رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

عمالقة التكنولوجيا ترفع الأسهم الأمريكية وسهم تسلا يقفز 10%

نشر
مستقبل وطن نيوز

ارتفعت الأسهم الأمريكية قبيل صدور بيانات اقتصادية ستساهم في تشكيل الرأي في وول ستريت عن مدى اقتراب بنك الاحتياطي الفيدرالي من أنهاء جولة رفع أسعار الفائدة. وجاء أداء السندات متبايناً، فيما انخفض الدولار، وتراوحت أسعار "بتكوين" قرب مستوى 25000 دولار للوحدة.

وأظهرت الأسهم الأمريكية اقتراب مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" من مستوى 4500 نقطة، ومؤشر "ناسداك 100" ارتفع بنسبة 1.2%. وقفز سهم "تسلا" بنسبة 10% مع إعلان بنك "مورجان ستانلي" أن جهاز الكمبيوتر الفائق "دوجو" (Dojo) قد يرفع قيمة الشركة بنحو 500 مليار دولار. وقفزت أسهم "كوالكوم"بعد تمديد شركة "أبل" اتفاقاً مع شركة صناعة الرقائق. انتظر المستثمرون أيضا الإعلان عن المنتج من جانب صانعة جهاز "آيفون" يوم الثلاثاء. 

وأوضحت الأسهم الأمريكية قفز أسهم "تشارتر كوميونيكيشنز" بعد التوصل إلى اتفاق مع شركة "والت ديزني" على إنهاء حجب شبكة الترفية والرياضة "ESPN" بالنسبة إلى ملايين من عملاء الشبكات التلفيزيونية المدفوعة. في نهاية التعاملات، انخفضت أسهم "أوراكل" بعد إعلانها عن تباطؤ النمو في مبيعات الحوسبة السحابية.

يراقب المستثمرون أيضا مفاوضات "نقابة عمال السيارات المتحدون" مع شركات صناعة السيارات لمنع إضراب عن العمل، مع حشد إدارة بايدن كبار المسؤولين للمساعدة في تسهيل المحادثات. وقالت نقابة "عمال السيارات المتحدون" إنها مستعدة للتفاوض مع شركات "جنرال موتورز" و "فورد موتور" و"ستيلانتس" ليلاً ونهاراً بهدف الوصول إلى اتفاق بحلول الموعد النهائي في 14 سبتمبر.

 

توقعات التضخم


توقعات التضخم عند المستهلكين الأميركيين مستقرة في أغلبها خلال شهر أغسطس، غير أن الأسر أصبحت أشد قلقا بشأن مواردها المالية وأكثر تشاؤما بشأن سوق العمل، وفقا لمسح أجراه بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك. سيقدم تقرير مؤشر أسعار المستهلك يوم الأربعاء أحدث رؤية حول المدى الذي قد يحتاجه بنك الاحتياطي الفيدرالي لدفع التضخم مرة أخرى نحو هدفه.

قال كريس لاركين، العضو المنتدب للتداول والاستثمار في "إي*تريد" (E * Trade) من "مورغان ستانلي": "هذا الأسبوع سيتأثر تأثراً مباشراً بطبيعة الأخبار، وقد تتوقف قدرة السوق على الانتعاش في المدى القريب على أرقام التضخم هذا الأسبوع، وخاصة مؤشر أسعار المستهلكين الذي سيصدر يوم الأربعاء".

تمر السوق بنقطة نهاية الدورة الاقتصادية -وهو الوقت الذي من يتوقع أن يتوقف فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي مؤقتا عن رفع الفائدة أو يحول اتجاه سياسته التقشفية إلى الناحية العكسية- وبدأت العوامل الأشد تحفظا في سوق الأسهم، مثل ارتفاع السيولة النقدية وانخفاض الديون، في التفوق، وفقا لمحلل "مورجان ستانلي" مايكل ويلسون، الذي كرر وجهة نظره بأن أسواق الأسهم لم تعكس بعد خطر ركود الاقتصاد.

كتب جون ستولتزفوس، رئيس استراتيجية الاستثمار في "أوبنهايمر" (Oppenheimer & Co): "حالة التفاؤل مرتفعة نسبيا بينما لا يزال بنك الاحتياطي الفيدرالي بعيداً عن مستهدف التضخم". وقال إن المستثمرين يجب أن يسيطروا على حماسهم لتوقف الاحتياطي الفيدرالي عن رفع سعر الفائدة فترة طويلة أو حتى تخفيضها وأن يضبطوا توقعاتهم بدلا من ذلك.

