11 عامًا على رحيل الفنان خالد صالح.. مسيرة فنية استثنائية وأعمال خالدة
تحل اليوم الخميس، ذكرى وفاة الفنان خالد صالح، أحد أبرز نجوم السينما والدراما المصرية في الألفية الجديدة، عُرف بموهبته الكبيرة وقدرته الفريدة على تجسيد الشخصيات المركبة والمعقدة، مما جعله يحظى بتقدير واسع من الجمهور والنقاد على حد سواء.
رغم رحيله، يبقى خالد صالح "خالدًا" بأعماله، وسيرته، وتأثيره العميق في قلوب محبيه، إذ كان كتلة متحركة من الإبداع، يُطوّع كل حواسه في خدمة الشخصية التي يؤديها، فحفظته العيون، وأحبته القلوب، وظلّت بصمته الفنية حاضرة في الذاكرة.
وُلد خالد صالح في 20 يناير 1964 بمدينة أبو النمرس بمحافظة الجيزة. فقد والدته في سن مبكرة، وسرعان ما لحق بها والده، فتولى شقيقه تربيته والاعتناء به.
عاش خالد حياة مليئة بالكفاح، تخرج في كلية الحقوق عام 1987، وعمل لفترة في المحاماة، ثم بدأ مسيرته الفنية من خلال مسرح الجامعة ومسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية، وكان آنذاك يمارس بعض الأعمال التجارية الخاصة إلى جانب الفن وامتهن العديد من المهن، قبل أن يتفرغ للتمثيل عام 2000.
رغم بدايته المتأخرة نسبيًا، استطاع أن يفرض نفسه بقوة على الساحة الفنية خلال فترة قصيرة، بفضل موهبته الفذة، وحضوره اللافت، وتعبيراته القوية القادرة على نقل أعمق المشاعر دون مبالغة.
شارك خالد صالح في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي تُعد من علامات الدراما المصرية، أبرزها: مواطن ومخبر وحرامي، تيتو، هي فوضى، الريس عمر حرب، الجزيرة 2، حسن ومرقص، وعمارة يعقوبيان، وفيه قدم شخصية "كمال الفولي"، والتي اعتبرها الأقرب إلى قلبه، رغم أنها كانت من أصغر أدواره، وقال عنها: "ركزت فيها بكل حواسي، لأنني أمام أساتذة كبار، فلا أريد أن أكون أقل منهم، فكانت من الشخصيات المهمة في حياتي."
كما شارك في مسلسلات مثل تاجر السعادة، الريان، 9 جامعة الدول، وأم كلثوم، الذي جسد فيه شخصية الشاعر المعروف مأمون الشناوي، إضافة إلى تجسيده شخصية رئيس المخابرات المصرية "صلاح نصر" في فيلم جمال عبد الناصر عام 1998.
نال الفنان خالد صالح خلال مشواره الفني العديد من الجوائز والتكريمات، منها جائزة التمثيل من مهرجان الأفلام، وجائزة الإبداع الذهبية من مهرجان الإعلام العربي، وشهادة تقدير لأحسن تمثيل عن دوره في مسلسل تاجر السعادة. كما حصل على جائزة أفضل ممثل عام 2005 عن دوره في فيلم "ملاكي إسكندرية"، وجائزة أفضل ممثل دور ثانٍ عن فيلمي "تيتو" و"أحلى الأوقات".
ورغم ما حققه من نجاحات وتصدره البطولة في السينما والدراما، فإنه لم يكن يمانع في قبول أدوار صغيرة أو الظهور كضيف شرف، إذا أحب الدور أو العمل، أو من باب الدعم لزملائه الشباب.
تزوّج الفنان الراحل خالد صالح من الدكتورة هالة زين، والتي كانت شريكة حياته ورفيقة دربه طوال سنوات، وقد أنجب منها الفنان أحمد خالد صالح، الذي سار على خطى والده في المجال الفني، بالإضافة إلى ابنتهما علياء خالد صالح.
وفي مايو من عام 2021، توفيت الدكتورة هالة زين متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا، في واقعة أليمة تركت أثرًا بالغًا في نفوس محبيها وعائلتها، خاصة نجلها الفنان أحمد خالد صالح، الذي نعاها بكلمات مؤثرة عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، معبرًا عن حزنه العميق لفقدان والدته.
ويُعد الفنان الشاب أحمد خالد صالح امتدادًا فنيًا لوالده، حيث يواصل مسيرته بتقديم أعمال فنية مختلفة ومتميزة، اقتداءً بوالده الذي دخل المجال متأخرًا، لكنه أثبت موهبته في وقت قياسي.
في 25 سبتمبر 2014، رحل الفنان خالد صالح عن عالمنا عن عمر ناهز 50 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض وراثي بالقلب، أُجريت له عملية دقيقة لتغيير صمام القلب في مركز مجدي يعقوب لأمراض القلب بأسوان، واستغرقت العملية عدة ساعات، نُقل بعدها إلى غرفة العناية المركزة، لكن حالته الصحية ساءت قبل أيام من وفاته.
غادر الفنان خالد صالح الحياة، لكن إرثه الفني يبقى حاضرًا بقوة في سجل الفن المصري والعربي، رغم قصر عمره الفني، فإن مسيرته تركت أثرًا بالغًا يعكس موهبة استثنائية وإبداعًا لا يُنسى، جمع حوله احترام الجمهور والنقاد على حد سواء.
