«أشيك بائع فريسكا».. القصة الكاملة لمصرع يوسف السيد راضي
أشيك بائع فريسكا .. للوهلة الأولى تعتقد بأن الشاب المكافح، ذو الملابس الأنيقة، والحضور الجميل بصفات «ابتسامة جذابة - وسيم - قوام رياضى - ملابس أنيقة وكأنه من نجوم السينما - حضور قوى ومؤثر - جذبه لأكبر عدد من زبائنه - إخلاصه وحبه لعمله - شخصيته فى النجاح وعدم التكاسل»، كل هذه الصفات، توحى وكأنه « إعلان لإحدى الشركات، أو الماركات أو حتى الموديلات».
لكن الحقيقة أنها صفات متعددة لأحد أهم الشباب المكافحين بالشارع، لتوفير لقمة العيش، لأسرته وعائلته الجميلة، التى ساعدته على الظهور بهذا الموقف بالشارع ما بين القاهرة والإسكندرية.
أشيك بائع فريسكا .. القصة باختصار، هي أن الشاب « يوسف السيد راضي- أشيك بائع فريسكا »، 32 عامًا، ارتبط لقبه بهذا الاسم، من خلال بيعه لــ منتجه الشهير «شمعدان الفريسكا» مناديًا عليها «فريسكا فريسكا، قرمش وفرفش»، وقدرته لعمل البورشور وأكياس تحمل الاسم، ومحاولته تطوير المنتج بنفسه، بإضافة أطعمة مختلفة لجذب أكبر عدد من الزبائن، بشكل متحمس، وحثه للشباب على العمل وعدم الخجل من أي مهنة وصناعة المستقبل من خلال خريطة وعدم الانتظار للوظيفة.
أشيك بائع فريسكا .. للأسف الحلو ميكملش ، انتهت رحلة أشيك بائع فريسكا .. بالشارع بشكل مأساوى، بعد إصابته بنزيف حاد لاصطدام سيارته رفقة صديقه على طريق العلمين بالساحل الشمالى، نتيجة للسرعة الزائدة، أثناء ذهابه لمكان عمله والحصول على لقمة عيشه.
وتصدر اسم يوسف السيد راضي، والملقب بـ« أشيك بائع فريسكا » فى منطقة رشدى بالإسكندرية، تريند محرك البحث، «جوجل» ومواقع التواصل الاجتماعى، خلال الساعات القليلة الماضية، بعد وفاته على طريق العلمين بالساحل الشمالى.
وتوفى يوسف السيد راضي ، أشيك بائع فريسكا بعد اصطدام سيارته رفقة صديقه على طريق العلمين بالساحل الشمالى، وانقلابها، وتم نقل يوسف وصديقه إلى مستشفى الحمام، ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة، وتوفى في الحال نتيجة لإصابته بنزيف حاد لم يتمكن الأطباء من إيقافه.
وخيم الحزن على أهالى محافظة الإسكندرية بشكل خاص وعلى محافظات الجمهورية بشكل عام، لكونه كان نموذجا للشباب، وقدرته على إضفاء الحماس عليهم من خلال حثه الجميع على العمل وعدم التكاسل وانتظار الوظيفة وشق طريقه بسوق العمل بعزيمة وإصرار.
وكان يحرص أشيك بائع فريسكا ، على التفاعل مع زبائنه من خلال «براند الفريسكا»، بالدعاية له وسط المارة بعنوان، «فريسكا فريسكا – قرمش وفرفش».
وكان يوسف السيد راضي، أشيك بائع فريسكا ، قد رزق بمولدته الصغرى، «نيللي»، وكان يواصل العمل بالليل والنهار، لتوفير حياة كريمة لأسرته، مستعينا بالدعوات والتشجيع له، وعلمت أسرته، بوفاته من مستشفى الحمام، بعد تعرضه لـ حادث سيارة.
