رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

طعام الأقباط في الأعياد.. «القلقاس» يرمز للتطهر و«القصب» للنقاء

نشر
 طعام الأقباط في
طعام الأقباط في الأعياد

يسود اعتقاد لدى قطاع من المصريين، في أن تناول "الديك الرومي"، يعد أحد طقوس الإفطار في عيد الميلاد المجيد

لكن هذا الاعتقاد، خاطئ تمامًا، ولا يرتبط بأي طقس ديني أو إجتماعي، لدى الأقباط المصريين.

فالمسيحيون بعد عودتهم من الكنيسة ليلة عيد الميلاد، يبدأون في تناول أي من الأطعمة المحظورة أثناء الصيام الكبير والصغير.

والصوم الكبير مدته 55 يومًا، تتخللها قائمة من المحاذير والممنوعات الكنسية، ليس بغرض العقاب الجسدي إنما لتقديم المحبة، والتخلي عن الشهوات أمام الله.

ولا يقتصر صوم القيامة على الامتناع عن تناول كافة الأطعمة الحية كاللحوم، والأسماك، والدواجن، إضافة إلى مشتقاتها، بل يشمل المواظبة على حضور القداسات الإلهية في الكنيسة، وترديد التسابيح، والمزامير الخاصة بالقيامة، وتقديم توبة حقيقية إلى الله، والمواظبة على الاعتراف والتناول من الأسرار المقدسة، والعيش والانغماس في حياة العفة والطهارة، وكبح الشهوات النفسية والجسدية، والالتزام بطقوس الكنيسة في أسبوع الآلام.

أما صوم الميلاد أو ما يعرف بـ«الصوم الصغير»، فيسمح فيه بتناول وجبة صباحية، مع حظر اللحوم والمنتجات الحيوانية، والسماح بالأسماك، والمنتجات البحرية، عدا يومي الأربعاء والجمعة. 
 

طعام الأقباط في الأعياد

ويفضل المسيحيون عددا من الأطعمة في الأعياد، لما لها من رمزية دينية وعقائدية، من أشهرها القلقاس والقصب، اللذان يجري تناولهما خلال عيد الغطاس.

الرمزية الروحية لـ"القلقاس"، تعود إلى طريقة زراعته، إذ يُدفن كاملا في الأرض، ثم يصير نباتا حيا صالحا للطعام، وهو ما يجري في «المعمودية»، بدفن الإنسان تحت المياه وقيامه مع السيد المسيح، مثلما حدث له عند التعميد في نهر الأردن.

فضلا عن ذلك، فإن القلقاس يحتوي على مادة سامة ومضرة للحنجرة، وهي المادة الهلامية، إلا أن هذه المادة السامة إذا اختلطت بالماء تحولت إلى مادة نافعة، مغذية، ويعتقد المسيحيون أنهم مثل "القلقاس" يتطهرون بالماء من سموم الخطية كما يتطهر "القلقاس" من مادته السامة بواسطة الماء.
 

طعام الأقباط في الأعياد

أما قصب السكر فلونه الأبيض يرمز إلى النقاء الذي توفره المعمودية بحسب الاعتقاد المسيحي، فيما تشير غزارة السوائل في القصب، إلى ماء المعمودية.

وفي الاحتفال بـ"عيد النيروز" أو "عيد الشهداء"، الذي يحل أول أيام السنة القبطية، يقبل المسيحيون على تناول "البلح" و"الجوافة"، إذ يرمز البلح بلونه الأحمر إلى دم الشهداء، فيما تشبه حلاوته، حلاوة الإيمان المستقيم، وصلابة نواته تُذكر بقوة الشهداء الروحية وصلابتهم وتمسكهم بإيمانهم حتى الموت.

أما الجوافة فيرمز قلبها الأبيض، إلى قلب الشهداء، في حين تشير بذورها الكثيرة، إلى كثرة عدد الشهداء.

عاجل