رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

المسيرات.. روسيا تطور سلاحها الأفضل في الحرب الأوكرانية

نشر
المسيرات
المسيرات

تتمتع الطائرات دون طيار (المسيرات) بمميزات متعددة؛ أولها تقليل الخسائر البشرية وتحقيق عدة أهداف استراتيجية في وقت قياسي وتوفير كوادر مدربة ودقة إصابة الأهداف. 

يمكن توجيه المسيرات عن بعد وهي واحدة من أهم ميزاتها، دون تكلفة مادية كبيرة أو تقنيات مكلفة أو خبرة عسكرية ودراية حربية بالتكتيكات والإنفاق والتسليح.

وتهتم موسكو بسلاح المسيرات كعنصر فاعل في توجيه الضربات إلى الخطوط الدفاعية الأوكرانية واستهداف الآليات العسكرية الغربية المتطورة كالدبابات البريطانية والألمانية والمركبات الأمريكية.

إنشاء مراكز إنتاج واختبار المسيرات

قبل أسبوعين، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، توجيهات للحكومة الروسية بالتعاون مع منصة مبادرة "التكنولوجيا الوطنية"، للعمل على إنشاء مراكز إنتاج واختبار للطائرات المسيرة في عدد من المدن الروسية من بينها (نيجني نوفجورود وريازان وسامارا وساخالين وتومسك وتولا، وجمهورية تتارستان).

وفي العاصمة موسكو وسانت بطرسبرج وسيفاستوبول، ضمن مساعي موسكو لتدشين المشروع الوطني لتطوير أنظمة المسيرات بحلول عام 2030.

وكشفت الاستخبارات البريطانية في تقرير حديث، عن بدء روسيا في إنتاج مسيرات محلية الصنع بمساعدة إيران، وأن روسيا تعمل على بدء الإنتاج المحلي للطائرات المسيرة (ذات الاتجاه الواحد أو الانتحارية) بمساعدة إيرانية.

في سياق متصل، أعلنت روسيا في بداية يونيو الجاري، عن اختبار طائرة مسيرة جديدة باسم "سيريوس" ذات المحركين، والتي يتم تطويرها في شركة "كرونشتاد" الروسية بسرعة كبيرة لحاجة القوات إليها في حرب أوكرانيا.

كما تعكف وزارة الدفاع الروسية، الفترة الحالية، على تطويع التكنولوجيا لتطوير سلاح المسيرات وتقنيات عملها وطول مسافات طيرانها وزيادة قوتها التدميرية وثقل شحنتها التفجيرية يوفر الكثير من الجهد والمال في الحماية والاستطلاع وضرب الأهداف عن بعد في البحر والجو والبر.

أبرز أنواع المسيرات الروسية

يمتلك سلاح الجو الروسي طائرات انتحارية من طراز "كوب" ونوعين من "لانسيت"، كما تم شراء طائرات إيرانية طراز "شاهد 136" أقرت طهران بإرسالها إلى موسكو، وتهتم الأخيرة بإدخال تعديلات مستمرة على المسيرة الإيرانية لكون مكوناتها رخيصة وكاميراتها من النوع التجاري بسيط الثمن وخفيفة الوزن.

بدأت روسيا بمهاجمة العاصمة كييف بأسراب من الذخائر الرخيصة المعروفة باسم مسيرات كاميكازي في أكتوبر 2022، واستخدمتها على نطاق واسع خلال هجماتها الجوية المنتظمة عبر أوكرانيا.

يعد شهر مايو 2023 أكثر الشهور التي شهدت كثافةً في حرب المسيرات الروسية ضد أهداف أوكرانية، وكثفت روسيا تركيزها على العاصمة كييف فى مايو الماضي، بوابل من الصواريخ والطائرات دون طيار (54 مسيرة) فى ليلة واحدة.

بحسب تقرير لـ"فوربس" الأمريكية تستخدم روسيا المسيرات بكثافة بعدما أثبتت قوتها في استهداف دبابات متطورة مثل ليوبارد الألمانية ومركبات برادلي الأمريكية، كما أنها تتمتع بميزات قوية على التخفي والمباشرة وتمتلك عنصر المفاجأة في الاستهداف ما يجعلها قوة مثالية صغيرة الحجم رخيصة الثمن.

تقول مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إن دور الدرونات الروسية أصبح يتجلى بأوكرانيا لا سيما "أوريون" التي قصفت مركزًا لقيادة الجيش الأوكراني في يونيو 2022.

