رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«تحويل الطاقة إلى غذاء» فرصة الشرق الأوسط ليصبح سلّة غذاء العالم

نشر
مستقبل وطن نيوز

وسط تصاعد القلق عالمياً حول قضية الأمن الغذائي، والتأثير السلبي للتوسع الزراعي والإنتاج الحيواني على البيئة، يبرز أحد الحلول عبر تقنية واعدة لإنتاج الغذاء والحفاظ على البيئة، وهي التقنية التي قد تحوّل طاقة الشرق الأوسط الوفيرة إلى غذاء للعالم كله.

القضايا البيئية والغذائية المتشابكة التي تمثل تحدياً كبيراً، ربما تشكل في الوقت نفسه، فرصة لدول الشرق الأوسط خاصةً التي تنتج طاقة وفيرة ومنخفضة التكلفة. 

كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ هذا بالضبط ما تضيفه تقنية "التخمير الدقيق" وتحويل الطاقة إلى غذاء، إذ يمكن عبر هذه التقنية تحويل مزيج من الطاقة ومدخلات أخرى مثل النيتروجين والكربون إلى بروتينات.


يبدو الحديث عن تقنية فريدة مثل "التخمير الدقيق" وتحويل الطاقة إلى غذاء شبيهاً بالخيال العلمي، لكن الأرقام والواقع الحالي قد تغير ليس فقط نظرتنا للموضوع، وإنما وجه الشرق الأوسط كله.

تخبرنا الأرقام المتعلقة بهذه الصناعة (إنتاج الغذاء عبر تقنية التخمير الدقيق)، أن العالم بدأ بالفعل في الاستثمار بمجال البروتينات البديلة، مع توقعات بوصول حجم الاستثمارات إلى 1.4 تريليون دولار أميركي بحلول 2050.

يتمثل أوضح الأدلة على تصاعد الاهتمام بتنقية التخمير الدقيق، بالقفزة في رأس المال المُستثمر بالقطاع بمعدل سنوي قدره 250% منذ 2018.

رغم الاستثمارات الدولية المتنامية في القطاع، إلاّ أن لدى منطقة الشرق الأوسط ميزة حاسمة هي الطاقة المنخفضة التكلفة، وهي الميزة التي قد تجعلها قادرة على قيادة النقلة التحوّل المرتقب في قطاع الغذاء العالمي.


يستخدم البشر بالفعل 50% من الأراضي الصالحة للسكن على الكوكب في الزراعة.

 وحسب الدراسات، فإن الإنتاج الزراعي في العالم يحتاج لزيادة تتجاوز 60% من الإنتاج الحالي بحلول 2050، كي يتمكن قطاع الزراعة من إطعام قرابة 10 مليارات نسمة.

حتى مع افتراض استمرار نمو المحاصيل والمراعي بالمعدلات الحالية، فإننا سنكون بحاجة لإضافة 6 ملايين كيلومتر مربع أراضي زراعية لتلبية الطلب المتوقع على الغذاء. 

وهو ما يعني خسارة واسعة في أراضي الغابات التي تمثل "رئة الأرض".

أما على مستوى المياه، فإن الزراعة تستهلك 70% من المياه العذبة المسحوبة، بينما يعاني ثلثي سكان العالم من نقص المياه.

وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، فإنه كل ما يمكن للموارد المائية أن تضيفه لقطاع الزراعة بحلول 2050 هو زيادة بنسبة 10% فقط.

أمّا على مستوى البيئة، فتساهم الزراعة فيما بين ربع إلى ثلث انبعاثات الغازات الدفيئة عالمياً.


توفّر تقنية التخمير الدقيق حلًّ لإنتاج البروتينات بطريقة مستدامة وبأثر بيئي منخفض جداّ مقارنة بالطرق التقليدية.

يحتاج إنتاج كيلوجرام بروتين من مصدر حيواني إلى 12 ألف لتر مياه، و200 متر مربع من الأراضي، وينجم عن ذلك انبعاثات تقدر بـ100 كيلوغرام "مكافئ" من ثاني أكسيد الكربون. بالمقابل يحتاج إنتاج كيلوغرام بروتين عبر التخمير الدقيق الى لتر واحد من المياه، ومتر مربع واحد من الأراضي، وينتج عنها 3 كيلوغرامات مكافئة من ثاني أكسيد الكربون.


للانتقال بعمليات التخمير الدقيق ومنتجاتها الغذائية من الإطار التجريبي إلى الاستهلاك الفعلي، نحتاج للتغلب على 3 تحديات أساسية؛ هي: التكلفة، وقبول المستهلك، ونطاق الإنتاج.

أولاً، يجب أن تصبح عملية تحويل الطاقة إلى طعام فعالة من حيث التكلفة.

 واليوم يّعدُّ إنتاج البروتين من أي شكل من أشكال التخمير الدقيق أكثر تكلفة بنحو 10 مرات من إنتاج البروتين من مصادر حيوانية.

ثاني التحديات، هو ضمان قبول المستهلك لهذا النوع الجديد من البروتينات.

 إذ أن الطعام بالأساس قضية تفضيل شخصي بامتياز. 

أما ثالث التحديات فهول بناء حجم مناسب من الإنتاج.

 

عاجل