انطلاق أعمال الدورة السادسة لمنتدى رؤساء جامعات العالم الإسلامي بمقر الإيسيسكو

انطلقت ،الإثنين، أعمال الدورة السادسة لمنتدى رؤساء جامعات العالم الإسلامي، الذي تعقده منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بمقرها في الرباط، بالشراكة مع لجنة التعليم العالي في جمهورية باكستان الإسلامية، وبالتعاون مع اتحاد جامعات العالم الإسلامي وجامعة باكو الحكومية في أذربيجان، تحت شعار "إعادة تصور التعليم العالي في العالم الإسلامي: الابتكار والاستدامة والتأثير العالمي".
ويشهد المنتدى الذي يستمر ليومين مشاركة عدد من الوزراء، ونحو 150 أكاديميا من قادة الجامعات وعمداء الكليات، بهدف التباحث حول مستقبل التعليم العالي والذكاء الاصطناعي، ونظم التعلم المفتوح عن بعد (ODL)، ودور التمويل العام وحشد الموارد في تحقيق مفهوم الجامعة المستدامة.
وشهدت أعمال الجلسة الافتتاحية للمنتدى كلمة الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، التي أكد فيها التزام المنظمة بتعزيز الشراكات الأكاديمية الإقليمية والعالمية، وتعزيز البحث العلمي وتشجيع تنقل الطلاب، مشيرا إلى أن المنتدى في دورته السادسة يمثل منصة فعالة لبناء جامعات مرنة، تخدم الطلاب والمجتمع ككل، لاسيما في ظل تداعيات الأوبئة والتغيرات المناخية، والصراعات، والتطور التقني المتسارع، التي أجبرت الجامعات على التحول إلى فضاءات للصمود.
وأوضح الدكتور المالك أنه بحلول عام 2030، ستختفي وظائف لتحل محلها أخرى جديدة في مجالات مثل؛ علم البيانات والأمن السيبراني والأخلاقيات الرقمية والأنظمة الذكية، وهو الأمر الذي يقتضي استجابة جامعات دول العالم الإسلامي لهذا التغيير والعمل على قيادته، عبر تطوير مناهج دراسية تهيئ المتعلمين للتأقلم مع عالم تشكله الخوارزميات والأتمتة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
بدوره أكد أحسن إقبال، وزير التخطيط والتنمية والمبادرات الخاصة الباكستاني، أهمية مواكبة القوى المحركة لهذا القرن كالذكاء الاصطناعي والتغير المناخي، من أجل صياغة المستقبل وتشكيله، مشيرا إلى أن الابتكار أصبح القوة التي تعيد تشكيل الصناعة والاقتصاد ومكانة الدول وعوامل تقدمها.
وفي كلمته أعلن الدكتور مختار أحمد، رئيس لجنة التعليم العالي بباكستان، تعهد بلاده بتقديم أكثر من 1300 منحة دراسية لشباب العالم الإسلامي، ضمن برنامج وُضع بالشراكة بين الإيسيسكو ولجنة التعليم العالي الباكستانية، بهدف تزويد الشباب بالمهارات اللازمة ليصبحوا علماء وقادة لجهود نهضة بلادهم.
وقالت أمينة محمد، نائب الأمين العام للأمم المتحدة رئيسة مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، في كلمة مسجلة، إن الواقع العالمي اليوم بكل ما يحمله من أزمات مناخية متفاقمة، وفجوات متزايدة في عدم المساواة، يتطلب إعادة تفكير جذرية في كيفية الإعداد للمستقبل.
من جانبها شددت أمينة غريب فقيم، رئيسة جمهورية موريشيوس السابقة على أهمية دور الجامعات في تخريج قادة للمستقبل والمساهمة في تطوير المجتمعات من خلال تطبيق البحوث العلمية وتحويلها إلى واقع ملموس.
كما شهدت جلسات المنتدى جلسة وزارية حول مستقبل التعليم العالي والذكاء الاصطناعي والتعلم عن بعد.
وعلى هامش أعمال المنتدى، تم توقيع ثلاث مذكرات تفاهم في المجال الأكاديمي، أولها بين اتحاد جامعات العالم الإسلامي التابع لمنظمة الإيسيسكو وجامعة فاونديشن في إسلام آباد (FUI)، والثانية بين جامعتي فاونديشن الباكستانية والقاضي عياض بالمغرب، بهدف تبادل الخبرات وتعزيز البحث العلمي المشترك، فيما مذكرة التفاهم الثالثة وقعت بين جامعتي النيلين في السودان وفاونديشن، توطيداً لأواصر التعاون الجامعي بين المؤسستين.