رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

الكابتن وليد مراد قائد رحلة «هيثرو» يكشف تفاصيل لحظات الهبوط الحرج في لندن.. خاص

نشر
كابتن طيار وليد مراد
كابتن طيار وليد مراد

-حياة الركاب أمانة غالية في أعناقنا

- العامل الأساسي لدينا عند قيادة الطائرة هو عدم المخاطرة

  • ليست كل لحظات الهبوط سيئة ومحبطة، فبعضها مبهج وناجح، خاصة إذا كان صاحبها بطل محترف، قادر على إدارة الدقائق الحرجة، وتحويلها لمشهد أشاد به العالم، مثلما فعل الكابتن وليد مراد، قائد الطائرة «بوينج- B787 » التابعة لشركة مصر الطيران، الذي أصبح حديث وسائل الإعلام العالمية منذ هبوطه في مطار هيثرو الدولي أثناء عاصفة يونيس.

وكشف الطيار المصري الكابتن وليد مراد في حوار خاص مع "مستقبل وطن نيوز" اللحظات الحرجة الأخيرة قبل هبوطه في لندن الجمعة الماضي، وسط طقس عاصف، ملئ بالعواصف الرعدية الممطرة.  

- هبوطك بسلام في مطار هيثرو بلندن في الوقت الذي فضل فيه طيارين آخرين التوجه لمطارات بديلة يقول أن العاصفة يونيس كانت مفاجئة؟

لا استطيع ادعاء ذلك، فكنت على علم بالعاصفة يونيس قبل إقلاعي من مطار القاهرة الدولي، من خلال مركز العمليات في مصر.

- بنسبة كم في المئة كنت تتوقع الهبوط بهذا السلام على مدرج الطائرات بمطار هيثرو؟

طوال مدة الرحلة من القاهرة إلى لندن وأنا أتابع بكل دقة الظروف الجوية حتى لحظة الهبوط في لندن، لكي أبلغ الركاب إذا كنا سنهبط في مطار هيثرو كالطبيعي، أو سنغير قبلتنا إلى المطار البديل المعد مسبقًا في مثل تلك الظروف.

- هل كان هناك أي احتمالات لفشل عملية الهبوط في «هيثرو»؟

أنا وأي طيار مصري أو أي كانت جنسيته العامل الأساسي لدينا عند قيادة الطائرة هو عدم المخاطرة، وتوفير عنصر الأمان في المقام الأول، فحياة الركاب أمانة غالية في أعناقنا، فلا يوجد معها مجال للمخاطرة من أجل بطولة غير محسوبة.

كابتن وليد مراد

- ما هي بيانات رحلة الطيران التي كانت محل حديث العالم؟

رحلة مصر للطيران، رقم MS777، والطائرة من طراز «بوينج B787- 9 Dreamlinar ».

- ما الذي يجعل طيار مثلك يهبط بسلام وهدوء وآخر يهبط بصعوبة وآخرين لم يستطيعوا الهبوط من الأساس؟

يمكن اختصار إجابة سؤالك في جملة واحدة، "أنا عمري 62 سنة، وأعمل طيار في الشركة الوطنية مصر للطيران منذ عام 1988".

- إذن الخبرة وحدها تكفي وتضمن للطيار هبوط مثالي في اللحظات الصعبة مثلما فعلت؟

الخبرة طبعًا لها عامل كبير، ليست في مهنة الطيار فقط، لكن أي عمل فرق الخبرة، وسنوات العمل تفرق في الأداء، لكن هذا مع تدريب راقي ومستمر، بالإضافة إلى توفير إمكانيات أخرى، مثل إمكانيات الطائرة التي يقودها الطيار، وثقته بنسبة 100% أن أي عمل أو حركة سيقوم بها محسوبة، ولا توجد بها نسبة صفر مخاطرة.

رحلة مصر للطيران التي كان يقودها الطيار وليد مراد

ما هو أول شعور وصل إلى قلبك عندما فتحت الطائرة أبواب إطارتها لتلمس أرض مطار هيثرو؟

ابتسمت لفرحة الركاب، وسعدت لسعادتهم التي ترجمت إلى تصفيق حار، وهتافات داخل الطائرة باسم مصر من الأجانب قبل المصريين، وطبعًا خفة ظل المصريين في أصعب اللحظات، والتي ترجمت في هذا الموقف إلى "زغاريد".

- ماذا قالوا لك في إدارة مطار هيثرو؟

تم توجيه الشكر الكبير، وكان هناك إعجاب كبير من قبلهم، ليس بي فقط، ولكن بجميع الطيارين المصريين.

- لاحظنا في أغلب تصريحاتك الصحفية والإعلامية حرصك الشديد على الإشادة بزملائك الطيارين في مصر للطيران؟

لآنهم يستحقون هذا وأكثر، شركة مصر للطيران تمتلك بالفعل طيارين من أكفئ طيارين العالم، فالطيار المصري صاحب سمعة رائعة مثل الجنيه الذهب بين شركات الطيران العالمية، ومحل ثقة وتقدير دائم.

الطيار وليد مراد مع زملاءه بشركة مصر للطيران

-  ما هو سر السمعة الطيبة التي يتمتع بها الطيار المصري عالميًا؟

التدريب الراقي والمستمر الذي توفره الشركة الوطنية مصر للطيران لنا، ولجميع أطقم الطائرة والعاملين بها من طيارين وأطقم ضيافة ومهندسين وفنيين وموظفين وعمال.

- كم ساعة طيران قمت بها طوال مشوارك المهني؟

وصلت للمرحلة التي يتوقف فيها العد والحساب، لكن الآن أنا أطير بمتوسط 55 ساعة شهريًا.

- ما هي أصعب رحلة جوية قمت بها في حياتك؟

عملية الهبوط في مطار هيثرو وسط الأجواء الجوية الصعبة التي تسببت فيها العاصفة «يونيس» هو الطبيعي لدينا، ولدى جميع طيارين مصر للطيران، فدائمًا ما نواجه مثل هذه الأجواء في عمليات الهبوط، خاصة في المطارات الأمريكية وبعض المطارات الأوروبية.

طيار وليد مراد

- القرار في لحظات الطوارئ يكون للطيار بمفرده؟

القرار الأول والأخير منذ لحظة إقلاع الطائرة وحتى هبوطها يكون لكابتن الطائرة، لكن هذا لا يمنع من الاستماع إلى نصائح غرف العمليات وارشاداتهم، فالجميع في النهاية يهمه الحفاظ على أروح من على متن الطائرة.

- ما الذي نال إعجابك في الإشادات الدولية والإعلامية التي وجهت لك؟

الحديث عن كفاءة الطيارين المصريين، والإشادة بشركة مصر للطيران، فهذا يترجم إلى ترويج عالمي للشركة، مما ينعكس بالإيجاب على حركة الحجوزات، والسفر على متن طائرات الشركة الوطنية.

- بالنسبة للإشادات المحلية.. ما الذي أعجبك بها؟

طبعًا كل الشكر لتقدير وبيان شركة مصر للطيران، فهي دائمًا الداعم الأول لنا، وخفة ظل المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليوميين الماضيين أعجبتني كثيرًا، والمتمثلة في تركيب أغاني وموسيقى على فيديو هبوط الطائرة في مطار هيثرو، وتحويل تلك اللحظة لـ"كوميكس" إيجابي مرح. 

عاجل