إزاء كل هذه القضايا والتحديات، خصوصًا في ضوء ما يمر به العالم من ظرف حرج وتحديات كبيرة تستلزم التكاتف بين البلدين؛ من أجل مجابهة التحديات لتحقيق مصالح الشعبين وضمان أمن دول وشعوب القارة.

عاجل