تعتبر الحرب الروسية الأوكرانية أكثر الحروب والصراعات العسكرية التي شهدت استخدامًا موسعًا للمسيرات، وتخسر أوكرانيا في هجماتها نحو 10 آلاف مسيرة شهريًا، بما في ذلك مسيرات المراقبة والمسيرات الانتحارية.

تقنيات جديدة

كشفت روسيا النقاب عن تقنيات جديدة تحمي الدرونات من التشويش، وتحسن عملها في ظروف الطقس السيئ ما يعني قدرة موسكو على حماية مقدراتها في مناطق نفوذها في القطب الشمالي وضد الدول الاسكندنافية دون تكلفة مادية مرهقة.

تبلغ تكلفة الدرونز الواحدة ما بين 30 إلى 60 ألف دولار وتستطيع تدمر دبابة يصل سعرها إلى 10 ملايين دولار بضربة واحدة، فيما تمكنت شركة "روس إلكترونيكس" مؤخرًا من تطوير تقنيات جديدة لتحسين عمل الآليات والمعدات الموجهة، لا سيما المسيرات الروسية الشهيرة "أوخوتنيك".

توفر هذه التقنيات الاتصال مع الشبكات اللاسلكية والخلوية بشكل آمن لنقل وتلقي البيانات دون الحاجة إلى الإنترنت، ويمكنها العمل في ظروف الطقس القاسية وفي المناطق الشديدة البرودة من بينها القطب الشمالي.

تضم المنظومة الإلكترونية الجديدة هوائيات متطورة وجهاز مودم صغير لا تتعدى أبعاده (130/75/30) ملم، ويمكنه العمل مع ترددات تتراوح ما بين 500 و3500 ميجاهيرتز.

وتزيد روسيا من تواجدها في القطب الشمالي عامًا بعد عام، باعتبارها منطقة ذات أهمية استراتيجية لا سيما من حيث الموارد الطبيعية أو الدفاع عن الحدود الشمالية لروسيا، لذا باتت بحاجة لتقنيات تضمن استقرار عمل المعدات الإلكترونية في تلك المنطقة ذات الطقس القاسي".

جيش الدرونز

تمتلك روسيا درونات "إينوخوديتس – رو" الملقبه بـ"الضارب" ودرونات "زالا لانست و"كلاشينكوف كيوب" الانتحارية، و"أوريون وفوربوست" وهي درون مقاتلة.

نظرًا لتفوق الميزانية العسكرية الروسية وتقنياتها في التطوير التقني العسكري ما يمنحها ميزة أعلى من الجيش الأوكراني المعتمد كليًا على السلاح الغربي والدعم المالي عبر حزم المساعدات.

تستعين روسيا بجيش من الدرون (المسيرات) في أعمال تدمير أو تعطيل إلكترونيات القوات المعادية، والتعرف على أصحاب الهواتف الذكية وإسكات الاتصالات والتشويش والاستطلاع وضرب المواقع المعادية وتوجيه المدافع.

يستخدم الجيش الروسي في منطقة العملية العسكرية الخاصة المسيرات الجوية ذات تصميم مميز لخداع الدفاعات الجوية الأوكرانية مصنوعة من الخشب والبلاستيك الرغوي، ويتم تجميعها بواسطة شريط لاصق، وتستخدم محركات كهربائية حديثة وأجهزة إلكترونية، وتجمع بين التكنولوجيات العالية والتقنيات البدائية، وبمقدور الدرون الخشبي أن يحمل حتى 10 كيلوجرامات من المتفجرات والتحليق بها إلى مسافة 600 كيلومتر.

طوعت موسكو استخدام أحدث أنواع الأسلحة من ترسانتها العسكرية وهو نظام كهرومغناطيسي يعرف بـ«ستوبور» لشل إشارات المسيرات الأوكرانية وإجبارها على السقوط، وذلك بعد إعلان أوكرانيا إنشاء أول جيش من المسيرات في العالم في يوليو 2022.

على الجانب الآخر، حصلت أوكرانيا على طائرات مسيرة من عدة دول، من بينها كاميكازي الأمريكية وبيرقدار التركية، بالإضافة إلى مئات المسيرات محلية الصنع التي صنعها هواة أوكرانيين منذ بداية الحرب ضد روسيا.

عاجل