رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

محمود المليجي.. بدأ رحلته الفنية بـ4 جنيه وانتهت حياته أمام الكاميرا

نشر
محمود المليجي
محمود المليجي

لم يكن الفنان الراحل محمود المليجي مجرد فنان امتلك موهبة صعدت به إلى سماء الفن، وأدى أدوارا جميع فيها بين الاحترافية والموهبة، لكن البعض يعتبره أن أدواره التي آداها خلال تاريخه الفني تعد مدرسة يصعب تكرارها في التاريخ الفني.

اليوم الثلاثاء تحل ذكرى وفاة الفنان محمود المليجي الذي لمع نجمه في سماء الفن وأثنى عليه المخرجون بما امتلكه من موهبة وأدواره التي أتقنها باحترافية عالية

مولد الفنان الفنان محمود المليجي

الفنان محمود المليجي، كان مولده في 22 ديسمبر عام 1910 وأشتهر في مجال الفن ولقبه أنتوني كوين الشرق بشرير الشاشة المصرية نتيجة أدواره التي كان أغلبها يقوم على فعل الشر.

الفنان محمود المليجي 

محطات فنية من حياة الفنان محمود المليجي

ولد محمود المليجي في 22 ديسمبر عام 1910، بمحافظة القاهرة بحي المغربلين، قبل أن ينتقل مع عائلته إلى الحلمية، منطقة سكن الأسر الراقية في ذلك التوقيت، وتعود أصوله لقرية مليج بمحافظة المنوفية.

التحق محمود المليجي بالمدرسة الابتدائية قبل أن يتخرج في المدرسة الخديوية، وظهرت موهبته أثناء الدراسة لينضم إلى فريق التمثيل ويتدرب على أيدي الكبار مثل «جورج أبيض وفتوح نشاطي».

لمع محمود المليجي في أدوار الشر أمام الفنان فريد شوقي من خلال ثنائي رائع جذب الجمهور إلى السينما.

استطاع محمود المليجي الخروج من عباءة الشر ليجسد مختلف الشخصيات، ويصل لقمة العبقرية مع المخرج الراحل يوسف شاهين في فيلم الأرض، بخاصة المشهد الأخير من الفيلم، والذي رفض فيه الاستعانة بدوبلير بشخصية «محمد أبوسويلم»، عام 1970، ويعتبر نقطة التحول في مشواره الفني ليعتمد عليه المخرج العالمي في كل أفلامه فيما بعد.

محمود المليجي 

ماذا قال يوسف شاهين عن محمود المليجي؟

قال المخرج العالمي يوسف شاهين، « محمود المليجي يمثل أدواره بتلقائية كبيرة حتى إننى أخاف من نظراته أمام الكاميرا، لقدرته على تجسيد أعمق وأصدق المشاعر دون أن يتكلم»، ولشدة حب  محمود المليجي للتمثيل ترك المدرسة وانضم إلى فرقة فاطمة رشدي خلال أوائل الثلاثينيات براتب 4 جنيهات في الشهر.

عمل  محمود المليجي مع فرق «فاطمة رشدي، إسماعيل ياسين، تحيَّـة كـاريـوكـا وأخيراً فـرقـة المـسرح الجـديـد وقـدم أكـثر من 20 مـسرحية، كان عضواً بارزاً في الرابطة القومية للتمثيل ثم عضواً بالفرقة القومية للتمثيل.

حصل  محمود المليجي على العديد من الجوائز، منها «وسام العلوم والفنون» عام 1946، «وسام الأرز» من لبنان، ومن مصر، جوائز «الميدالية الذهبية للرواد الأوائل، جائزة الدولة التشجيعية في التمثيل، عام 1972، و شهادة تقدير، في عيد الفن عام 1977.

عُيِّن  محمود المليجي عضواً في مجلس الشورى عام 1980، في عهد الرئيس السادات، فكان أول فنان يشارك سياسياً تحت قبة البرلمان، دخل  محمود المليجي مجال الإنتاج السينمائي، مساهمة منه في رفع مستوى الإنتاج الفني، وقدم أفلامًا من بينها «الملاك الأبيض، الأم القاتلة، المقامر وسوق السلاح».

