رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

سيدة من زمن الأساطير.. جيهان السادات صاحبة وسام "الكمال"

نشر
جيهان السادات
جيهان السادات

تحل اليوم ذكرى وفاة السيدة جيهان السادات التي وقفت إلى جوار زوجها البطل الرئيس أنور السادات في أحلك الظروف لتصل معه إلى قمة المجد، وتكون شاهدة على ما قام به من بطولات من أجل تحقيق النصر للوطن. 

جيهان السادات

بوجه أوروبي وقلب مصري، ظهرت جيهان السادات في لحظة فاصلة من تاريخ البلاد، خرجت ست الحسن والجمال من كتاب الحواديت، قادمة من زمن الأساطير، لتقدم قلبها هدية لضابط وطني يواجه مصيرا مجهولا، بعد أن قرر السير في طريق النضال بصدر مفتوح في وقت كان فيه المشي بجوار الحائط اتجاها إجباريا!

قصة اللقاء الأول بين جيهان السادات والبطل 

في السويس عام 1948، وقعت جيهان السادات في غرام الشاب أنور من أول نظرة، وهي تراه يحلّ ضيفا على أحد أقربائها، كانت في الخامسة عشر من عمرها، وهو في الثلاثين، متزوج، ولديه ثلاثة بنات، وخارج لتوه من السجن وعلى فيض الكريم!

جيهان السادات 

جيهان السادات الفتاة الأرستقراطية التي خرجت من رحم أم بريطانية (جلاديس تشارلز كوتريل)، وأب مصري (صفوت رؤوف) يعمل أستاذا جامعيا، ويحمل الجنسية الإنجليزية أخبرت والديها برغبتها في الزواج من ضابط "ثورجي" يغامر بحياته من أجل طرد البريطانيين من بلاده وتحرير مصر  من قبضة الإنجليز!

جيهان السادات 

مفارقة عجيبة، لكنها تناسب  فتاة صلبة على وشك الارتباط برجل سوف يغير  مجرى التاريخ بعد سنوات قليلة مع رفاقه من الضباط الأحرار في يوليو 1952، ويحقق الانتصار الأكبر في تاريخ العسكرية المصرية في أكتوبر 1973، حين يأمر جنوده بعبور قناة السويس وسحق المستحيل تحت أقدامهم. 

جيهان السادات 

هل هذا يعني أن جيهان السادات اختارت قدرها؟.. أم أن القدر قد اختارها بعناية لتمارس مهامها داخل قلب بطل لا يستطيع أحد أن يعلم ماذا يدور في رأسه؟

جيهان السادات 

إن جيهان السادات اختارت قدرها مثلما اختارها بالضبط، كانت تدرك أنها تعلقت بذراع رجل يمضي في طريق الأهوال، وكانت تمتلك من الشجاعة ما يجعلها تقاسمه الإحساس بمتعة الخطر !

جيهان السادات 

كانت في عمر المراهقة حين اقترنت به، بينما عقلها قد سبقها إلى سن الرشد، ما جعلها تمارس مهامها الثقيلة باحترافية، لتصبح جديرة بزوج استثنائي، وقائد مهيب، وسياسي محنك، يخدع عدوه ويكسب ثقته في آن واحد!

جيهان السادات الزوجة الوفية 

تزوجت جيهان من أنور السادات عام 1949، وعاشت معه 32 عاما، وظلت تحكي عنه 40 عاما بعد رحيله.. تحكي عنه وهي تنظر أمامها كأنها تراه يتحرك، وينفعل، ويضحك، ويدخن.. تنظر إليه بعينين عاشقتين دامعتين ويدين ترتعشان من الوحدة. 

جيهان السادات 

لم تتوقف جيهان عن الانبهار بشخصية الرئيس السادات  حتى في يوم وفاته، حين أجبر القتلة على أن يمنحوه أعلى وسام (الشهادة)، ليكتمل فخرها بشريك العمر الذي سبقها إلى الجنة.

جيهان السادات 

تغادرنا السيدة العظيمة جيهان السادات، وهي تحمل "وسام الكمال" الذي منحه لها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتلحق بالرئيس البطل أنور السادات، في الوقت الذي ودعتها فيه مصر بالمحبة والعرفان.