غدًا.. ذكري رحيل «وحش الشاشة» فريد شوقي «فتوة الناس الغلابة»

تحل غدًا الاثنين ذكرى وفاة الفنان فريد شوقي، وبرحيله في السابع والعشرين من يوليو عام 1998 فقدت الساحة الفنية بمصر والعالم العربي أحد أهم أساطيرها خاصة في الزمن الجميل الذي انطلق منه وصنع نجوميته واستمرت نجوميته في توهج حتى رحيله حيث لم يتوقف عن التمثيل والإنتاج.
كان أول أعمال الفنان الراحل فيلم ملاك الرحمة عام 1946 مع يوسف وهبي، ثم قدّم فيلم ملائكة في جهنم عام 1947 إخراج حسن الإمام ثم توالت أعماله بعد ذلك، ومع بداية الخمسينيات بدأ يغير جلده نوعا ما ليقدم شكلاً آخر للبطل بعيداً عن صورة الشر التي ظل يؤديها طوال الفترة الأولى من مسيرته في أفلام مثل قلبي دليلي عام 1947، اللعب بالنار عام 1948، فيلم القاتل عام 1948، غزل البنات عام 1949 وغيرهما من الأفلام التي أدى فيها أدوار صغيرة كلها تدور في إطار الشر.
بعد ذلك غير جلده تماما، وأصبح البطل الذي يدافع عن الخير في مواجهة الأشرار أمثال محمود المليجي، زكي رستم وجاءت أفلامه في هذه المرحلة متميزة ومنها فيلم جعلوني مجرما عام 1954 للمخرج عاطف سالم وهو الفيلم الذي ألغى السابقة الأولى للأحداث وهو من تأليف فريد شوقي ورمسيس نجيب، وقد شارك في كتابة السيناريو والحوار فيه نجيب محفوظ وهو أحد الذين نالوا جائزة نوبل في الأدب فيما بعد، رصيف نمرة 5 عام 1956، الفتوة عام 1957،كهرمان عام 1958، سوق السلاح عام 1960، عنتر بن شداد عام 1961،أنا الهارب عام 1962، بطل للنهاية عام 1963.
واستمر فريد شوقي بطلا حتى وصل إلى مرحلة الكبر فقدّم أفلاما كان هو نجمها ومنها رجب الوحش عام 1985، سعد اليتيم عام 1985،عشماوي عام 1987، قلب الليل 1989، وكان آخر أعماله الرجل الشرس 1996،وقدم فريد شوقي ما يقرب من الـ 300 فيلم إلى جانب أعمال مسرحية وتليفزيونية عديدة، وسافر إلى تركيا بعد عام 1967 وقضى هناك فترة زمنية عمل بطلا ومنتجا مشتركا لبعض الأفلام التركية وقدم هناك 15 فيلما.
وامتدت حياته المهنية نحو أكثر من 50 عاما، أنتج، وكتب سيناريو أكثر من 400 فيلم ، بالإضافة إلى المسرح والتلفزيون والسينما، غطت شعبيته مجمل العالم العربي، بما في ذلك تركيا حيث أنتج فيها بعض الأفلام.
ولد فريد شوقي في حي السيدة زينب العريق، بينما نشأ في حي الحلمية الجديدة، حيث انتقلت إليه الأسرة، وهذا الحي يتوسط عدة أحياء شعبية قديمة، كأحياء السيدة زينب والقلعة والحسين والغورية وعابدين وشارع محمد علي وباب الخلق، وتلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الناصرية التي حصل منها على الابتدائية عام 1927 ثم التحق بمدرسة الفنون التطبيقية وحصل منها على الدبلوم، التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
وقال الناقد الفني محمد فاروق إنه أهم من كان يميز الراحل هو الأداء الحركي في وقت لم يكن هناك أحد يملك هذه الميزة، وأن فريد شوقي لم يقدم على أنه "جان" ومن هنا لجأ لتقديم فكرة القوي صاحب الحق المدافع عن حقوق الغلابة.
وأضاف فاروق " نجح فريق شوقي بذكائه في مناقسة فكرة الشاب القوي من خلال تقديم أعمال عن الأيتام، أو الغلابة، أوالأب الذي يدافع عن ابنه من المخدرات، وحتى في أواخر مشواره الفني حينما قدم البخيل وأنا، قدم فكرة اجتماعية خفيفة كوميدية في نفس الوقت لعب من خلالها دور الأب البخيل".
ولفت فاروق إلى أن فريد شوقي كان له ميزة أخرى وهي أنه استطاع مع كبر سنه أن يتحول من فكرة وحش الشاشة، إلى تقديم دور الأب صاحب القيمة المختلفة، وقدم الراحل على مدار حياته الفنية أعمالا كان لها بالغ الأثر في الفن المصري والعربي.