رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

مقتطفات من مقالات كتاب الصحف.. كرم جبر يتساءل عن «استهداف مصر.. لماذا؟» وعبدالمحسن سلامة يكشف حجم «غسيل الأموال»

نشر
مستقبل وطن نيوز

سلط كبار كتاب الصحف المصرية، الصادرة صباح اليوم /الثلاثاء/، الضوء على عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المحلي.

كرم جبر يكتب: «استهداف مصر.. لماذا؟»

قال الكاتب الصحفي كرم جبر إن هناك «150 تقريرا سلبيا عن الاقتصاد المصري في الفترة الأخيرة، بمعدل تقرير كل يوم أو اثنين»، هكذا صرح وزير المالية، تعقيبا على الاستهداف المنظم الذي تقوده جماعات مشبوهة ضد مصر.

الكاتب الصحفي كرم جبر


وأوضح جبر - في مقاله بعنوان "استهداف مصر.. لماذا؟" - أن أشهر تقارير الإساءة، الشائعات التي تستهدف الدولار، وأنه من الضروري خفض قيمة الجنيه مجددا، دون النظر للظروف العالمية السائدة التي جعلت الدولار يحقق أكبر مكاسب في تاريخه في مواجهة سائر العملات العالمية وليس الجنيه المصري فقط.
وأشار جبر إلى أن المؤشرات تؤكد قدرة الاقتصاد المصري على كبح جماح الارتفاع الجنوني الذي يحدث للدولار عالميا، ومن لا يصدق ينظر لسعر اليورو الذي كان يزيد على الدولار بنسبة 20%، والآن ارتفع سعر الدولار في مواجهة اليورو، بشكل غير مسبوق.
ولفت الكاتب كرم جبر إلى أن مصر ليست مثل الدول التي حاصرتها المشاكل والأزمات فأشهرت إفلاسها، لأن لديها قاعدة اقتصادية قوية وصلبة وثابتة، وتستطيع الصمود في وجه التحديات، ويدعمها إصلاحات اقتصادية كبيرة حدثت على أرض الواقع، وليست اقتصادا هشا يمكن أن ينهار بين يوم وليلة.
وأضاف أن الأهم من الاستدانة هي القدرة على تسديد الديون بأقساطها وفوائدها في مواعيدها، من الممكن أن تستدين مليار دولار - مثلا - وتكون قادرا على سداده، أو أن تستدين مائة مليون وتكون عاجزا عن سدادها.
وأكد جبر أن الديون في حد الأمان - وهذا ليس كلاما ورديا - والدليل هو سداد كل المستحقات في مواعيدها دون تأخير، ولا يمكن إخفاء ذلك لأن مؤسسات التمويل الدولية تمتلك كل الحقائق والمعلومات ولم تنشأ أية مشكلات في هذا الشأن.
ونوه الكاتب كرم جبر بأن أمريكا لأول مرة تلجأ لسلاح زيادة الفوائد، لجذب الاستثمارات الدولية إلى مؤسساتها المالية، وتأثرت مصر بذلك بجانب عوامل أخرى دولية كثيرة، وخرج منها قرابة 22 مليار دولار حتى شهر ديسمبر الماضي، ورغم ذلك حافظت على الحد الآمن للنقد الأجنبي بالبنك المركزي، وتقوم بتدبير كافة الاحتياجات الاستيرادية.
وتابع جبر أنه في بعض الأحيان يكون اللجوء إلى «نظرية المؤامرة» مفيدا للإجابة عن سؤال: إذا كانت كل دول العالم غنية وفقيرة تعاني بشدة فلماذا استهداف مصر وحدها؟.
وأوضح جبر أنه في التفسير السياسي: نقول إن كثيرا من القوى الدولية لا يروق لها أن تكون مصر مستقلة في قرارها السياسي، وترفض الاستقطاب والانحياز ولا تتدخل في شئون الغير، ولا يمكن استخدامها كمخلب قط ضد الآخرين، واستقلال القرار السياسي له ثمن «وهذا أمر يطول شرحه».
وفي التفسير الاقتصادي: لا يروق لكثيرين الإنجازات التي تحدث بهذه السرعة، بينما تتعثر دول ومؤسسات تسيطر على الاحتكارات الاقتصادية الدولية «وهذا أمر يطول شرحه».
وفي تفسيرات أخرى: كان مقدرا لمنطقة الشرق الأوسط وفي صدارتها مصر أن تغرق لعشرات السنين في حروب دينية طائفية على غرار الحرب الدينية في أوروبا، ولكن مصر خرجت من «حزام النار»، وأصبحت تجربتها حلما للشعوب الحالمة بالاستقرار «وهذا أيضا أمر يطول شرحه».
وشدد الكاتب كرم جبر على أن الأهم من ذلك: أن نحافظ على وطننا، فلا أرض لنا إلا أرضه ولا سماء لنا إلا سماءه.

