زاهي حواس يشيد بدعم الرئيس السيسي لاستكمال مشروع المتحف المصري الكبير
أشاد عالم الآثار الدكتور، زاهي حواس، بالدعم الذي قدمه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي لاستكمال مشروع المتحف المصري الكبير رغم التحديات الاقتصادية، مؤكدًا أن "الثقافة مشروع وطني يهز وجدان العالم".
جاء ذلك خلال ندوة جماهيرية حاشدة للدكتور زاهي حواس ضمن فعاليات الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب بعنوان "أسرار الفراعنة"، وأدارها الإعلامي أنس بوخش، بحضور حشد كبير من الجمهور ومحبي التاريخ والحضارة المصرية.
وقال حواس:"المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى، بل رمز لنهضة ثقافية واقتصادية؛ فقد ساهم في تعزيز الوعي الأثري لدى المصريين، وجذب أنظار العالم كله نحو مصر".
وأشاد الدكتور زاهي حواس بمدينة الشارقة ووصفها بأنها "المدينة الفاضلة"، موجهًا الشكر إلى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على دعمه المتواصل للثقافة والمعرفة في العالم العربي.. وكشف أنه سيقوم غدًا بزيارة إلى منطقة أثرية في الدولة برفقة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي.
وتحدث حواس عن حرص الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على إعادة بعض القطع الأثرية المصرية التي كانت معروضة للبيع في أستراليا، موضحًا أنه اشتراها بنفسه وأهداها لمصر، مؤكدًا أن "المهم ليس أن يُذكر اسمه، بل أن يكون في قلوب الناس".
وأضاف أن المتحف المصري الكبير يمثل "مشروعًا قوميًا تاريخيًا يعكس وجه مصر الحضاري أمام العالم".
واستعاد ذكرياته في تأسيس المتحف المصري الكبير، قائلًا: "شاركني الوزير فاروق حسني في وضع اللبنة الأولى لهذا الصرح العالمي"، مشيرًا إلى أن تصميم المتحف يماثل في مساحته متحفًا في المكسيك، غير أن ما يميزه هو كنوز توت عنخ آمون التي "لا يمكن تصور عظمتها إلا عند رؤيتها على أرض الواقع".
واستعرض حواس أبرز التحديات التي واجهت تنفيذ المشروع، ومنها نقل تمثال رمسيس الثاني الذي يزن 83 طنًا من ميدان رمسيس إلى موقع المتحف، مؤكدًا أن العملية استغرقت عشر ساعات كاملة، وكان نجاحها "معجزة هندسية مصرية". كما تطرق إلى مراكب الشمس التي اكتشفها كمال الملاخ، موضحًا أنه تم نقلها قطعة واحدة إلى المتحف، مع ترميم مركب آخر بالتعاون مع بعثة يابانية.
وفي ختام الندوة، تحدث الدكتور زاهي حواس عن أسرار الأهرامات، مؤكدًا أن "لدينا برديات ووثائق تثبت أن بناة الأهرام مصريون، وليس كما يدّعي البعض في الخارج"، كاشفًا أن هناك أبحاثًا جديدة جارية للعثور على مومياء الملكة نفرتيتي.
وحول عودة الآثار المصرية المسروقة، أكد حواس أن هذا الملف "من أهم القضايا الوطنية التي توليها الدولة اهتمامًا كبيرًا"، مشيرًا إلى وجود أربع لوحات مصرية مسروقة في متحف بوسطن، وأن قوانين قديمة كانت تسمح في الماضي بخروج بعض القطع الأثرية.. وأضاف أنه منذ توليه مسؤولية الآثار تم إنشاء إدارة متخصصة لاسترداد القطع المهربة .
وكشف حواس أنه أرسل رسميًا مطالبات لاستعادة تمثال نفرتيتي وحجر رشيد، موضحًا أنه طلب عرضهما مؤقتًا في مصر، مشيرًا إلى وجود عريضة إلكترونية موقّع عليها أكثر من 350 ألف شخص تطالب بعودة حجر رشيد، وأخرى مماثلة تطالب بعودة رأس نفرتيتي، تهدف للوصول إلى مليون توقيع قبل التقدم بطلب رسمي جديد.
وأكد أن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي يتابع شخصيًا هذا الملف باهتمام كبير، في إطار حرص الدولة على استعادة تراثها وحماية حضارتها من التشتت.
وقد شهدت الندوة تفاعلًا كبيرًا من الحضور الذين حرصوا على توجيه الأسئلة لعالم الآثار المصري، وسط أجواء مفعمة بالفخر بالحضارة المصرية القديمة وإعجاب واسع بعطائه العلمي والإنساني.