رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

بمشاركة مصرية.. بدء فعاليات الشق رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين المقبل

نشر
الجمعية العامة للأمم
الجمعية العامة للأمم المتحدة

في ظل أزمات دولية وكوارث طبيعية تشهدها مناطق عديدة حول العالم.. وفي ظل تنامي حدة الاستقطاب بين القوى العظمى تبدأ، يوم الاثنين المقبل، فعاليات الشق رفيع المستوى للدورة الثامنة والسبعين لـ الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تعقد تحت عنوان "إعادة بناء الثقة وإحياء التضامن العالمي" بنيويورك، بمشاركة مصرية فاعلة.
 

وتمثل الدورة الثامنة والسبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة معلمًا حاسمًا في الرحلة نحو تحقيق خطة عام 2030، والحاجة الملحة لإعادة أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر إلى المسار الصحيح.
 

جدول أعمال مكثف للشق رفيع المستوى للجمعية العامة

 

جدول أعمال مكثف ذو أهداف محددة للشق رفيع المستوى للجمعية العامة في دورتها المقبلة في ظل جهود تبذلها دول العالم لحلحلة الأزمات مع التحرك في ذات الوقت من أجل البناء للمستقبل وحماية البشر والكوكب.. وفي هذا الإطار تلتئم القمة الثانية لأهداف التنمية المستدامة الثانية لعام 2023 يوم الاثنين القادم، وتستمر لمدة يومين لتكون - بحسب مصادر أممية - بمثابة بداية مرحلة جديدة من التقدم المتسارع نحو أهداف التنمية المستدامة مع توجيه سياسي رفيع المستوى بشأن الإجراءات التحويلية والمعجلة حتى عام 2030.
 

وتهدف القمة إلى مراجعة وضع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وتوفير التوجيه السياسي، وحشد العمل لتسريع التنفيذ والنظر في التحديات الجديدة منذ عام 2015، كما سيتناول المشاركون تأثير الأزمات المتعددة والمتشابكة التي يواجهها العالم، بما في ذلك تدهور المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الرئيسية، مع التركيز بشكل أساسي على الأشخاص وسبل تلبية احتياجاتهم الأساسية من خلال تنفيذ خطة عام 2030.
 

كما تعقد الجمعية العامة في إطار الشق رفيع المستوى في العشرين من الشهر الجاري حوارها الرفيع المستوى الثاني بشأن تمويل التنمية منذ اعتماد خطة عمل أديس أبابا، إذ يؤكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على أنه "ومن خلال الاستثمار في أهداف التنمية المستدامة، فإننا نستثمر في المستقبل".
 

وفي اليوم ذاته تنعقد فعاليات قمة "طموح المناخ"، حيث سلط التقييم العلمي الأخير الذي أجرته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضوء مرة أخرى على الحاجة الملحة إلى التحرك، لاسيما وأن الأضرار الناجمة عن أزمة المناخ واسعة النطاق بالفعل، ولا تزال انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية عند مستويات قياسية، كما يحتاج العالم إلى تخفيضات فورية وعميقة في الانبعاثات الآن، وعلى مدار العقود الثلاثة المقبلة، للحد من الاحتباس الحراري العالمي بما لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية.
 

ويشير المحرر الدبلوماسي لوكالة أنباء الشرق الأوسط إلى أن هذه القمة تشكل معلمًا سياسيًا بالغ الأهمية لإثبات وجود إرادة عالمية جماعية لتسريع وتيرة وحجم التحول العادل إلى اقتصاد عالمي أكثر إنصافًا، يعتمد على الطاقة المتجددة، ويكون قادرًا على التكيف مع المناخ.
 

ويحضر المشاركون أيضًا اجتماعًا رفيع المستوى بشأن الوقاية من الأوبئة والتأهب لها والاستجابة لها، وهو الاجتماع الذي دعا إليه رئيس الجمعية العامة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، رؤساء الدول والحكومات؛ لاعتماد إعلان سياسي يهدف إلى حشد الإرادة السياسية على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية للوقاية من الأوبئة والاستعداد والاستجابة.
 

ومن التنمية إلى المناخ إلى المستقبل.. يعقد في الحادي والعشرين الجاري اجتماع وزاري؛ للتحضير لقمة المستقبل، والتي تمثل فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في كل جيل لتعزيز التعاون العالمي لمواجهة التحديات الحاسمة، ومعالجة الثغرات في الحوكمة العالمية، وإعادة التأكيد على الالتزامات الحالية، بما في ذلك الالتزامات الدولية وأهداف التنمية المستدامة وميثاق الأمم المتحدة، وجعل النظام المتعدد الأطراف في وضع أفضل.
 

