في ذكرى رحيل «تاجر السعادة».. خالد صالح روح فنية خالدة في قلوب الجماهير

تحل اليوم الخميس، الذكرى الحادية عشرة لوفاة الفنان العبقري خالد صالح؛ حيث توفي في مثل هذا اليوم من عام 2014.

واشتهر خالد صالح بأداء الأدوار المركبة وأدوار الشر والجبروت، له ما يقرب 70 عملاً، منهم حوالي 16 مسلسلًا و32 فيلمًا، و5 مسرحيات، إلى جانب عدد من المسلسلات الإذاعية.

خالد صالح لم يكن مجرد ممثل بارع، بل كان أداة تحليل نفسي واجتماعي تعكس أمراض وعظمة المجتمع في آنٍ واحد، وبرحيله خسر الفن المصري واحدًا من أذكى العقول التمثيلية التي لم تعتمد على الشكل أو "الكاريزما"، بل على الصدق الداخلي العميق.

وقدم خالد صالح في «تاجر السعادة» شخصية تحمل نزعة صوفية وروحية جميلة، بعيدًا عن أدوار الشر، وجسّد مفهوم السعادة من الداخل، وشكل رؤية مختلفة لعلاقة الإنسان بالمجتمع، والمشاهد كانت أشبه بتأملات إنسانية عميقة، لا مجرد حوار درامي؛ حيث أثبت فيه قدرته على لعب شخصية "الطيب" دون أن تكون ساذجة أو نمطية.

الميلاد والنشأة

وُلد خالد صالح عام 1964 في مركز أبو النمرس بمحافظة الجيزة. نشأ يتيم الأب، ما اضطره للعمل في بداياته في مهن بسيطة مثل سائق أجرة ومصنع حلوى، ثم سافر إلى دول الخليج لبعض الوقت.

درس الحقوق وتخرج منها عام 1987، إلا أن عشق التمثيل حمله إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث بدأ بأدوار كومبارس في المسرح الجامعي، ومسرح الهناجر، ثم تنوعت مشاركاته حتى أصبح من نجوم الصف الأول.

المسيرة الفنية

خلال مسيرته قدم ما يقارب 70 عملًا بين أفلام، مسلسلات، ومسرحيات، وأدوار إذاعية أيضًا.

من أبرز أعماله:

فيلم “تيتو” (2004): دور ضابط فاسد، حيث قدم شخصية “رفعت السكري”. 
 

عمارة يعقوبيان: جسد دور “كمال الفولي” وزير في الفيلم، رمز لفساد السلطة. 
جريدة الدستور

هي فوضى: دور “حاتم” أمين شرطة فاسد، من الأدوار التي لاقت صدى كبيرًا.

أعمال درامية مثل “سلطان الغرام”، “بعد الفراق”، “تاجر السعادة”، “موعد مع الوحوش”.

المرض ووفاته

اشتكى خالد صالح منذ سنوات من مشاكل قلبيّة وراثية، وتم تشخيص أن قلبه لا يتحمّل مجهودًا كبيرًا.

أجريت له عملية قلب مفتوح لتغيير صمام وشريان في قلبه في مركز مجدي يعقوب عام 2014.

بعد العملية تدهورت حالته، ومكث في العناية الفائقة ما يقارب ثلاثة أسابيع قبل أن يتوفى في 25 سبتمبر 2014 عن عمر يناهز 50 عامًا.

كلمات خالد صالح في مواجهة المرض والموت

في لقاء سابق، استطاع خالد صالح أن يظهر شجاعة ونظرة فلسفية تجاه المرض والموت، حيث صرّح أنه رغم معاناته إلا أنه لم يعيش “بسيكولوجية المريض”، وأكد أن الإنسان يجب أن يستمر في العمل والإنجاز ما استطاع، وأن الموت لا ميعاد له.

التأثير والذكرى

ذكرى وفاته تحل يوم 25 سبتمبر من كل عام، ويحرص الكثير من زملائه ومحبّيه على إحياء الذكرى بكلمات مؤثرة، ومنهم ابنه أحمد خالد صالح.

الجمهور ما زال يذكر خالد صالح بأدواره المميزة، خاصة تلك التي جسد فيها مفهوم “الشر المركب” أو الشخصيات التي تجمع بين القوة والتعقيد النفسي.