عبدالمحسن سلامة يكتب: «تريليونا دولار»

ففي صحيفة "الأهرام"، قال الكاتب عبد المحسن سلامة إن تريليوني دولار هو حجم المتحصلات الإجرامية، التي يتم غسلها عالميا كل عام، حسب تقديرات مكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات.

الكاتب عبد المحسن سلامة


وأوضح سلامة - في مقاله بعنوان "تريليونا دولار" - أن ذلك الرقم المخيف كشف عنه المستشار أحمد سعيد خليل رئيس مجلس أمناء وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، مشيرا إلى أن ذلك الرقم يبلغ أكثر من 10 أضعاف حجم المساعدات الإنمائية على مستوى العالم، وفقا لإحصائيات البنك الدولي خلال عام 2020.
وأضاف الكاتب عبد المحسن سلامة أن المستشار أحمد سعيد، بعد رئاسته وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، نجح في تحويل هذه الوحدة إلى خلية عمل لا تهدأ؛ لمواجهة كل المخططات الإجرامية، خاصة فيما يتعلق بجرائم غسل الأموال، وتمويل الإرهاب، ومواكبة المستجدات في المعايير الدولية، بحيث يتم استخدام أفضل الممارسات في تطبيق تلك المعايير.
ونوه سلامة بأن وحدة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، بالتنسيق والتعاون بين كل القطاعات المعنية، تقوم بذلك الأمر، كما تقوم بتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وكذلك المجتمع المدني؛ من أجل تبادل المعلومات، والخبرات.
وبين سلامة أنه في ضوء هذا التنسيق، تم وضع الإستراتيجية الوطنية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بمرحلتيها الأولى والثانية، إلى جانب إجراء التقييم الوطني للمخاطر؛ للوقوف على أكثر القطاعات استعدادا للقيام بتلك الجرائم، ومصادر تمويلها، والوسائل المستخدمة في تنفيذها.
وتابع الكاتب عبد المحسن سلامة أن المستشار أحمد سعيد وفريقه بذلوا جهدا جبارا للدفع نحو تغيير البيئة التشريعية والقانونية لمواكبة المعايير الدولية، والتغييرات الحديثة، مما أسهم في تعديل الكثير من القوانين لسد كل الثغرات التي تمكن المجرمين من النفاذ للقطاعات الأكثر ضعفا لتنفيذ عملياتهم الإجرامية.
وأكد سلامة أن ذلك انعكس على سمعة مصر في هذا المجال دوليا، مما أسهم في زيادة معدلات الثقة في الاقتصاد المصري.

رضا العراقي يسرد: «الوقاية بالوعي»

قال الكاتب رضا العراقي إنه لابد أن نعي جيدا مفهوم الوعي في حياتنا، فهو أساس المعرفة وطوق النجاة من سموم الشائعات والفتن التي يستهدفنا بها الخونة أعداء مصر في الداخل والخارج، هؤلاء الذين يلعبون دائما على غياب الوعي لدى البعض ويعزفون على أوتار التضليل وتغيير الحقائق للنيل من استقرارنا، هؤلاء دائما يسعون لبث طاقة سلبية داخل المجتمع من خلال الكذب وفبركة الأحداث المختلفة بهدف انتشار الفوضي والشعور بالقلق، وفي الحقيقة أن الوعي وحده القادر على التصدي لمثل هذه الممارسات.