يقول حوالي 26% من المشاركين في أحدث استطلاع أجراه برنامج "ماركت لايف بالس" (MLIV Pulse) إنهم يخططون لخفض تعرضهم لمؤشر الأسهم الأميركية المعياري خلال الشهر المقبل. وتبلغ هذه النسبة ضعف نسبة أولئك الذين يخططون لشراء الأسهم. فقد أعلن 13% فقط من المشاركين إنهم قد يزيدون من استثمارهم في المؤشر.

مواجهة ارتفاع الدولار


تراجع الدولار بعد سلسلة صعود حيث استهدفت أكبر البنوك المركزية في آسيا بطرق مختلفة مواجهة ارتفاعه الأخير. فوجه بنك الشعب الصيني تحذيرا قويا للمضاربين للابتعاد عن زعزعة استقرار اليوان، في حين اتخذ رئيس بنك اليابان نهجا أكثر دهاء في التلميح إلى إمكانية حدوث تحول في السياسة في نهاية المطاف، مما أدى إلى ارتفاع الين بنحو 1%.

 

انخفضت عملة "بتكوين" إلى أدنى مستوى لها منذ يونيو. وكان أكبر رمز رقمي في العالم على وشك تشكيل "تقاطع الموت" -وهو نمط ينخفض فيه المتوسط المتحرك لمدة 50 يوما إلى ما دون مستوى متوسط 200 يوم. وعادة ما يشير هذا التقاطع إلى فقدان الزخم في المدى القصير ومزيد من الضغوط البيعية في المستقبل.

ولم يطرأ تغير يذكر على عوائد سندات الخزانة لأجل عامين التي تقترب من 5%، في حين ارتفعت على سندات لأجل 10 سنوات إلى حوالي 4.3%. وسجل مزاد السندات لأجل ثلاث سنوات يوم الإثنين أعلى عائد منذ عام 2007، مما يعكس عمليات البيع الأخيرة في سوق السندات مدفوعة بتوقع أن يبقي الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرتفعة في العام المقبل.

استقر النفط قريباً من أعلى مستوياته هذا العام بعد ارتفاعه بنحو 10% في الأسابيع الأخيرة، مع المؤشرات الفنية التي تشير إلى أن مكاسبه قد تكون مبالغا فيها مما أدى إلى إضعاف الاستفادة من مشاعر الإقبال على المخاطرة في الأسواق بوجه عام.

بيع على المكشوف


في الوقت نفسه، يحقق البائعون على المكشوف أرباحا من خلال المراهنة على جزء من سوق الأسهم الأميركية يتجاهله معظم المستثمرين، أي أسهم الشركات الصغيرة.

حققت هذه المجموعة من المستثمرين أرباحا ورقية بلغت نحو 13 مليار دولار هذا العام من خلال المراهنة على انخفاض أسعار الأسهم الصغيرة والمتناهية الصغر والأصغر منها، وفقا لتقدير شركة "إس3 بارتنرز" (S3 Partners LLC)، استنادا إلى متوسط عدد مراكز البيع على المكشوف في السوق. ويتناقض ذلك تناقضا صارخاً مع خسائر البيع على المكشوف لأسهم الشركات المتوسطة والضخمة والكبيرة والتي بلغت 140 مليار دولار تقريبا، فقد ارتفعت تلك الأسهم في معظم أوقات العام مع تحدى الاقتصاد التوقعات القاتمة، واقتراب بنك الاحتياطي الفيدرالي من إنهاء رفع أسعار الفائدة والاختراقات في الذكاء الاصطناعي التي أدت إلى طفرة في أسهم التكنولوجيا.

اتجاه الريح في سوق الأسهم الأميركية على وشك أن يتغير، إذا كان التاريخ يكفي دليلاً، كما يقول "بنك أوف أميركا". فمع مرور الأسهم بمرحلة "الانتعاش" في الدورة الاقتصادية، تستعد الأسهم الخاملة هذا العام -بما في ذلك أسهم القيمة والأسهم الصغيرة- للتفوق في الأداء، مما يقلب رأساً على عقب قيادة أسهم النمو والشركات الكبيرة التي هيمنت على الاتجاه الصعودي لعام 2023، وفقا لمحللين بقيادة سافيتا سوبرامانيان.

عاجل