رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

اضطراب أسواق الأسهم الأميركية بسبب تحركات سندات الخزانة

نشر
مستقبل وطن نيوز

أثرت فترة جديدة من التقلب العنيف في سوق السندات على حركة تداول الأسهم، مع انتظار المستثمرين تقارير الربحية من عدد من شركات التكنولوجيا العملاقة. وتراجعت أسعار النفط إذ يبدو أن إسرائيل سوف تؤجل عملية غزو بري كبير لقطاع غزة.

بعد مناورات وتحولات عديدة، أغلق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" عند أدنى مستوى له منذ شهر مايو. وقد تراجع المؤشر للجلسة الخامسة على التوالي –وهي أطول فترة هبوط هذا العام، رغم استقراره فوق مستوى 4200 نقطة الذي يتسم بأهمية رئيسية. هذه نقطة دعم فني وتمثل ارتدادا بنسبة 50% للارتفاع من أدنى مستوياته التي شوهدت في الأزمة المصرفية في مارس. تفوق مؤشر "ناسداك 100"، حيث تقدمت شركة "مايكروسوفت" قبل إعلان نتائج أعمالها وارتفعت شركة "إنفيديا" بنحو 4%. وتراجعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بعد أن وصلت إلى 5%.

واجهت أكبر أسواق السندات في العالم تقلباً عنيفاً وسط توقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سوف يحافظ على أسعار الفائدة مرتفعة وأن الحكومة سوف تزيد مبيعات السندات بهدف تغطية العجز المتفاقم. "نحن لا نعرف معرفة دقيقة ماهية العلاقة المتبادلة حالياً بين النمو الاقتصادي وأسعار الفائدة والاحتياطي الفيدرالي"، وفق تصريحات جيسون دراهو، رئيس تخصيص الأصول للأميركتين في شركة "يو بي إس جلوبال ويلث مانجمنت". وأضاف أن معنى ذلك أن الأسواق يرجح أن تستمر على حالة التقلب حتى تتضح الصورة أكثر.

قال سام ستوفال، رئيس استراتيجية الاستثمار في "سي إف آر إيه" (CFRA): "مع استمرار مستوى الذروة لعائد السندات لأجل 10 سنوات محل تخمين عند الجميع، تظل سوق الأسهم الأميركية تحت الضغط لأن قراءات القوة النسبية لم تصل بعد إلى أبعد الحدود. ونتيجة لذلك، هناك شيء واحد مؤكد: سيؤكد شهر أكتوبر سمعته باعتباره الأكثر تقلبا في العام".

الأسهم أقل جاذبية من السندات


في حين أن ارتفاع أسعار الفائدة عادة ما يجعل الأسهم تبدو أقل جاذبية مقابل سندات الخزانة، فإن الفارق بين عائد الأرباح على مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" وسعر العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات –علاوة على مخاطر الأسهم- لا يبدو مثيراً للقلق، وفقا لديفيد ليفكوفيتش، رئيس قطاع الأسهم الأميركية في شركة "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت".

 

في حين يشير التاريخ إلى أن العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات يميل إلى تخفيض التقييمات إذا تجاوز حوالي 6.5%، يقول ليفكوفيتش من الصعب معرفة ما إذا كانت "نقطة التحول" هذه لا تزال صالحة. وأشار إلى أنه من الممكن أن يكون أقل لأن النمو الاسمي المحتمل في الناتج المحلي الإجمالي أقل مما كان عليه في الماضي، مضيفا أن الخطر الرئيسي على الأسهم يتمثل في ارتفاع أسعار الفائدة إذا أدت إلى تباطؤ اقتصادي واضح.

يقول بعض أبرز المضاربين إن الهبوط التاريخي في سندات الخزانة الأميركية قد ذهب إلى نقطة بعيدة جدا". وكتب المستثمر الملياردير بيل أكمان في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أنه تخلى عن رهانه ضد سندات الحكومة الأميركية وسط تزايد المخاطر العالمية. كتب بيل جروس، المؤسس المشارك لشركة "باسيفيك إنفستمنت مانجمنت" أنه يشتري العقود الآجلة لأسعار الفائدة قصيرة الأجل تحسبا للركود بحلول نهاية العام.

التأثير الكامل لحملة التقشف النقدي الأكثر عدوانية من قبل البنوك المركزية العالمية منذ عقود لم يشعر الاقتصاد به بعد وسيظل رياحا معاكسة للأسواق المالية في العام المقبل ، وفقا لماركو كولانوفيتش من بنك "جيه بي مورجان تشيس".

بالنسبة لفيليب كولمار، الخبير الاستراتيجي العالمي في شركة "إم آر بي بارتنرز" (MRB Partners)، إذا لم تأت مرحلة تنضبط فيها عوائد السندات، فإن سوق الأسهم سوف تعاني.

وأضاف كولمار: "داخل سوق الأسهم، عليك أن تنتبه إلى ما تختاره لأن ما حبذه المستثمرون في وقت سابق هي أسهم التكنولوجيا، وقد استمر ذلك فترة طويلة، وهي تحقق عائداً أفضل لأن لديناً بيئة اقتصادية ترتفع فيها أسعار الفائدة".

معيار مرتفع


المستثمرون الذين يتطلعون إلى موسم الأرباح للحصول على جرعة من الأخبار الجيدة يعلقون آمالهم على قطاع التكنولوجيا الكبيرة.

أكبر خمس شركات في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" -"أبل" و"مايكروسوفت" و"ألفابيت" و"إنفيديا" و"أمازون"- تمثل معاً حوالي ربع القيمة السوقية للمؤشر. ومن المتوقع أن تقفز أرباحها بنسبة 34% عن العام السابق في المتوسط، وفقا لتقديرات المحللين التي جمعتها "بلومبرغ إنتليجنس".

قال مايكل ويلسون من "مورجان ستانلي" – وهو من بين أكثر الأصوات تشاؤما بسوق الأسهم الأميركية -إنه "لن يفاجأ" برؤية مزيد من الانخفاض في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" مع "توقعات الأرباح التي من المحتمل أن تكون مرتفعة للغاية للربع الرابع وعام 2024، ومن المرجح أن يكون تشديد السياسة محسوساً من ناحية نقدية ومالية".

مع إعلان تقارير الربحية لحوالي خُمس الأسهم المدرجة على مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، شهدت أسهم الشركات التي تخلفت عن تقديرات المحللين على مقياس ربحية السهم تدهوراً في الأداء بمتوسط يبلغ 3.7% في يوم إعلان النتائج، وفقا للبيانات التي جمعتها "بلومبرج انتليجنس". وهذا هو أسوأ أداء في تاريخ البيانات منذ الربع الثاني من عام 2019.

قالت لوري كالفاسينا، رئيسة استراتيجية الأسهم الأمريكية في "آر بي سي كابيتال ماركتس" (RBC Capital Markets): "يمكن أن يكون شهر أكتوبر شهراً صعباً بالنسبة للأسهم، ولكنه في أغلب الأحيان يشهد ارتفاع مؤشر (ستاندرد آند بورز 500). ولسوء الحظ، اعتبارا من منتصف أكتوبر من عام 2023، ظلت الأسهم الأميركية في منطقة تثير الذعر".

عاجل