قصة يوسف السيد راضي - أشيك بائع فريسكا
بدأت قصة يوسف، والذى يبلغ من العمر 32 عامًا، مع براند الفريسكا، منذ أكثر من 18 عاما، بعد وفاة والده بمنطقة أبو تلات بمحافظة الإسكندرية، وحصل على منحة من الجامعة البريطانية عام 2016، تخصص إدارة الأعمال، وعمل في مجال خدمة العملاء بأحد شركات المحمول لفترة لم تكن بالطويلة، ليقرر العودة لفكرة بيع «الفريسكا»، خلال شهور الصيف بأحد قرى مدينة الساحل الشمالي، واشتهر بلقب « أشيك بائع فريسكا »، لملابسه السينمائية خلال فترة عمله.
ولم يكن ليدرى يوسف السيد راضي ، « أشيك بائع فريسكا »، بأن سفره لمدينة الساحل الشمالى، سوف تكتب نهاية حياته ورحلة كفاحه.
وكان دائمًا ما يشيد بدور زوجته، التي تقدم له كافة أوجه الدعم والمساندة؛ حيث إنه عاد من القاهرة بشكل مخصوص للزواج والاستقرار بمحافظة الإسكندرية، ومن الله عليه بابنته «فيروز»، مؤكدًا على دور زوجته العظيمة في مساعدته والسهر معه لإعداد الفريسكا.
وخلال استضافته الإعلامية ببرنامج الحياة اليوم، في عام 2021، مع الإعلامية لبنى عسل، كشف، يوسف السيد راضي، أسراره وحكايته مع «براند الفريسكا»، ونجاحه في تحقيق الشهرة، قائلاً، «بدأت قصتى منذ الصغر، بالعمل مع والدى بعمر الـ11 عاماً، والذى كان يدعمنى، وتعلمت منه وربنا وفقنى الحمدلله، بالإضافة لمساعدة والدتى، وفى عام 2010، سافرت إلى القاهرة، لضعف فرص العمل بالإسكندرية».
وفى عام 2016، رزقنى المولى -عز وجل- بالعمل الصالح، واستكملت دراستى وتعليمى، استنادًا لمقولة والده والذى كان يردد له دائما، «أهم حاجة التعليم»، مشيرا إلى أن فكرة الشياكة مجرد تسويق، أنا صحيح واقف في إشارة مرور، ولكن مش هستنى أستلف من حد».
وتابع قائلاً، «دورت على وظيفة ولكن المرتب كان ضعيف جدا، ومش مكفي .. لكن دخل الفريسكا الحمد لله أفضل، ولكل مجتهد نصيب.. أنا بصحى الصبح ، ومراتي بتحضر معايا الشغل وبعدين أنزل ، والشغلانة دي أنا ورثتها عن والدى، وتعب والدتي معايا، وأنا عندي فيروز عمرها عام واحد».
وأشار يوسف السيد راضي، «فيه ناس كتير دعموني، وساندوني، وكل هذه الأمور فرحتني، وبتخليني أكمل، ونحن نعيش ظروف صعبة، ولكل مجتهد نصيب، ويجب على كل شاب أن يسعى ويجتهد، وأنا أحلم لو مفيش شركة محترمة ومرتب كويس، أعمل مشروع خاص بي ، وأطلب من الجهات المختصة لو ينفع أكون فى مدينة العلمين».
آخر كتابات يوسف - «أشيك بائع فريسكا»
شارك «يوسف السيد راضي» والمعروف إعلاميًا، بـ « أشيك بائع فريسكا »، افتتاح مشروعه الجديد بالساحل، مع أصدقائه عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، عبارة عن «عربة فريسكا متنقلة»، قائلاً «افتتاح مشروعى الجديد .. شاركني رأيك».
جنازته
ومن المقرر، تشييع جنازة أشيك بائع فريسكا اليوم الخميس، بالإسكندرية عقب صلاة الظهر، بمنطقة المعمورة على أن يقام العزاء بمنزل العائلة شرقى المحافظة.