الكاتب رضا العراقي


وأوضح العراقي - في مقاله بعنوان "الوقاية بالوعي" - أنه في الواقع، تكون زيادة الوعي داخل المجتمع هي الوقاية الحقيقية والضامن الوحيد والسلاح الأهم لمواجهة الفئات الضالة التي تمثل خطورة بالغة علينا جميعا خاصة ونحن نعيش الآن حروب الجيل الرابع التي تستهدف انهيار البلاد من الداخل بأياد خفية من أبنائها مستغلة للأسف نشر المعلومات المغلوطة داخل المجتمع، الخطورة هنا تكمن في عدم إدراك معرفة النوايا الخبيثة لتلك الحروب التي تفوق حروب المواجهة بالأسلحة والذخيرة والتي خضناها من قبل مثل أكتوبر 73 وغيرها.
وشدد العراقي على أنه من هنا لابد أن ندرك جيدا قيمة الوعي وأن تتسلح به، لتعلم ما يدور حولنا من مخاطر تهدد أمن واستقرار البلاد.
وأضاف الكاتب رضا العراقي أن قضية الوعي قضية مجتمعية متشابكة ومعقدة، تحتاج لجهودنا جميعا قدر المستطاع لكي نكون على إدراك كامل بكل تحدياتنا وإمكانية مواجهتها ومعرفة الحقائق وما يضر أو يفيد البلاد.
وتابع العراقي أن قضية الوعي هي الأهم حصريا في المرحلة القادمة باعتبارها هي المفتاح الحقيقي لحل كل مشاكلنا وقضايانا المختلفة، فالانتصار على الإرهاب لا يتحقق إلا بالوعي والمعرفة، نفس الحال إن التنمية الشاملة والمستدامة لا تتم إلا بالإدراك والمزيد من الفهم، مثلا إذا تطرقنا للوعي في الإرهاب نجد أن له دورا كبيرا في التصدي والانتصار عليه ولابد أن يعي الشباب جيدا خطر التطرف، ولابد أن يعي المواطن خطورة إيواء الخونة سواء بقصد أو بدون تحت ستار الدين وهو لا يعلم للأسف أنه تستر على قنبلة موقوتة تنفجر في وجوهنا جميعا، ولابد أن يعلم الأهالي خطورة تسكين الغرباء داخل الأحياء السكنية دون تبليغ الجهات المعنية والمختصة أو اتباع الإجراءات الصحيحة لتأجير الشقق المفروشة، مثل هذه الممارسات تحتاج إلى وعي وتوجيه للتصدي لها بكل حسم، وأن يعرف كل فرد مسئوليته أمام المجتمع، ويكون له دور لا يقل أهمية عن دور رجال الشرطة والقوات المسلحة في محاربة الإرهاب، بهذه الصورة نصبح أمام مجتمع ناضج قادر على معرفة ما له وما عليه، مجتمع يدرك حقوقه وواجباته كما ينبغي، مجتمع لا يستطيع أحد الوقيعة بينه وبين قياداته السياسية أو جيشه وشرطته.
ونوه الكاتب رضا العراقي بأن نفس الحكاية تنطبق في معارك البناء والتنمية والصحة والتعليم وباقي التحديات الأخرى التي تهم المجتمع، من هنا نقول إن تقدم البلاد يحتاج إلى مزيد من الوعي وهذا ما يجب أن يكون عليه المزيد من التركيز من الدولة في المرحلة القادمة وأن تتكاتف معها كل أجهزة ومؤسسات الدولة بالقطاعين العام والخاص، ويكون لجميع فئات المجتمع دور بناء في بناء الوعي والمعرفة.

عاجل