رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

بعد قداس عيد الغطاس.. الكنيسة تحتفل اليوم بعيد الظهور الإلهي

نشر
عيد الغطاس
عيد الغطاس

تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بعيد الغطاس المجيد اليوم السبت الموافق 20 يناير الجارى، ويطلق عليه العديد من المسميات منها: عيد الظهور الإلهى، عيد العماد، كما يتمثل الغطاس فى عصرنا الحالى بالمعمودية، حيث يتم تغطيس الطفل بالماء بعد أن يتجاوز الأربعين يوما من ولادته؛ وذلك بعد صلوات قداس عيد الغطاس، أمس الجمعة.

وتختلف مظاهر الاحتفال بعيد الغطاس بين دول العالم، فلكل شعب عاداتة وتقاليده فى التعبير عن فرحتهم والاحتفال بهذا العيد الذى يعتبر أحد أهم الاعياد السيدية بالكنيسة.

واختار أقباط مصر تناول بعض المؤكلات التى لها دلالة رمزية ودينية ترتبط بماهية هذا العيد ودلالاتة الدينية، حيث اعتاد الأقباط تناول الأطعمة التى تشير إلى رمزية عيد الغطاس، مثل تناول القلقاس والقصب والبرتقال واليوسفى، وكلها مأكولات مرتبطة بالمياه ولها علاقة رمزية بعيد الغطاس، وبالنسبة للقلقاس هو الوجبة الرئيسية لهذا العيد، فهو يقشر ويطهى داخل الماء رمز للتطهير من الخطية، والتغطيس فى المياه بعد ذلك.
وكان صلى قداسة البابا تواضروس الثاني، مساء أمس الجمعة، صلوات لقان وقداس عيد الغطاس المجيد (المسمى كنسيًّا عيد الظهور الإلهي) بالكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية.

شارك في الصلوات الآباء أساقفة العموم المشرفين على القطاعات الرعوية بالإسكندرية، أصحاب النيافة الأنبا باڤلي (قطاع المنتزه) والأنبا إيلاريون (قطاع غرب) ، والأنبا هرمينا (قطاع شرق) ، ووكيل البطريركية بالإسكندرية القمص أبرآم إميل والآباء كهنة الكنيسة.

وقدم قداسة البابا في مستهل عظة القداس التهنئة للإيبارشيات والكنائس والأديرة القبطية في كافة أنحاء الكرازة المرقسية بمصر وفي دول المهجر، وللآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والشمامسة. كما قدم قداسته التهنئة بعيد الغطاس للأراخنة وأعضاء مجالس الكنائس والخدام والخادمات.
وطلب قداسة البابا في ختام العظة سلامًا لبلادنا وأرضها وأهلها وللكنيسة، وسلامًا لكل المناطق التي تشهد صراعات.

وتناول في العظة موضوع بعنوان "عيد تجديد خلقتنا"، وأشار إلى أن عيد الغطاس المجيد هو أحد الأعياد السيدية التي تخص السيد المسيح، وهو أحد الأعياد الثابتة لأن له تاريخ ثابت في ١١ طوبة من كل عام. 
وتحدث قداسته في ثلاث نقاط مرتبطة بعيد الغطاس، وهي: 
١- النهر "نهر الأردن": طوله ٢٥٥ كم وينبع من هضبة الجولان، ويسير في خمسة دول هم: سوريا ولبنان وفلسطين والأردن وإسرائيل، وينتهي في البحر الميت، ويُسمى في الأردن بـ "المغطس"، وهو المكان الذي تم فيه عماد السيد المسيح، وكذلك يُسمى بـ "بحر الشريعة".

٢- الشخص "يوحنا المعمدان": نشأ في أسرة بارة، وأرسله الله بعد زمن في توقيت خاص، وهو يُمثل همزة الوصل التي تربط بين العهد القديم والعهد الجديد، مثل "المفصلة" التي تربط بين جسمين، أحدهما الجسم الثابت ويرمز إلى العهد القديم والآخر هو الجسم المتحرك ويرمز إلى العهد الجديد الذي يعمل في حياتنا، و"المفصلة" هي يوحنا المعمدان، فكان هو "السابق" و"الصابغ" و"الشهيد"، وكان ناسكًا مهوبًا.

٣- الصوت: "أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبِّ" (يو ١: ٢٣).

وتأمل قداسة البابا في أربعة معانٍ للصوت، كالتالي: ٨
١- صوت يوحنا المعمدان كان صوتًا نبويًّا، يحمل نبوات العهد القديم، وكان له تلاميذًا، "هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!" (يو ١: ٢٩)، لذلك يجب أن يكون صوتنا إنجيليًّا كتابيًّا، وأن يكون الكلام والأفكار من الكتاب المقدس، وأن يكون صوتًا إنجيليًّا مفرحًا، لأن دم المسيح يُطهر من كل خطية.

٢- صوت الحكمة عند يوحنا المعمدان "يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ" (يو ٣: ٣٠)، ويقدم يوحنا المعمدان درسًا للحدود وحكمة العلاقات مع الآخرين في الحياة والخدمة والمجتمع.

٣- صوت الوداعة عند يوحنا المعمدان "الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقّ أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ" (يو ١: ٢٧)، فالإنسان المتضع يرفعه الله.

٤- صوت الحق عند يوحنا المعمدان "«لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ»" (مت ١٤: ٤)، فصوت الحق هو صوت مؤثر وقوي يتكرر عبر الأزمان.

عاجل