رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

تعمق الانقسام في إسرائيل بعد تمرير أمريكا قرار أممي بوقف إطلاق النار في غزة

نشر
نتنياهو وبايدن
نتنياهو وبايدن

تعمق الانقسام في إسرائيل، بعد تمرير الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم، قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان.
فيما أعلن الوزير في حكومة الطوارئ الإسرائيلي جدعون ساعر، استقالته من الحكومة التي انضم إليها في بداية الحرب الحالية، قالت وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، إن وجود صدع بين إسرائيل وواشنطن أفضل ما يمكن أن تحصل عليه حماس ونتنياهو يقودنا لذلك، فيما رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك، أن «قرار مجلس الأمن يعكس أزمة عميقة مع واشنطن والمطلوب اتخاذ قرارات صعبة»، مشيرا إلى أن إجراء انتخابات فورا هو ما سيخرج إسرائيل من أزمتها العميقة.
في المقابل، قال وزير الطاقة الإسرائيلي، إن كل دعوة لوقف إطلاق النار دون تحقيق شروطنا تشكل تشجيعا لانتشار الإرهاب ووصوله إلى الغرب.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، إن إسرائيل لا يمكنها وقف حربها على حماس بينما لا يزال هناك رهائن في غزة.
وأضاف جالانت أنه سيشدد في اجتماعه مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في البيت الأبيض اليوم الاثنين، على أهمية تدمير حماس وإعادة الرهائن إلى ديارهم.
في غضون ذلك، أعلن الوزير في حكومة الطوارئ الإسرائيلي جدعون ساعر، رئيس حزب "تكفا حداشاه" (أمل جديد) استقالته من الحكومة التي انضم إليها في بداية الحرب الحالية.
وفي منشور على منصة X، قال ساعر «وقعت على الاستقالة، ولا أستطيع تحمل المسؤولية طالما لي لدي أي تأثير ولم نأت إلى الحكومة إلى تدفئة الكراسي».

أسباب الاستقالة


ويطالب ساعر الذي انشق عن كتلة "همحنيه همملختي" (المعسكر الرسمي) الذي يتزعمه بني غانتس قبل نحو أسبوعين، بضمه إلى مجلس الحرب (كابنيت الحرب)، في حين عرض عليه حزب "الليكود" بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مقترحاً يتيح دعوته إلى جلسات مجلس الحرب بين الفينة والأخرى، على غرار عدد آخر من كبار الوزراء الذين تتم دعوتهم على هذا النحو؛ لكن ساعر يرفض العرض حتى الآن.
ويرى ساعر، بحسب وسائل إعلام عبرية بأن مركز الثقل في الحرب الحالية انتقل من المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) إلى "كابنيت الحرب" وعليه يطالب بالانضمام إليه من أجل التأثير على سير الحرب.

هل تتفكك حكومة الطوارئ الإسرائيلية؟


وكانت صحيفة هآرتس قد أفادت في وقت سابق بأن التقديرات في حزب "الليكود" وكذلك حزب "أمل جديد"، أن احتمالات التوصل إلى حل لطلب ساعر ضئيلة وأنه سيترك الحكومة، "إلا في حال حدثت مفاجأة في اللحظات الأخيرة"، بحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤول كبير في "الليكود" لم تسمّه.
وأوضحت الصحيفة بأن نتنياهو لا يعارض دخول ساعر إذا كان بنية الحرب، إلا أن طلب بن غفير مساواة شروطه وإدخاله أيضاً إلى هذا الإطار تحولت إلى معضلة رئيسية من جهة نتنياهو.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في حزب "أمل جديد"، قوله إن المحادثات التي يجريها نتنياهو ليست أمام ساعر أو حزبه، وإنما أمام بن غفير: "إنهم لا يتحدّثون معنا لأنه لا يوجد ما يمكن الحديث عنه. المشكلة هي مع بن غفير وليست مع ساعر".


ولفتت "هآرتس"، إلى أنه في حال فشل نتنياهو في إقناع بن غفير التراجع عن طلبه، فهذا سيؤدي إلى طلب مشابه من سموتريتش، ضمه إلى "كابنيت الحرب" وهو ما سيعني تفكيك حكومة الطوارئ الإسرائيلية وخروج الوزير بني غانتس من الحكومة.
يذكر أن غانتس أيضاً عارض انضمام ساعر، شريكه السابق، وأن اتفاقية انضمامه إلى الحكومة، تشير إلى أن المكان الوحيد المحفوظ في "كابنيت الحرب" هو لرئيس المعارضة يائير لبيد في حال قرر الانضمام إلى الحكومة.

