«حدث عالمي بحضور ملكي».. أبرز المعلومات عن حفل «جراند بول» بقصر عابدين
بعد أيام من الافتتاح العالمي للمتحف المصري الكبير تتجه أنظار العالم مجددًا نحو العاصمة المصرية القاهرة، التي تستعد لاستضافة حدث ملكي غير مسبوق في تاريخها الحديث، إذ يحتضن قصر عابدين العريق مراسم حفل «ذا جراند بول» (The Grand Ball)، أحد أعرق وأفخم الفعاليات الاجتماعية والثقافية في أوروبا، والذي يُقام للمرة الأولى خارج إمارة موناكو، في انتقال رمزي يضع مصر على خريطة الفعاليات الملكية العالمية.
يُقام الحدث خلال الفترة من 7 إلى 9 نوفمبر 2025 بتنظيم مؤسسة Noble Monte-Carlo، تحت رعاية الأمير ألبرت الثاني أمير موناكو، وبمشاركة نخبة من الملوك والأمراء والنبلاء الأوروبيين، إلى جانب شخصيات بارزة في مجالات الفن والاقتصاد والعمل الإنساني، وعدد من نجوم هوليوود والفنانين العرب، ويأتي تنظيمه في القاهرة بعد أيام من الافتتاح العالمي للمتحف المصري الكبير، في تأكيد جديد على تصاعد مكانة مصر كوجهة عالمية للثقافة والفن والتراث.

فخامة ملكية بطابع مصري
ويُعد حفل «ذا جراند بول» أو «الجراند بول الملكي للأمراء والأميرات» من أبرز التجمعات الأرستقراطية التي تُنظم سنويًا في أوروبا، إذ يجمع بين رموز الأسر المالكة ووجوه المجتمع الرفيع، في أجواء تمزج بين الفخامة الملكية والدعم الإنساني، هذا العام، تنتقل الأسطورة الملكية إلى قصر عابدين بالقاهرة، ليُقام وسط أجواء تعكس عبق التاريخ المصري الملكي، في حدث يجمع بين روح الضيافة الشرقية وأناقة الطقوس الأوروبية.
وبدأت فعاليات الحدث يوم 7 نوفمبر من المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، عبر تنظيم “ماستر كلاس” دولي للفنون والعمل الإنساني، بمشاركة شخصيات من مجالات الثقافة والإبداع والعمل الاجتماعي، من بينهم الفنانة المصرية صفاء أبو السعود التي تُكرم خلال الحفل الافتتاحي بجائزة “Listen to Her” من مؤسسة “مانحي الأمل” تقديرًا لدورها في تمكين المرأة العربية.

أما الليلة الرئيسية فتُقام اليوم 8 نوفمبر داخل قصر عابدين، وتشمل عشاءً ملكيًا فاخرًا وعروضًا موسيقية كلاسيكية ورقصات أوروبية تقليدية، على أن تُختتم الفعاليات في اليوم التالي بحفل ختامي في دار الأوبرا المصرية، بمشاركة فنانين عالميين وأوركسترا دولية.
رمزية الحدث وأبعاده الثقافية
يمثل انتقال «الجراند بول» إلى القاهرة نقطة تحول تاريخية في مسيرة الحدث، الذي انطلق للمرة الأولى عام 2019 في موناكو، فاستضافة مصر له تؤكد الثقة الدولية في قدراتها التنظيمية، وتعكس موقعها المتنامي كعاصمة للفعاليات الثقافية والفنية الكبرى في الشرق الأوسط، كما يفتح الباب أمام فرص جديدة للتعاون الثقافي والسياحي والدبلوماسي بين القاهرة وعدد من العواصم الأوروبية.