كما تركز فعاليات الشق رفيع المستوى في دورتها المقبلة على النواحي الصحية، حيث سيعقد الاجتماع الرفيع المستوى بشأن التغطية الصحية الشاملة، الذي سيتيح فرصة للبلدان وأصحاب المصلحة لتجديد الجهود وتسريع التقدم نحو تحقيق الصحة للجميع، بالإضافة إلى الاجتماع الرفيع المستوى بشأن مكافحة السل.
 

ويشير المحرر الدبلوماسي لوكالة أنباء الشرق الأوسط إلى أن مصر تشارك بفاعلية وإيجابية في الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سيتوجه وزير الخارجية سامح شكري، يوم غد السبت، إلى نيويورك، في ظل رؤية مصرية واضحة للقضايا التي يشهدها العالم سواء القضايا المستجدة أو القضايا التي لم تزل منذ عقود تراوح مكانها أو تنتظر إيجاد تسويات عادلة ومنصفة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
 

ويؤكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد أبوزيد، أن جدول أعمال وزير الخارجية سوف يتضمن المشاركة في عدد من القمم والفعاليات رفيعة المستوى ذات الأهمية الخاصة، حيث سيلقي كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 23 سبتمبر، ويشارك في "قمة أهداف التنمية المستدامة" و"قمة الطموح المناخي".
 

كما يترأس وزير الخارجية، الاجتماع الوزاري حول الخسائر والأضرار وكذا المنتدى العالمى لمكافحة الإرهاب، الذي تترأسه مصر مع الاتحاد الأوروبي.
 

ويتضمن برنامج وزير الخارجية لقاءات ذات طبيعة اقتصادية مهمة تستهدف جذب الاستثمارات إلى مصر والتعريف بالإجراءات التي تتخذها الحكومة لتشجيع الاستثمار الأجنبي، حيث سيتحدث أمام مجلس الأعمال للتفاهم الدولي (BCIU) ومجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، ويلتقي مع مسئولي المنتدى الاقتصادي العالمي. 
 

ومن المنتظر أن يشارك الوزير سامح شكري في عدد من الاجتماعات الوزارية المهمة؛ لمناقشة أبرز القضايا الدولية والإقليمية التي تمثل أولوية لمصر، وعلى رأسها الاجتماع الوزاري التحضيري لقمة المستقبل والاجتماع التنسيقي لوزراء الخارجية العرب، والاجتماع الوزاري لدول جوار السودان، فضلا عن الاجتماع الوزاري لدعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة، والذي تنظمه مصر بالتعاون مع عدد من الشركاء الدوليين. 
 

كما يشارك وزير الخارجية في مؤتمر وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي والاجتماع الوزاري للجنة بناء السلام، والاجتماع الثلاثي (مصر- قبرص اليونان)، واجتماع لجنة تنسيق المساعدات الفلسطينية (AHLC)، بالإضافة إلى الاجتماع الوزاري الأوروبي/ العربي؛ لتشجيع إعادة إحياء عملية السلام، واجتماع دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)، واجتماع الآلية الثلاثية (مصر- العراق- الأردن). 
 

ولا شك في أن اختيار "إعادة بناء الثقة وإحياء التضامن العالمي" كعنوان لاجتماعات الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام إنما يحمل في طياته وجوهره ما هو أكثر من مجرد عنوان، حيث لم يعد إحياء التضامن العالمي وبناء الثقة مجرد مطلب مُلِح للمجتمع الدولي بل صار ضرورة حتمية فرضها واقع كوكب الأرض الجديد وحقيقة أن كل سكان كوكبنا في قارب واحد.. لا نملك فيه سوى أن نتضامن جميعا من أجل إنقاذ البشر مما سببته أخطاء وسلوكيات البشر.
 

وتبقى مصر برصيدها الحضاري والإنساني هي مثلما كانت ومنذ فجر التاريخ الدولة المعلم والملهم فهي التي علمت البشر الفوارق بين الخير والشر.. وبين العدل والظلم.. بين إعمار الأرض وهدمها.. ويبقى العالم دوما وكلما اختلطت المفاهيم واهتزت المعايير يتلمس الرؤية المصرية لاستعادة بوصلة التوازن وزرع بذور الأمل.