من جهته قال البيت الأبيض، إن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على قرار مجلس الأمن بوقف اطلاق نار فوري في غزة اليوم، "لا يمثل تحولا في سياستنا"، مضيفا: "لم نصوت لصالح القرار واكتفينا بالامتناع عن التصويت لأن الصيغة النهائية لا تتضمن التنديد بحماس".

وفي وقت سابق اليوم، أعلن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن إلغاء الأخير زيارة وفد إسرائيلي لواشنطن بعد امتناعها عن التصويت على قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق نار فورى فى غزة.

ولم تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض ضد مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مكتفية بالامتناع عن التصويت، على الرغم من تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم ارسال الوقف الاسرائيلي لواشنطن حال لم تسخدم الأخيرة الفيتو ضد مشروع القرار.

وفي أول رد فعل إسرائيلي رسمي على قرار مجلس الأمن، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين: لن نوقف القتال وسنقضي على حركة حماس وسنقاتل حتى عودة آخر المختطفين، فيما قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموترتيش: لن نتوقف حتى يتم القضاء التام على حماس وإعادة المختطفين وعلى قادة إسرائيل التعالي على الخلافات.

وحول تمرير واشنطن لقرار مجلس الأمن وعدم استخدامها حق الفيتو، قال سموترتيش، إن عدم استخدام واشنطن للفيتو يصب في مصلحة حماس ويضر بجهود إعادة المختطفين.
وبعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب، تبنى مجلس الأمن الدولي الاثنين قراره الأول الذي يطالب فيه بـ«وقف فوري لإطلاق النار» في غزة.

وامتنعت الولايات المتحدة عن التصويت بعدما عطلت محاولات سابقة لإصدار قرار عبر اللجوء الى حق النقض (الفيتو).

والقرار الذي أيده 14 عضوا مقابل امتناع عضو واحد، "يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان" الذي بدأ قبل أسبوعين، على أن "يؤدي الى وقف دائم لإطلاق النار"، و"يطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن".

نتنياهو يحذر الولايات المتحدة من عدم استخدام الفيتو ضد مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، هدد الولايات المتحدة بإلغاء زيارة الوفد الإسرائيلى لواشنطن حال لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضد  مشروع قرار يناقشه مجلس الأمن الآن ويطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة خلال شهر رمضان.

ويأتي التصويت بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض «الفيتو» ضد قرار رعته الولايات المتحدة، يوم الجمعة، وكان ينص على ضرورة «وقف فوري ومستدام لإطلاق النار» في الصراع بين إسرائيل وحركة حماس.
وحذرت الولايات المتحدة من أن القرار الذي من المزمع التصويت عليه قد يضر بالمفاوضات التي تتوسط فيها واشنطن مع كل من القاهرة والدوحة والرامية إلى وقف الأعمال العدائية في غزة، ما يزيد من احتمال استخدام الفيتو مرة أخرى ولكن من جانب الأميركيين هذه المرة.

ويحظى القرار، الذي تقدم به أعضاء المجلس العشرة المنتخبون، بدعم روسيا والصين والمجموعة العربية التي تضم 22 دولة في الأمم المتحدة، وفقا للأسوشيتد برس.

وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية خلال شهر رمضان
وينص القرار الموجز على "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية خلال شهر رمضان"، كما يطالب "بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، ويؤكد الحاجة الملحة إلى حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة.

وناشد بيان أصدرته المجموعة العربية، مساء الجمعة، جميع أعضاء مجلس الأمن الـ15 "التحرك بوحدة وإلحاح" والتصويت لصالح القرار "لوقف إراقة الدماء والحفاظ على الأرواح البشرية وتجنب مزيد من المعاناة الإنسانية والدمار".
بدأ شهر رمضان في 10 مارس وينتهي في 9 أبريل، ما يعني أنه حال الموافقة على القرار فإن وقف إطلاق النار سيستمر لمدة أسبوعين فقط، على الرغم من أن مسودة القرار تنص على أن وقف القتال يجب أن يؤدي إلى "وقف دائم ومستدام لإطلاق النار".

كان من المقرر أصلا أن يتم التصويت على القرار صباح السبت، لكن رعاة التصويت طلبوا في وقت متأخر الجمعة تأجيله حتى صباح الإثنين.

عاجل