وأكد المركز الإعلامي لمجلس الوزراء أن إقامة الحفل في قصر عابدين جاء نتيجة اختيار دقيق، لما يمثله القصر من رمز للملكية المصرية ونهضة القرن التاسع عشر، فضلًا عن موقعه الاستراتيجي في قلب القاهرة، وما خضع له مؤخرًا من تطوير وتجهيزات فنية وتقنية استعدادًا لمثل هذه الفعاليات العالمية.
ويضم القصر أكثر من 500 قاعة وغرفة وعددًا من المتاحف التي تحتوي على قطع نادرة ووثائق تاريخية وهدايا رئاسية، ويُعتبر من أهم المعالم التي تجسد تطور العمارة الملكية المصرية، إذ شُيّد بأمر الخديوي إسماعيل عام 1863 ليكون مقرًا للحكم ومركزًا للحياة السياسية بعيدًا عن قلعة صلاح الدين.
حضور ملكي ونخبة من النجوم
من المنتظر أن يشارك في الحفل عدد من أمراء وملوك أوروبا، بينهم الأميرة تياتريس دي بوربون، والأمير جواتشيم، والأمير بوربون، إلى جانب الأمير ألبرت الثاني، فضلاً عن دبلوماسيين ووزراء مصريين وشخصيات ثقافية وفنية مرموقة من فرنسا وإيطاليا وسويسرا، كما يُتوقع أن يشهد الحدث حضور عدد من نجوم السينما العالمية والعربية، في مقدمتهم صفاء أبو السعود، التي ستكون ضمن المكرمات الرئيسيات هذا العام.

ويتولى الإشراف الفني على الحفل رابح رعد العاطي، فيما يشارك الإعلامي محمد الدهشوري كراعي استراتيجي وإعلامي رئيسي، إلى جانب تعاون شركات إنتاج مصرية وأوروبية في الجوانب التنظيمية والبث الدولي، إذ يُنقل الحدث مباشرة عبر القنوات الفضائية وشبكات البث الرقمي العالمية.
لا تقتصر أهمية «الجراند بول» على طابعه الاحتفالي فقط، بل يحمل رسالة إنسانية سامية، إذ تُخصص عائداته لدعم المبادرات الخيرية ومؤسسات الأطفال والنساء، بالتعاون مع وزارات الخارجية والشباب والرياضة والسياحة في مصر، وعدد من المنظمات الأممية والمؤسسات الدولية.
ويضفي هذا البُعد الإنساني على الحدث قيمة رمزية وثقافية إضافية، تجعله يندرج ضمن الفعاليات التي تمزج بين الفخامة والرسالة الاجتماعية، في انسجام مع توجه الدولة المصرية نحو تعزيز صورة القاهرة كعاصمة للحوار الحضاري والإبداع والفن الرفيع.
القاهرة تستعيد بريقها العالمي
باحتضانها لحفل «ذا جراند بول» الملكي، تؤكد مصر قدرتها على إدارة وتنظيم فعاليات عالمية راقية في مواقعها التاريخية، وتعيد إلى الأذهان صورة القاهرة كإحدى أهم المدن الثقافية في العالم، كما يعزز الحدث من مكانة قصر عابدين كأيقونة ملكية عالمية، تمتزج فيها جماليات العمارة الأوروبية مع الروح الشرقية التي ميّزت مصر عبر العصور.
ويُتوقع أن يجذب الحفل اهتمامًا واسعًا من وسائل الإعلام العالمية، وأن يسهم في تنشيط السياحة الثقافية والترويج لمصر كوجهة للفنون والتراث والفعاليات الرفيعة المستوى، في وقت تتجه فيه الدولة لتوظيف قوتها الناعمة كأداة للتواصل الدولي وبناء الصورة الذهنية الحديثة لمصر أمام العالم.
ومع حلول الثامن من نوفمبر، ستكون القاهرة على موعد مع ليلة استثنائية تحمل عبق التاريخ الملكي المصري وتُعيد رسم ملامح الفخامة في قلب العاصمة، في احتفال يربط الماضي بالحاضر ويُعيد تعريف الأناقة الملكية على أرض مصر.

