رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«ساحة المعركة».. أول 100 يوم من التخبط في عهد ترامب

نشر
ترامب
ترامب

عندما غادر ستيفن ميلر البيت الأبيض في 2021، ألقى المستشار الرئيسي لدونالد ترمب مزحة أثناء إنهاء عمله مودعاً: "أراكم بعد أربع سنوات".

وعلى الفور تقريباً، بدأ ميلر ومجموعة من المؤيدين في وضع سلسلة من الإجراءات والأوامر التي سينفذونها إذا تمكن الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة من العودة إلى البيت الأبيض.

صيغت التفاصيل الدقيقة في وقت لاحق في مبنى عادي في مدينة "وست بالم بيتش"، مركز قيادة حملة ترمب لانتخابات 2024، والفترة الانتقالية لاحقاً. غطت أحد الجدران صورة لترمب تمتد من الأرض إلى السقف وعليها عبارة "مرحباً بك في ساحة المعركة". أعاد الفريق صياغة أولويات ترمب خلال ولايته الأولى لجعلها أكثر قابلية للترسيخ، وكانوا مستعدين لخوض معارك قضائية توقعوها، إن لم يكونوا يسعون إليها في الأساس، جزئياً بدعم من جهود المنظمات المحافظة التي أسسها ميلر ومؤيدون آخرون لترمب بعد هزيمته في انتخابات 2020.

السرعة سمة عهد ترمب الجديد

أتاح هذا الاستعداد، وفق أشخاص مطلعين على العملية، ما أصبح سمة مميزة لأول 100 يوم من ولاية ترمب الثانية: سرعة بالغة باتت أشد أدوات الإدارة الأميركية فاعلية، وأبرز نقاط ضعفها في الوقت نفسه.

فقد مكنت ترمب من التوقيع بقلمه الأسود على عدد مذهل من الأوامر التنفيذية بشأن كل المجالات، من الطاقة إلى التعليم وجهود التنوع، ما أربك معارضي أجندة "إعادة العظمة إلى أميركا" واستفاد من الطابع البطيء الذي تتسم به الطعون القضائية. ويروّج كبار مسؤولي الإدارة لسياسات الهجرة التي صدرت بشكل سريع على أنها ستساعد بشكل كبير في الحد من عبور المهاجرين غير الشرعيين عند الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.

سيل من الأوامر التنفيذية.. هل تُنفّذ؟

يواجه ترمب حالياً تحدياً هائلاً يتمثل في تنفيذ سلسلة الأوامر التنفيذية التي أصدرها، وهي مهمة يُرجح أن تكون شاقة للغاية في ظل نقص عدد الموظفين في الوكالات الحكومية الرئيسية، مثل وزارات الخزانة والتجارة والطاقة.

أشار بن ليبرمان، الزميل الأول لدى مركز "كومبيتيتف إنتربرايز إنستيتيوت" (Competitive Enterprise Institute) للبحوث، إلى أنه "رائع أنهم يتحركون بسرعة، لكن الأمر سيحتاج إلى جهود مستمرة على مدى السنوات الأربع كلها".

أجندة ترامب التجارية

ينشغل تفكير ترمب برئيس سابق: وليام ماكينلي؛ فحين كان عضو في الكونغرس الأميركي فرض رسوماً جمركية بحجم مماثل لما يفكر فيه ترمب حالياً. رغم أن تعريفات ماكينلي لم تحظ بشعبية واسعة النطاق، يرى ترمب أنها جعلت أميركا ثرية.

تُعد أجندة ترمب التجارية جزءاً من خطته الأكبر لإحداث تغيير جذري في أسلوب الحكومة الفيدرالية في القيام بأعمالها، والتخلص مما يعتبرها أوجه قصور في النظام العالمي الحالي، بحسب مسؤول كبير في الإدارة الأميركية.

الـ 100 يوم الأولى

قلل مستشارو ترمب ومؤيدوه من أهمية مرحلة المئة يوم الرئاسية، وأكدوا أن وتيرة العمل لن تتباطأ، ووصفوا المرحلة بأنها معيار مصطنع. وكشف مسؤول كبير في الإدارة أن هناك العديد من المبادرات الأخرى، بالأخص فيما يتعلق بقضايا الحرب الثقافية، لم يكشف عنها فريق ترمب بعد.

لكن ترمب نفسه ألمح إلى أنه لم يتجاهل المعيار تماماً. في تجمع انتخابي قبل يوم واحد من تنصيبه، تعهد بـ"أفضل يوم أول، وأهم أسبوع أول، وأكثر أول 100 يوم مذهلة في أي مدة رئاسة في التاريخ الأمريكي".

عاجل