رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

في عيد الحب.. هل تزوج عنترة على عبلة بسبب عدم الإنجاب؟

نشر
الصورة تعبيرية
الصورة تعبيرية

اليوم هو عيد الحب الذي يحتفل فيه العشاق بتقديم الورود الحمراء تعبيرا عن مشاعرهم، وفي عيد الحب نتذكر قصص الحب العربية التي ما تزال تروى حتى الآن، لأنها أقرب للأساطير من الواقع.

وفي عيد الحب نستعرض أجمل ثلاث قصص حب عربية عاشها ثلاثة شعراء، في وقت لم يكن هناك عيد الحب ليتغنون به مثلما نفعل الآن. 

قصة حب عنترة وعبلة

كانت أم عنترة جارية ما جعل والده لا يعترف بنسبة، وكان هذا معروفا عن العرب في الجاهلية، إلا أن عنترة لم يصمت، وأثبت جدارة في التصدي للأعداء والدفاع عن أهله في الحروب التي دخلوا فيها، حتى استطاع في نهاية الأمر أن يحصل على حريته، وينتسب لبني عبس، وحين أراد أن يتزوج ابنة عمه عبلة التي يحبها وتحبه طلب والدها أن يجلب له النوق من الملك النعمان لتنتهي على أمل أن يموت ولا يعود إليهم. 

قيل إن عنترة عاد وتزوج من عبلة ولكنه قد خانها بعد الزواج نظرا لعدم تمكنها من الإنجاب، وقيل أنه تزوج بثمانية نساء أخريات حتى يتمكن من الانجاب، وعلى الرغم من ذلك كله إلا أنه ظل ينظم الشعر لعبلة حيث كانت حبه الأول، وهي الأخرى مقتنعة بذلك وتقول وفقا لبعض الروايات "لو ملك عنترة مائة امرأة ما يريد سواي، ولو شئت رددته إلى رعي الجمال".

 قصة حب جميل وبثينة

شهد العصر الأموي قصة جميل وبثينة والتي انتهت بالصد، وقد بدأت قصة الحب في مرابع الإبل وانتهت بالهيام، ولكن أهل بثينة رفضوا جميل، فتزوجت بآخر ولم تنس حبه، وقيل أنهما ظلا يتقابلا سرا وكان اللقاء عفيفا وفق الروايات، حتى أن هذا الحب هو من أطلق كلمة "الحب العذري" بناء على قبيلة "بني عذرة" أي أنه الحب العفيف والطاهر.

ضاق الحال بجميل وقرر السفر إلى اليمن لأخواله وبمجرد أن عاد وجد أن بثينة هاجرت هي وأهلها إلى الشام، فهاجر إلى مصر وظل هناك حتى مات، ولم ينس حبه لبثينة وفي آخر أيامه أنشد قبل رحيله :

وما ذكرتك النفس يا بثين مرة

من الدهر إلا كادت النفس تتلف

وإلا علتني عبرة واستكانة

وفاض لها جار من الدمع يذرف

تعلقتها والنفس مني صحيحة

فما زال ينمى حب جمل وتضعف

إلى اليوم حتى سلّ جسمي وشفني

وأنكرت من نفسي الذي كانت أعر

وعندما علمت بثينة بخبر الوفاة هجت وأنشدت شعرا في رثاء حبيبها. 

قصة حب كثير وعزة

وفي عيد الحب نتذكر كثير بن عبد الرحمن الأسود الخزاعي من شعراء العصر الأموي، وهي عزة بنت جميل الكنانية، فقد كثير والده منذ الصغر وعاش يتيما وعرف عنه أنه كان سليط اللسان، تربي على يد عمه في مرابع الإبل، واشتهر بهيامه بعزة وبلقب ” كثير عزة” وأولع بها عندما أرشدته مرة إلى موضع ماء لسقاية الإبل في إحدى رحلاته بالمراعي، ولم تكتمل هذه القصة بالزواج على عادة العرب لأنهم لم يقبلوا بزواج من يتغزل شعرا ببناتهم.

تزوجت عزة وغادرت من المدينة المنورة إلى مصر مع زوجها ولحق بها كثير ولكنه عاد إلى المدينة المنورة وتوفي هناك، وقد ذكر أن عبد الملك بن مروان سمع بقصصه، فلما دخل عليه ذات يوم وقد كان كثير قصير القامة نحيل الجسم كما قيل إنه كان أعور كذلك.

قال عبدالملك: أأنت كثير عزة؟

وأردف: أن تسمع بالمعيدى خير من أن تراه!

فأنشده قولا القصيدة الشهيرة التي مطلعها:

ترى الرجل النحيف فتزدريه

وفـي أثـوابـه أســد هـصـورُ

ويعجـبـك الطـريـر إذا تـــراهُ

ويخلفُ ظنكَ الرجـلُ الطريـرُ

بغـاث الطيـر أكثرهـا فراخـاً

وأم الصقر مقلات نزور

فقال عبد الملك: لله دره، ما أفصح لسانه، وأطول عنانه! والله إني لأظنه كما وصف نفسه.

وقيل إنه عند وفاته شُيّع بواسطة النساء أكثر من الرجال وكن يبكينه ويذكرن عزة في ندبهن.

عاجل