رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

وزير السياحة يتفقد مشروع ترميم معبد إسنا وإعادة تأهيل وكالة الجداوي

نشر
وزير السياحة
وزير السياحة

زار شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، مدينة إسنا لتفقد مشروع «إعادة إحياء إسنا التاريخية»، الذي فاز مؤخرًا بجائزة الأغاخان للعمارة 2025، ووكالة الجداوي التاريخية، والوقوف على آخر تطورات مشروع ترميم معبد إسنا، الذي تقوم به البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة بين مركز تسجيل الآثار المصرية بقطاع حفظ وتسجيل الأثار بالمجلس الأعلى للآثار وجامعة توبنجن بألمانيا، بهدف تنظيف وإظهار المناظر والألوان الأصلية للمعبد وترميمها لاستعادة رونقها كما كانت خلال العصور المصرية القديمة.

واستهل الوزير جولته بتفقد معبد خنوم، المعروف باسم معبد إسنا، ومتابعة ما يتم تنفيذه من أعمال ترميم للجدران والنقوش، حيث استمع إلى شرح مفصل عن مشروع الترميم بصفة عامة والذي بدأ عام 2018، وما تقوم به البعثة المصرية الألمانية من أعمال بهدف تنظيف السقف والجدران من طبقات السناج ومخلفات الطيور التي تكونت عبر الزمن، وإزالة الأملاح، وإظهار المناظر والنقوش والألوان الأصلية للمعبد، وخاصة النقوش الفلكية التي يتميز بها سقف المعبد، وترميمها لاستعادة رونقها كما كانت خلال العصور المصرية القديمة.

كما تفقد الوزير أعمال تطوير وتأهيل المنطقة المحيطة بالمعبد بالكامل، كمشروع للاستثمار في السياحة المستدامة والمتكاملة بمدينة إسنا، بما يعمل على الحفاظ على الموقع الأثري وتحسين تجربة الزائرين وزيادة مستوى تنافسية المنطقة كموقع تراثي سياحي متميز، فضلًا عن إبراز القيمة التراثية والتاريخية والجمالية للمعبد من خلال تطوير الخدمات المقدمة للزائرين من خلال توفير لوحات إرشادية وتفسيرية وتوضيحية تحكي تاريخ المنطقة، وتوفير مقاعد ومظلات خشبية لحماية الزائرين من الشمس بما يتسق مع البيئة التراثية للمنطقة، بالإضافة إلى إتاحة الموقع للسياحة الميسرة من ذوي الهمم وتوفير ممرات لتسهيل الحركة لهم.

وتضم أعمال التطوير تفعيل نظام إضاءة جديد متخصص للمعبد بما يشمل الإضاءة الخارجية والداخلية ومراجعة عناصر الإضاءة بالمنطقة المحيطة بالمعبد لتلافي تأثيرها على إضاءة المعبد، وإضاءة السلالم والممرات (بصورة غير مؤثرة على المعبد)، وإضاءة منطقة الدخول، وساحة الخروج، ومبنى خدمات الزائرين.

وثمن وزير السياحة، الجهود التي يبذلها الأثريين والمرممين المصريين في مشروع ترميم المعبد، الأمر الذي ساهم في إظهار واستعادة ألوان المناظر الأصلية بما بتناسب وأهميتها التاريخية والأثرية لتجسد الدور الذي تقوم به الوزارة للحفاظ على تراث مصر الأثري والحضاري بالإضافة إلى تنمية المقومات السياحية للمدينة عن طريق إحياء وفتح أماكن جذب سياحي جديدة، مما يعمل على تنشيط حركة السياحية الوافدة إليها، ورفع الوعي السياحي والأثري وخلق فرص عمل جديدة لأهالي إسنا.

