بورصات العالم تسجل تداولات قياسية تخطت 6.6 تريليون دولار لأول مرة في تاريخها

شهدت أسواق الأسهم العالمية طفرة غير مسبوقة في النشاط خلال النصف الأول من عام 2025، حيث ارتفع إجمالي أحجام التداول إلى مستوى قياسي بلغ أكثر من 6.6 تريليون دولار، وهو ما يؤكد أن الرسوم الجمركية وتقلبات السوق والأوضاع في الشرق الأوسط لم تبطيء موجة الشراء التي قام بها المستثمرون الأفراد في الأسواق العالمية.
وأوضح تقرير لبورصة "ناسداك"، نشرته وكالة "ماركت وتش" العالمية، أن حجم تداولات البورصات العالمية في النصف الأول هو أعلى أداء نصف سنوي في تاريخ الأسواق، وذلك مع تزايد مشاركة المستثمرين وحالة التفاؤل الاقتصادي والتقدم التكنولوجي وموجة جديدة من مشاركة المستثمرين الأفراد التي تعيد تشكيل المشهد المالي.
وأشار إلى أن حجم مشتريات المستثمرين الأفراد من الأسهم بلغ نحو 3.4 تريليون دولار أمريكي خلال النصف الأول من عام 2025، في حين سجل حجم مبيعات الأسهم ما يقارب 3.2 تريليون دولار؛ ليصل إجمالي حجم التداول إلى أكثر من 6.6 تريليون دولار أمريكي.
وأضاف التقرير أن هناك العديد من العوامل التي ساهمت في تسجيل هذه الأحجام من التداول أبرزها تنامي ثقة المستثمرين في التعافي الاقتصادي العالمي، حيث استهل المستثمرون عام 2025 بتفاؤل متجدد بعد عام من النمو المعتدل وتباطؤ التضخم في الاقتصادات الكبرى.
كما حافظت البنوك المركزية في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا على سياسات نقدية مستقرة نسبيا، مما شجع الإقبال على المخاطرة وساهم في مرونة سوق الأسهم.
وأشار إلى أن الابتكار التكنولوجي لعب دورا مهما كذلك، حيث أحدثت أنظمة التداول القائمة على الذكاء الاصطناعي ثورة في كيفية وصول المستثمرين إلى الأسواق وتفاعلهم معها، ما أدى إلى زيادة كبيرة في أحجام التداول في البورصات العالمية.
وتصدرت بورصتا "نيويورك" و"ناسداك" النشاط العالمي، حيث بلغت قيمة التداولات مجتمعتين أكثر من 2.8 تريليون دولار أمريكي، كما سجلت الأسواق الآسيوية، بما في ذلك بورصة "طوكيو" وبورصة "شنغهاي" وبورصة "الهند الوطنية"، أرقاما قياسية، مع ارتفاع ملحوظ في مشاركة الأسواق الناشئة.
وساهمت البورصات الأوروبية مثل "يورونيكست" و"دويتشه بورس" و"بورصة لندن" بقوة في انتعاش اهتمام المستثمرين بأسهم منطقة اليورو والمملكة المتحدة بعد فترات ركود سابقة.
وعلى صعيد القطاعات، لا يزال قطاع التكنولوجيا يتصدر المشهد، مدفوعا باهتمام المستثمرين بالذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والأمن السيبراني، والحوسبة.
كما شهد قطاع الطاقة زيادة في حجم التداول مستفيدا من التوجه نحو التحول إلى الطاقة النظيفة وتقلب أسعار النفط، فيما استكملت قطاعات الرعاية الصحية، التكنولوجيا الحيوية، والخدمات المالية قائمة القطاعات الأكثر تداولا، مدعومة بالابتكارات الجديدة، ونشاط عمليات الدمج والاستحواذ، وتقارير الأرباح القوية.