رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

رئيس الوزراء العراقي: نرغب في خروج سريع منظم للقوات الأمريكية من أراضينا

نشر
رئيس الوزراء العراقي
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني

قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إن العراق يريد خروجاً سريعاً ومنظماً للقوات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة من أراضيه عن طريق التفاوض، لكنه لم يحدد موعداً نهائياً، ووصف وجود تلك القوات بأنه "مزعزع للاستقرار في ظل التداعيات الإقليمية لحرب إسرائيل على غزة".

واكتسبت الدعوات التي أطلقتها منذ فترة طويلة فصائل أغلبها شيعية، والعديد منها قريب من إيران، لرحيل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، زخمًا بعد سلسلة من الضربات الأمريكية على فصائل مرتبطة بإيران، وتشكل أيضاً جزءاً من قوات الأمن العراقية الرسمية.

وقال السوداني في مقابلة مع "رويترز" في بغداد، أمس الثلاثاء، "هناك ضرورة لإعادة ترتيب هذه العلاقة بالشكل الذي لا تكون هدفًا وملفًا ومبررًا لأي جهة داخلية أو خارجية للعبث باستقرار العراق والمنطقة".

وشدد السوداني على أن خروج قوات التحالف يجب أن يتم  التفاوض عليه في إطار "عملية تفاهم وحوار".

وقال: "نتفاهم على جدول زمني متفق عليه يكون في وقت سريع حتى لا نطيل أمد التواجد وتبقى الهجمات مستمرة"، مشيراً إلى أن الحل الوحيد لعدم اتساع الصراع في المنطقة حالياً، هو وقف الحرب على غزة مع تكثيف جهود إدخال المساعدات الإنسانية بأسرع وقت ممكن".

وأضاف: "هذا هو الحل الوحيد، وإلا سوف نشهد المزيد من اتساع ساحة الصراع في منطقة حساسة للعالم تمثل ثقلاً لإمدادات الطاقة، وأيضاً هذا الموضوع برمته يؤدي إلى زيادة التطرف والعنف، ليس في هذه المنطقة، في كل دول العالم".

تصريحات رئيس الوزراء العراقي، جاءت بعدما قالت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، إن السوداني، أخبر المسؤولين الأمريكيين "بشكل خاص"، أنه يريد التفاوض بشأن إبقاء القوات الأمريكية في البلاد، على الرغم من إعلانه الأخير أنه سيبدأ عملية إخراجهم.

وقال كبار مستشاري رئيس الوزراء العراقي، لمسؤولين أمريكيين، وفق برقية للخارجية الأمريكية، اطلعت عليها "بوليتيكو"، إن إعلان السوداني كان "محاولة لإرضاء الجماهير السياسية المحلية"، وأن السوداني نفسه "يظل ملتزماً" بالتفاوض بشأن الوجود المستقبلي للتحالف في العراق.

نفي أمريكي

وفي وقت سابق الاثنين، نفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أي خطط حالية لسحب قواتها البالغ عددها قرابة 2500 جندي من العراق.

وقال باتريك رايدر، المتحدث باسم البنتاجون، في إفادة صحفية: "في الوقت الحالي ليس لدي علم بأي خطط (للتخطيط للانسحاب)"، مؤكدًا على مواصلة بلاده "التركيز بشدة على مهمة هزيمة تنظيم داعش".

وأشار رايدر إلى أن القوات الأمريكية موجودة في العراق، بدعوة من الحكومة هناك، لافتاً إلى أنه ليس لديه علم أيضاً بأي إخطار من العراق لوزارة الدفاع بشأن قرار بسحب القوات الأمريكية، محيلاً الموضوع إلى وزارة الخارجية.

انتهاكات جسيمة للسيادة

وتقول الحكومة العراقية، إن الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة على القوات الأجنبية والبعثات الدبلوماسية في العراق غير قانونية، وتتعارض مع مصالح البلاد، وتقول إنها ألقت القبض على بعض الجناة ومنعت هجمات.

وفي الوقت نفسه، أدانت بغداد الضربات الأمريكية على القواعد التي تستخدمها الجماعات، وكذلك غارة جوية استهدف مؤخراً قيادياً في أحد الفصائل في قلب بغداد، باعتبارها انتهاكات جسيمة للسيادة.

ويقول معارضون إن الفصائل المسلحة لا سيما كتائب "حزب الله" و"حركة النجباء" تستخدم مكانتها كمكونات في قوات الحشد الشعبي كغطاء، وتشكل الحشد الشعبي في عام 2014 كقوة أمنية حكومية.

وعندما تستهدف الفصائل العراقية، القوات الأمريكية، فإنها تعمل خارج التسلسل القيادي تحت راية المقاومة الإسلامية في العراق، وعندما ترد الولايات المتحدة، فإنها تندد بخسائرها بصفتها جزءاً في قوات الحشد الشعبي، وتستفيد من تصاعد المشاعر المناهضة للولايات المتحدة.

وغزت القوات التي تقودها الولايات المتحدة العراق في عام 2003، ثم انسحبت في عام 2011، لكنها عادت بعد ذلك في عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في إطار تحالف دولي. 

ومع هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2017 وتراجعه منذ ذلك الحين، قال السوداني إن سبب وجود التحالف قد انتهى منذ فترة طويلة.

عاجل