وأوضح، أن الاهتمام ليس فقط بالأثر بل بأهالي إسنا والنهوض بالمدينة ككل والحفاظ على الموروث الثقافي والأثري للبلاد ورفع القدرة التنافسية للمقصد السياحي المصري وتعزيز المشاركة المجتمعية ورفع كفاءة الموارد البشرية من خلال تنظيم برامج تدريبية للفئات المتعاملة بصورة مباشرة مع السائحين لرفع الوعي السياحي والأثري لهم وتعريفهم بالسلوكيات المناسبة للتعامل مع السائح، بالإضافة إلى دمج وإشراك المجتمعات المحلية المحيطة بالمناطق الأثرية والسياحية في إسنا في عملية التنمية المستدامة.

إعادة تأهيل وكالة الجداوي الأثرية

وعقب تفقده للمعبد، توجه فتحي مترجلًا إلى وكالة الجداوي الأثرية، لتفقد ما يتم من أعمال لإعادة تأهيلها، حيث زار عددًا من البازارات السياحية المتواجدة بجوار المعبد وأجري حديثًا وديًا مع بعض أصحابها والعاملين بها، وتبادلا أطراف الحديث، واستمع إلى مشاكلهم ومطالبهم وما يواجهونه من تحديات مرتبطة بتراجع حركة الزيارة السياحية، رغم تزايد الرحلات النيلية المارة بالمنطقة.

وأكد وزير السياحة، حرصه على مناقشة هذه التحديات مع غرفة الشركات ووكالات السفر والسياحة، بما يسهم في إدراج المنطقة الأثرية وسوقها السياحية بشكل أوسع ضمن البرامج السياحية، بما يعزز من معدلات الإقبال والحركة السياحية إليها.

وفي وكالة الجداوي، تفقد فتحي ما تم بها من أعمال ترميم وتطوير، الأمر الذي ساهم في استعادة الوكالة لرونقها الأصلي وافتتاحها عام 2021، ضمن مشروع «إعادة إحياء إسنا التاريخية»، بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وبتنفيذ مؤسسة «تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة»، تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار.

وتفقد، معرض الصور التراثية بوكالة الجداري  والذي يحكي تاريخ إسنا والحرف والصناعات التراثية بها والعادات والتقاليد الأصيلة لأهلها. كما استمع إلى شرح مفصل من المهندس مهندس كريم إبراهيم، مدير مشروع الاستثمار في السياحة المستدامة والمتكاملة بمدينة إسنا، عن مكونات مشروع إعادة إحياء إسنا التاريخية، الذي تميز برؤية تنموية شاملة تمزج بين الحفاظ على التراث العمراني وإحياء الأنشطة الاقتصادية والثقافية في المدينة، والذي تضمن ترميم وكالة الجداوي وفتحها للجمهور لأول مرة منذ عقود، وتحسين موقع معبد خنوم، فضلًا عن تطوير سوق القيسارية التقليدي، وتجديد واجهات 15 مبنيًا تراثيًا وتطوير البازارات التاريخية، بالإضافة إلى تدريب أكثر من 400 شاب وفتاة من إسنا في مجالات الحرف التقليدية والترميم والإرشاد السياحي.

وفي ختام الجولة، حرص وزير السياحة والآثار على لقاء الأثريين والمرممين العاملين بإسنا، حيث استمع إلى أراءهم وأفكارهم لتطوير العمل الأثري وأبرز المشكلات والتحديات التي تواجه العمل الأثري، واستمع إلى آرائهم ومقترحاتهم لتطوير بيئة العمل ورفع كفاءتها، مشددًا على أهمية تضافر الجهود بين جميع الأطراف للارتقاء بقدرات العاملين وتعزيز إمكاناتهم، مؤكدًا حرص الوزارة على العمل لحل مختلف التحديات ذات الصلة، وفي مقدمتها تحسين الموارد المالية للأثريين والمرممين، بما ينعكس إيجابًا على بيئة العمل.

كما أعرب، عن سعادته بما لمسه من جهود مخلصة يقوم بها الأثريون والمرممون، في صون والحفاظ على الآثار المصرية، مؤكدًا على أنهم حماة الحضارة المصرية العريقة وخط الدفاع الأول عن تاريخها العظيم.

عاجل