مدبولي: نستهدف استقطاب مصانع عملاقة تنتج على الأقل 100 ألف سيارة سنوياً
قال الدكتور مصطفى مدبولي ، رئيس الوزراء، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي، إن الفترة الماضية شهدت توقيع عقد لإقامة مجمع صناعي تابع لشركة “ليوني الألمانية” المتخصصة في إنتاج الضفائر الكهربائية، مُشيراً إلى أن الدولة المصرية أصبحت مركزًا عالمياً لهذه الصناعة الحيوية، حيث تحتضن كبرى الشركات المتخصصة في هذا المجال والتي تنتج مكونات لجميع أنواع السيارات؛ سواء التقليدية أو الكهربائية، مما يؤكد شعور الشركات العالمية بالثقة في قوة الاقتصاد المصري وكفاءة العامل المصري، وهذه الثقة تزايدت بوضوح خلال الفترة الأخيرة مع التوسع في العديد من المشروعات الصناعية؛ التي تأتي في إطار رؤية الدولة للتنمية الصناعية.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن صناعة السيارات أصبحت تمثل أولوية قصوى لمصر، وذلك بالنظر إلى أن الحاجة في الفترة القادمة لا تقتصر على المصانع التي تنتج نحو 10 آلاف سيارة سنوياً فحسب، وعلى الرغم من أن هذا الكم من الإنتاج يُعد معقولاً، فإننا نستهدف استقطاب مصانع عملاقة تنتج على الأقل 100 ألف سيارة سنوياً. ولكي يمكن القول بوجود صناعة سيارات قوية، فلابد من تجاوز حجم الإنتاج المحلي نصف مليون سيارة سنوياً بمختلف أنواع المركبات.
ونوه رئيس الوزراء إلى أنه من الممكن أن يقال إن مصر تأخرت في إنتاج وتصنيع السيارات التقليدية، لافتاً في هذا الصدد إلى جهود الدولة لتسريع وتيرة تصنيع السيارات الكهربائية، مُوضحاً أن الفترة القادمة تحمل المزيد من الأخبار السارة، حيث ستشهد الوصول إلى اتفاقات مع عدد من الشركات العالمية الكبرى لتوطين صناعة السيارات الكهربائية في مصر، والبدء في حجم إنتاج كبير خلال الفترة القادمة.
وانتقل رئيس الوزراء للحديث عن مشاركته في افتتاح توسعات المصنع الإقليمي لشركة شنايدر إلكتريك الفرنسية، معرباً عن سعادته بالجولة التي قام بها في أرجاء المصنع لمشاهدة حجم الإنتاج الذي تم من خلال هذا المصنع، والموجه للتصدير للعديد من دول العالم بما فيها فرنسا، وهي الدولة الأم لشركة شنايدر إلكتريك. وأوضح أن هذه الشركة العالمية تنتج هنا على أرض مصر وتقوم بالتصدير حتى للدولة الأم فرنسا، وهو الأمر الذي يسهم في زيادة وتعميق التصنيع المحلي، وكذلك زيادة نسبة المكون المحلي في العديد من المنتجات، حيث وصل إلى 85%. هذا فضلاً عن أن نصف إنتاج المصنع موجه للتصدير إلى العديد من البلدان.
وأكد رئيس الوزراء سعي الدولة المستمر لزيادة حجم الصادرات، تحقيقاً لمستهدفات رؤية 2030 في هذا الصدد، لافتاً إلى أن ما نشهده من افتتاح لمصانع جديدة أو توسعات لمصانع قائمة، يعطي مزيداً من الثقة في الوصول إلى تلك المستهدفات، والتي شكك البعض في الوصول إليها واعتبارها نوعاً من الأحلام، مُجدداً الإشارة إلى أن ما يتم على أرض الواقع ومع ما يتم افتتاحه من مصانع جديدة يؤكد أن الدولة تسير بخطى واثقة في هذا المجال.
