رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

تعافي الأسهم الأمريكية مع العد التنازلي لإعلان تضخم أسعار المنتجين

نشر
مستقبل وطن نيوز

قفزت الأسهم الأمريكية بعد تدهور دام خمسة أيام، مع انتظار المتعاملين إعلان أرقام هامة تتعلق بالتضخم بحثا عن إشارة إلى مدى قدرة مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي على تخفيف حملة تشديد السياسة النقدية التي ينفذونها.

انتعاش مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" أعقب هبوطا وضع المؤشر على حافة كسر نقطة فنية هامة: وهي متوسط سعره على مدى 100 يوم ماضية، كذلك اهتم المستثمرون بتقييم أنباء سعي لجنة التجارة الفيدرالية إلى وقف استحواذ شركة "مايكروسوفت" على شركة "أكتيفيجن بليزارد" (Activision Blizzard) في صفقة قيمتها 69 مليار دولار.

انخفضت أسعار سندات الخزانة، ويدور عائد السندات أجل 10 سنوات قرب مستوى 3.5%، وسجل النفط أدنى مستوى منذ عام بعد صعوده في وقت مبكر بسبب أعطال بأحد خطوط الأنابيب.

مؤشر أسعار المنتجين عن شهر نوفمبر الذي يصدر الجمعة هو أحد المؤشرات الرقمية الأخيرة التي سينظر فيها صناع السياسة النقدية لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي قبل اجتماعهم في 13 – 14 ديسمبر الجاري، وقد انخفض هذا المؤشر في شهر أكتوبر الماضي بنسبة تجاوزت النسبة المتوقعة.

وقبيل الإعلان عن هذه الأرقام، أظهر تقرير منفصل بعض الدلائل على هدوء سوق العمل، مع استمرار الزيادة في طلبات إعانات البطالة التي قفزت إلى أعلى مستوى منذ بداية شهر فبراير الماضي.

الهبوط السلس

قال مايك لوفينغارت من مكتب الاستثمار العالمي في بنك "مورغان ستانلي": سيصبح لدى المستثمرين كثير من الأمور التي ينبغي عليهم استيعابها في الأيام القليلة القادمة، فسوف تصير لديهم رؤية أوضح حول الموقف الراهن في المعركة ضد التضخم قبل أن يتخذ الاحتياطي الفيدرالي قراره، تتوقع السوق بدرجة كبيرة تباطؤ وتيرة الزيادة في أسعار الفائدة وأن يبدأ ذلك في الأسبوع المقبل، غير أن التساؤلات مازالت تحيط بمدى كفاية هذا التحول حتى يدفع الاقتصاد إلى مرحلة الهبوط السلس".

محللون من بنوك استثمار متنوعة، من "مورغان ستانلي" إلى "جيه بي مورغان تشيس"، حذروا المستثمرين من زيادة المخاطرة أملا في أن الاحتياطي الفيدرالي يقترب من التحول إلى سياسة نقدية أقل تشددا.

تفاؤل المستثمرين بأن معدل التضخم بلغ ذروته شعور مضلل، إذ أن أي زيادة محتملة في أسعار الطاقة في عام 2023 قد تحافظ على ارتفاع الأسعار وعلى زيادة سعر الفائدة، وفق تصريحات بيتر أوبينهايمر من بنك "غولدمان ساكس".

أسهم القيمة مهددة

السوق الهابطة التي أرهقت وأهانت أسهم النمو هذا العام تهدد الآن أسهم القيمة في قطاعات الطاقة والصناعة والتمويل التي بحث المستثمرون عن ملاذ آمن فيها، وفق تعليقات مايك ويلسون، رئيس بنك "مورغان ستانلي" لشؤون الاستثمار.

قال ويلسون: "إن المشكلة في أسهم القيمة الآن هي أنها قد تكون عرضة لمخاطر تباطؤ الاقتصاد بنفس الدرجة مثلما كانت أسهم النمو التي حققت أرباحا فائقة منذ 6 إلى 12 شهرا ماضية".

في وقت تأهب وول ستريت كلها تقريبا في مواجهة الركود الاقتصادي، قال جيم بولسن من مجموعة "ليوتهولد غروب" (Leuthold Group) إن الأسهم على وشك أن تصعد بنسبة 25% على الأقل في السنة القادمة. ويتوقع أن يسجل مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" نحو 5000 نقطة في الأشهر الاثني عشر المقبلة – وهي دعوى أكثر تفاؤلا بكثير من أي توقعات قدمها محللون في التقارير المسحية المنتظمة من "بلومبرج".

قال بولسن: "لقد بلغنا القاع وأعتقد أننا في بداية سوق صاعدة جديدة، والاحتياطي الفيدرالي ليس هو القوة الوحيدة التي تقود السياسة في هذا المجال، بل هناك قوى أخرى، وكثير من تلك القوى بدأت فعلا في تيسير السياسة".

نقطة التحول

إلى جانب المتوسط المتحرك لمدة 100 يوم، يجري تداول مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" عند نقطة دعم رئيسية هي 3900، وهو مستوى وفر نقطة التحول اللازمة لينعكس الاتجاه في مناسبات عديدة هذا العام.

مع انتعاش سوق الأسهم، انخفض مؤشر التقلب "سي بو" (Cboe Volatility Index) إلى حوالي 22 نقطة. ومع ذلك ، يقول خبراء المشتقات الاستراتيجيون في بنك "جيه بي مورغان تشيس" إن مؤشر التقلب أمامه فرصة أخرى لأن يتقدم.

يتوقع هؤلاء المحللون أن يبلغ متوسط مؤشر الخوف (التقلب) "سي بو" نحو 25 نقطة في العام القادم، وأن يشهدوا تداول المؤشر فوق ذلك المستوى في النصف الأول من العام وسط تصاعد القلق من السياسة النقدية قبل أن يهبط إلى أدنى من ذلك في النصف الأخير من عام 2023، عندما يصبح متوقعا من البنك المركزي أن يغير موقفه.

زيادة قلق المتعاملين من حدوث ركود اقتصادي رفعت مؤخرا إلى مستويات عالية معدل خيارات الشراء إلى البيع على الأسهم في مؤشر "سي بو" – وهو معدل يمثل حجم التداول النسبي لعقود الحماية من الخسائر مقابل العقود المتفائلة.

يشير ذلك إلى أن "درجة التشاؤم أعلى مما ينبغي"، بحسب إدوارد يارديني، رئيس شركة الأبحاث التي تحمل اسمه، والذي أضاف أن: " ذلك يرجح صعودا في نهاية العام على أزمة تقع في نهاية العام".

عاجل