رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

حرب روسيا وأوكرانيا.. حكاية الأخوة الأعداء التي بدأت قبل 31 عاما

نشر
 حرب روسيا واوكرانيا
حرب روسيا واوكرانيا

حرب روسيا واوكرانيا.. وسط نيران المعارك، والقصف المدفعي، ورصاصات البنادق الآلية المتطايرة والمتبادلة بين طرفي المعركة، وسقوط مئات القتلى والجرحي من الجنود والأبرياء والأطفال، نتجاهل السبب الذي أندلعت الحرب من أجلها حرب روسيا واوكرانيا؟، فحتى اللحظة يسأل العديد من الناس: «لماذا بدأت الحرب الروسية- الأمريكية»؟

استيقظ المجتمع الدولي، اليوم الخميس، على صوت أوكرانيا وهي تستغيث من القصف الروسي لها بلا هوادة أو انقطاع، وكلما تقدمت القوات الروسية العسكرية نحو شرق أوكرانيا، زاد البحث عن أسباب حرب روسيا واوكرانيا.

حرب روسيا واوكرانيا.. العداء بدأ مع تفكك الإتحاد السوفيتي

العداء الروسي الأوكراني بدأ مع مطلع تسعينيات القرن العشرين، تحديدًا في ديسمبر عام 1991، بعدما أعلنت أوكرانيا، بالإضافة إلى روسيا، وبيلاروسيا الانفصال عن الاتحاد السوفييتي، بعدما كانوا أشقاء يجتمعون تحت مظلة وراية سياسية واحدة، ليزداد التوتر الورسي الاوكراني الذي أدى إلى حرب روسيا واوكرانيا اليوم.

وما نراه اليوم من حرب روسيا واوكرانيا ليس وليد اللحظة حيث تعتبر أوكرانيا من الدول الأخيرة التي تمردت على فكرة الإتحاد السوفيتي، حتى وصفها بعض السياسيين الدوليين حينها بـ«المسمار الأخير الذي دق في نعش الإتحاد السوفيتي.»

أرادات موسكو الاحتفاظ بنفوذها الدولي، ومكانتها كأحد قطبي القوة العظمى، المتمثلة حينها في «الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي»، وذلك عن طريق تأسيس رابطة الدول المستقلة (جي. يو. إس). 

حرب روسيا واوكرانيا

حرب روسيا واوكرانيا.. صفقات «الغاز الروسي» الرخيص فشلت في السيطرة على أوكرانيا

ما نراه الان من حرب روسيا واوكرانيا نتيجة لتخييب أوكرانيا أمال روسيا في الاحتفاظ بنفوذها الدولي، بعدما ظن الكرملين وقتها أنه بإمكانه السيطرة على أوكرانيا من خلال شحنات الغاز الرخيص التي كانت تحصل عليه من موسكو. 

الغاز الروسي لم يجذب أوكرانيا إلى موسكو، مثلما فعل مع بيلاروسيا التي بنت تحالف وثيق مع روسيا، فعيون الأوكرانيين كانت مسلطة دائماً على الغرب، وكان حلم أوكرانيا هو الخروج من دائرة المعسكر الشرقي، وانضمامها إلى الغرب مما أزعج موسكو بشدة، ولكن الأمر لم يتطور إلى صراع طوال فترة التسعينيات مثلما حدث اليوم من  حرب روسيا واوكرانيا.

حرب روسيا واوكرانيا

حرب روسيا واوكرانيا.. موسكو تعترف بحدود كييف عام 1997

عكس ما نراه اليوم من  حرب روسيا واوكرانيا موسكو كانت تبدو هادئة تجاه تمرد أوكرانيا عليها، لأن الغرب لم يكن يسعى لدمج أوكرانيا، كما أن روسيا كان لديها من المشاكل الاقتصادية بما يكفي لآن تلتفت إلى مشاكل جديدة، بالإضافة إلى انشغالها بالحرب في الشيشان، واعترفت موسكو رسميًا في عام 1997 بالحدود الأوكرانية، من خلال ما يسمى بـ"العقد الكبير"، بما فيها شبه جزيرة القرم، التي تقطنها غالبية ناطقة بالروسية.

قبل  حرب روسيا واوكرانيا كانت أول أزمة حقيقية شهدتها «موسكو» و«كييف» كانت دبلوماسية، وحدثت في عهد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ففي خريف عام 2003، بدأت روسيا بشكل مفاجئ في بناء سد بمضيق كريتش باتجاه جزيرة «كوسا توسلا» الأوكرانية، واعتبرت كييف ذلك محاولة لإعادة ترسيم حدود جديدة بين البلدين، وازدادت حدة الصراع، ولم يتم وضع حد له إلا بعد لقاء ثنائي بين الرئيسين الروسي والأوكراني. 

حرب روسيا واوكرانيا

حرب روسيا واوكرانيا.. «الثورة البرتقالية» أطاحت بأحلام «بوتين» في السيطرة على كييف

عقب اللقاء الروسي الأوكراني، تم إيقاف عملية بناء السد، لكن الصداقة المعلنة بين البلدين تعكرت ماءها، وظهر بها العديد من التشققات، دعمت روسيا في عام 2004 المرشح الرئاسي الأوكراني القريب من الكرملين، فيكتور يانوكوفيتش، إلا أن «الثورة البرتقالية» حالت دون فوزه، وفاز بدلاً منه السياسي القريب من الغرب، فيكتور يوشتشينكو، ليكون ذلك أحد الأسباب التي أدت إلى  حرب روسيا واوكرانيا .

رد الدب الروسي على الثوار البرتقاليين بقطع امدادات الغاز  خلال فترته رئاسة يوشتشينكو مرتين، الأولى كانت في عام 2006، والثانية في عام 2009، كما قُطعت أيضاً إمدادات الغاز إلى أوروبا المارة عبر أوكرانيا.