على الرغم من كون الفنان محمود المليجي، أعظم من جسد أدوار الشر، إلا أنه كان يشهد له من قبل زملائه بكونه من أطيب الشخصيات وأكثرهم خجلاً، إضافة لكونه الأب الروحي لعدد من الفنانين.

استطاع من خلال مسيرته الفنية، والتي ضمت أكثر من 750 عملاً فنيا، تسجيل اسمه بأحرف من نور.

محمود المليجي 

أول عمل بطولي للفنان محمود المليجي 

رشحت  محمود المليجي فاطمة رشدي، مديرة الفرقة لبطولة فيلم «الزواج» عام 1933، إلا أن فشل الفيلم، تسبب في مغادرته للتمثيل، ليعود ويلتحق بفرقة رمسيس بقيادة يوسف وهبي بدور «ملقن» بأجر 9 جنيهات، قبل أن يقتنع يوسف بك وهبي بموهبته ويقبل إشراكه في العروض المسرحية.

وجاءت الفرصة الثانية والتي سنحت للفنان محمود المليجي، من خلال فيلم «وداد» أمام كوكب الشرق أم كلثوم، ليقفز بعدها إلى دور«ورد» في فيلم المخرج إبراهيم لاما عام 1939.

الفنان محمود المليجي  فى مشهد فيلم الأرض

محمود المليجي واكتشاف الأجيال الأخرى

كان محمود المليجي مثالا للشخص المتواضع ومحبا لحمل الآخرين على كتفه دون تعب أو كلل، وساهم بدوره في اكتشاف عديد من الأجيال الأخرى، من بينهم «فريد شوقي، تحية كاريوكا، محسن سرحان وحسن يوسف وغيرهم».

محمود المليجي مع فريد شوقي 

قصة «صلعة» الفنان محمود المليجي

من بين المواقف التي ذكرها محمود المليجي هي قصة «صلعته»، والسبب الرئيسي، التى اشتهر بها في مقال كتبه بنفسه فى مجلة الكواكب في 20 يناير عام 1959، بعنوان، «سر صلعتى»، قائلاً .. لم تكن وراثية وأن والده توفى وعمره 80 عاماً، وشعره كاملاً.

وذكر محمود المليجي قصتها قائلا «أنه في يوم من الأيام ومع شلة من أصحابه بمرحلة الشباب، اشتد عليهم الجوع بعد تناول المشروبات في حانة، فظهرت لهم، «وجبة جمبري» بصحبة صاحب الحانة، فبدأ في التهامها بصحبة أصدقائه، وأثناء عودته للمنزل، تفاجأ ببائع ليمون، فاشتري منه كميات كبيرة، وظل يأكلها حتى وصل للمنزل، فشعر بألم حادة في معدته، لم يقدر على تحملها وقرر الذهاب للمستشفى، فوجد نفسه تعرض لحالة «تسمم شديدة»، ولكنه نجي بسبب الليمون، بينما دفع 3 من أصدقائه حياتهم الثمن، وظل قابعاً بالمستشفي لمدة 15 يوماً حتى تماثل للشفاء، فوجد شعر رأسه قد بدأ في التساقط حتي أصبح أصلع بسبب أكلة الجمبري.

الفنان محمود المليجي 

عدد مرات زواج محمود المليجي

تزوج الفنان محمود المليجي، من الفنانة علوية جميل، في عام 1939 التى لقبت بالمرأة الحديدية، ولم تنجب منه أبناء واستمر زواجهما حتى وفاته عام 1983.

وتعرفت علوية جميل، على الفنان أثناء عملهما معاً في فرقة يوسف بك وهبي، وانجذبت لشخصيته وأحبته.