ونوه رئيس الوزراء إلى ما شهدناه مؤخراً من توقيع للعديد من العقود لإنشاء مصانع لتصنيع الملابس بمنطقة القنطرة غرب، وافتتاح لعدد من المصانع بهذه المنطقة، لافتاً في هذا الصدد إلى أن هناك عدداً كبيراً من الشركات العالمية تتسابق على التواجد في هذه المنطقة، التي لم يكن يوجد بها مصنع واحد منذ شهور قليلة، مُوضحاً أن هذه المنطقة تضم حالياً نحو 46 مصنعاً ينتج ويصدر، وأنه مع اكتمال المصانع بهذه المنطقة نصل إلى حجم استثمارات يقدر بـ 1.2 مليار دولار ضُخت خلال الشهور الماضية.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن هذا الأسبوع شهد افتتاح المعرض والمؤتمر الدولي للنقل الذكي والصناعة، حيث تابع الجميع الشركات الكبرى التي بدأت التواجد في مصر للتصنيع، كما تابعتم القطار الكهربائي فائق السرعة الذي يصل مصر لأول مرة، ويمثل النموذج الأولي الذي سيسير فوق المسار الجديد الذي تم تنفيذه لصالح هذا المشروع، ويعد واحداً من أضخم المشروعات على مستوى العالم، في دولة تنفذ هذه الشبكة المهمة جداً، كما ذكرت شركة سيمنس المسؤولة عنه، فهو بطول ألفي كيلومتر، مجدداً التأكيد على أن مردود هذه الشبكة سيظهر بمجرد اكتمالها وبدء العمل بقوة، ليس فقط في نقل الركاب، بل وفي نقل البضائع أيضاً، حيث تؤكد هذه الشبكة هدف مصر في أن تكون مركزاً لوجيستياً إقليمياً وعالمياً، إذ إن شبكات الطرق والنقل السككي المنفذة على أعلى مستوى تتكامل مع تطوير الموانئ والمطارات في تحقيق هذا الهدف، لتكتمل لدينا منظومة اللوجيستيات والنقل على مستوى الدولة المصرية.
وتابع قائلاً: "كما تابعتم إشادة عدد من التقارير الدولية بوصول القطار وأن حلم مصر في إنشاء هذه الشبكة يتحقق على الأرض".
وأشار رئيس الوزراء إلى ما شاهده الجميع في المعرض والمؤتمر الدولي للنقل الذكي والصناعة، من حافلات وسيارات كهربائية، والتي بدأ تجميعها وتصنيعها في مصر، حيث نستهدف التوسع بقوة في قطاع تصنيع الحافلات وتحديداً استبدال أسطول هيئة النقل العام بأكمله ليتحول إلى حافلات كهربائية، لكونها أفضل للبيئة وأقل استهلاكاً للوقود وأكثر وفراً لنفقات التشغيل، وبالتالي تقلل من فاتورة الاستيراد من المنتجات البترولية.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن التواجد في المؤتمر والمعرض الدولي للنقل الذكي والصناعة تضمن تسليط الضوء أيضاً على نتائج تحديث قطارات مترو الأنفاق وقطارات النوم، بأيدٍ مصرية وفي مصانع وطنية. معتبراً أنه من المهم بناء صناعة كبرى في هذا القطاع خلال الفترة القادمة، وبإذن الله ستشهد هذه الفترة افتتاح المزيد من المصانع في هذا القطاع.
وانتقل رئيس الوزراء بحديثه إلى صناعة التعهيد المرتبطة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لافتاً إلى التشرف بلقاء فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لأكثر من 50 رئيس شركة عالمية في هذا القطاع، متواجدة اليوم في مصر، سواء بالتوسع أو الوجود لأول مرة. واستمعنا إلى كلمة فخامة الرئيس وما تتضمنه من رسائل حول رؤية الدولة المصرية، التي تعتبر هذا القطاع واعداً، وقدرة الشباب المصري على الإلمام سريعاً جداً بمعطيات هذا القطاع وتقنياته العالية، ليكون قيمة مضافة على المستوى الإقليمي والعالمي. ولذا رأينا عدداً كبيراً من الشركات العالمية التي بدأت تتخذ من مصر مقراً لها، ليس فقط لخدمة مصر بل لخدمة المنطقة كلها والعالم، كما أن هناك نماذج لشركات عالمية أصبح الآن كل العاملين بأفرعها من الشباب المصري الواعد، الذي يجيد اللغات واستخدام الأجهزة والتقنيات المختلفة المرتبطة بهذه الصناعة. كما كان هناك توقيع مع 55 شركة ستلتزم بتوفير أكثر من 70 ألف فرصة عمل جديدة خلال السنوات الثلاث القادمة، مؤكداً أن ذلك يمثل رسالة ثقة في الدولة المصرية وهو جزء من الانطباع بأن الدولة تتحرك بصورة إيجابية خلال الفترة الأخيرة على مستوى العالم، وأصبحت محل إشادة من العالم كله، الذي يثني على الخطوات التي تتخذها الدولة المصرية في كل القطاعات المختلفة، حيث أصبح النمو فعلاً يحدث من قطاعات إنتاجية حقيقية، مثل الصناعة والسياحة والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وخدمات لوجيستية، وهذه القطاعات هي التي تقود حالياً نمو الاقتصاد الوطني.