حرب روسيا واوكرانيا

حرب روسيا واوكرانيا.. أول دعم أمريكي لكييف بدأ عام 2008

أول دعم أمريكي حقيقي لأوكرانيا بدأ عام 2008، في عهد الرئيس الأمريكي آنذاك، جورج دبليو بوش، بعدما حاول إدماج أوكرانيا، وجورجيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وقبول عضويتهما من خلال برنامج تحضيري، محاولات بوش قوبلت باحتجاج بوتين، وأعلنت موسكو بشكل واضح أنها لن تقبل الاستقلال التام لأوكرانيا، كما أن فرنسا، وألمانيا حالتا دون تنفيذ بوش لخطته وكان هذا سبب آخر لاندلاع  حرب روسيا واوكرانيا .

 أثناء انعقاد قمة الناتو في بوخارست، تم طرح مسألة عضوية أوكرانيا وجورجيا، ولكن لم يتم تحديد موعد لذلك، ولأن مسألة الانضمام للناتو لم تنجح بسرعة، حاولت أوكرانيا الارتباط بالغرب من خلال اتفاقية تعاون مع الاتحاد الأوروبي، في صيف عام 2013، وكان هذا سبب اضافي لاشتعال  حرب روسيا واوكرانيا .

جورش دبليو بوش - حرب روسيا واوكرانيا

حرب روسيا واوكرانيا.. ضم روسيا لـ«القرم» بداية الحرب الغير معلنة بين «موسكو» و«كييف»

وقبل مشاهد  حرب روسيا واوكرانيا التي نراها اليوم، كانت مارست موسكو ضغوطاً اقتصادية هائلة على كييف، بعد أشهر قليلة من توقيع اتفاقية التعاون مع الاتحاد الأوروبي،  وضيقت على الواردات إلى أوكرانيا، وعلى خلفية ذلك، جمدت حكومة الرئيس الأسبق يانوكوفيتش، الذي فاز بالانتخابات عام 2010، وانطلقت بسبب ذلك احتجاجات معارضة للقرار، أدت لفراره إلى روسيا في فبراير عام 2014.

ضمت روسيا القرم في مارس عام 2014، وكانت هذه علامة فارقة وبداية لـ  حرب روسيا واوكرانيا لكنها كانت غير معلنة، وفي نفس الوقت، بدأت قوات روسية شبه عسكرية في حشد منطقة الدونباس الغنية بالفحم شرقي أوكرانيا، كما أعلنت جمهوريتان شعبيتان في «دونيتسك» و«لوهانسك»، يترأسهما روس، أما الحكومة في كييف، فقد انتظرت حتى انتهاء الانتخابات الرئاسية في مايو 2014، لتطلق عملية عسكرية كبرى أسمتها "حربًا على الإرهاب".

شبه جزيرة القرم - حرب روسيا واوكرانيا

حرب روسيا واوكرانيا.. «صيغة نورماندي» بداية الحرب بالوكالة

في يونيو من نفس العام، التقى الرئيس الأوكراني الجديد المنتخب، بيترو بوروشينكو، وبوتين لأول مرة، وذلك بوساطة ألمانية وفرنسية، على هامش الاحتفال بمرور 70 عاماً على يوم الإنزال على شواطئ «نورماندي»، و خلال ذلك الاجتماع وُلدت ما تسمى بـ«صيغة نورماندي.» التي لم تنجح في تحقيق أهدافها في حرب روسيا واوكرانيا التي اندلعت اليوم.

«صيغة نورماندي» لم تكن غير حبر على ورق، فبعدها تحول الصراع إلى حرب روسيا واوكرانيا بالوكالة، ففي مطلع عام 2015، شن الانفصاليون هجومًا، زعمت كييف أنه كان مدعومًا بقوات روسية لا تحمل شارات تعريف، وهو ما نفته موسكو، هزمت القوات الأوكرانية للمرة الثانية على يد القوات الانفصالية، وذلك في مدينة ديبالتسيفي الاستراتيجية، والتي اضطر الجيش الأوكراني للتخلي عنها.

بيترو بوروشينكو وبوتين - حرب روسيا واوكرانيا

حرب روسيا واوكرانيا.. «بوتين» أعلن عدم رغبته في عقد أي لقاء شخصي مع الرئيس الأوكراني

لتهدئة الأوضاع، تدخل الغرب، في محاولة لمنع مانراه اليوم من حرب روسيا واوكرانيا وتم الاتفاق على «مينسك 2»، وهي اتفاقية تشكل إلى اليوم أساس محاولات إحلال السلام، وما تزال بنودها لم تنفذ بالكامل بعد، شهد خريف عام 2019 بصيص أمل، إذ انسحب جنود من الجبهتين المتحاربتين من بعض مناطق المواجهة، لكن منذ قمة «نورماندي» التي عُقدت في باريس في ديسمبر عام 2019، لم تحدث أي لقاءات على المستوى الرئاسي.

وأعلن الرئيس الروسي عدم رغبته في عقد أي لقاء شخصي مع الرئيس الأوكراني الحالي، فلودومير زيلينسكي، لأنه من وجهة نظر موسكو، لا يلتزم باتفاق «مينسك.»

بوتن- حرب روسيا واوكرانيا

وطلب بوتين منذ ديسمبر عام 2021، بشكل علني من الولايات المتحدة ألا تسمح بانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، أو تقديم أي مساعدات عسكرية لها، لكن الحلف لم يرضخ لمطالب الرئيس الروسي، الذي أعلن  حرب روسيا واوكرانيا اليوم، متحديًا ومتجاهلا جميع التهديدات الأمريكية والأوروبية، ومناشدات المجتمع الدولي.

عاجل