وظلت تبحث عن فرصة للتقرب منه حتى توفيت والدته، ولم يكن معه المال الكافي لمصاريف الجنازة، وتدخلت علوية وقامت بمنحه مبلغ 20 جنيهاً دون أن تخبر أحدًا فكان مفتاح الثقة بينهما؛ وهو ما جعله يشعر بأنها يمكن أن تحل محل والدته فقرر الزواج منها، لكنها لم تحتل في قلبه سوى مكانة الأم.

وبدأت قصة الحب بين علوية جميل ومحمود المليجى، وقت انضمامه لفرقة رمسيس، ورغم قراره الاستقالة للقيام ببطولة فيلم «العزيمة»، لكنه ضحي بالفيلم ليسافر مع الفرقة ليكون قريباً من حبيبته علوية وهناك تزوجا.

بدأ الفنان المليجي، في البحث عن زوجة وحبيبة، حتى عثر على الفنانة «لولا صدقي» ، لكنه لم يتمكن من الزواج بها ولو سراً، لقوة شخصية زوجته الأولي الفنانة علوية جميل.

الزوجة الثانية للفنان محمود المليجي

قرر الفنان محمود المليجي، الزواج سراً عام 1963 من زميلته في فرقة إسماعيل ياسين الفنانة «درية أحمد»، لكن لم يستمر طويلاً لبلوغ الخبر زوجته الأولى، فأجبرته على تطليقها.

محمود المليجي وزواجه من الفنانة سناء يونس سرا

تزوج سراً من الفنانة سناء يونس، بعد مشاركتهم مسرحية «عيب يا آنسة»، حتى لا تغضب زوجته الأولى وضحت من أجل استمرار حياة الفنان الأولى في استقرار.

الفنان محمود المليجي 

محمود المليجي وطموح الملاكمة

ومما لا يعرفه الكثير من جمهور الفنان محمود المليجي، طموحه لأن يكون ملاكماً في بداية حياته رغم وزنه الخفيف، وممارسته بطولة وزن الريشة.

وكشف الفنان الراحل، في حوار نادر عن قصة حبه للملاكمة وأسباب تركها والتركيز على الفن والتمثيل، قائلاً: «وأثناء ممارسته البطولة وزن الريشة، أقيمت مباراة كبرى للملاكمة على مستوى القطر المصري، أمام خصم يدعي «جاك بلتر»، وعندما نزلا حلبة الملاكمة، كان جاك بلتر عنيفاً معه، مستغلاً زيادة وزنه 15 كيلو عنه، فبدأ بضرباته العنيفة حتى انسحب الفنان محمود المليجي في الثالثة، حفاظاً على رأسه فوق كتفه وتنازل عن البطولة، وقرر المليجي هجر رياضة الملاكمة والتركيز على التمثيل حتى شارك في حفلات وفرق المدرسة.

وعبر المليجي عن اندهاشه، لتركه هواية الملاكمة لأداء أدوار الشر فى الأفلام، متلقياً العديد من اللكمات أثناء التصوير.

الفنان محمود المليجي 

وفاة محمود المليجي 

بعد مسيرة فنية حافلة من حياة الفنان الراحل محمود المليجي ، توفي المليجي في 6 يونيو عام 1983، نتيجة أزمة قلبيه حادة ، داخل الاستديو، أثناء تصوير فيلم «أيوب» أمام الفنان العالمي الراحل عمر الشريف، إخراج هاني لاشين؛ بعد أن تناول فنجاناً من القهوة، أثناء تصوير مشهد موته بالفيلم.

وكشف المخرج هاني لاشين، قصة مفارقة الفنان محمود المليجي الحياة في مشهد غريب، تصادف تجسيده مشهد موته، بأحداث فيلم «أيوب» أمام الفنان العالمي عمر الشريف ، حتي لفظ أنفاسه الأخيرة، مردداً، «الحياة دى غريبة جدًا، الواحد ينام ويصحى وينام ويصحى وينام ويشخر»، وقام بخفض رأسه كأنه نائم على الكرسى، وكأنه استغرق في نومه، فكانت المفاجأة فراقه للحياة عن عمر ناهز الـ72 عاماً.

عاجل