رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

من فارسكور بدمياط

قصة أحمد عبد الحى كيرة البطل الحقيقي لفيلم «كيرة والجن»

نشر
مستقبل وطن نيوز

ربما لا يعلم الكثيرون القصة الأصلية  لـ أحمد عبد الحى كيرة البطل الحقيقي لفيلم "كيرة والجن، وهو ابن مدينة فارسكور بمحافظة دمياط، حيث استطاع أحمد عبد الحى أن يضحك على الإنجليز، ويتسبب في مقتل عدد كبير منهم، وحين اكتشفوا أمره أرسلوا إليه من يغتاله.

أحمد عبد الحي كيرة 

بدأت قصة أحمد عبد الحى كيرة مع ثورة 1919 حيث كان الاتفاق بين الشباب وخاصة الطلبة الاعتماد على النفس ، فجمعوا من مصاريفهم الخاصة مبالغ رصدوها لتعقب المحتل وعملائه ، بينما كان الدور الأصعب والأقسى من نصيب أحمد عبد الحى كيرة.

خدع أحمد عبد الحى كيرة الإنجليز وهو يجسد شخصية طالب مستهتر غير معنى بالشأن السياسى ويحب الإنجليز، ما جعله هدفا للكمات الطلاب، وإهانتهم، والتحقير من شأنه على الملأ. 

ووجد مدير مدرسة الطب " الدكتور كيتنج " فى أحمد عبد الحى كيره ابنا للإمبراطورية البريطانية ، فسمح له بالتجول داخل المدرسة والمعمل في أى وقت وكل وقت، باعتباره طالبا في كلية الطب. 

وانتهز أحمد عبد الحى كيره الفرصة ليستولي على مواد كيميائية من المعمل ، ويسلمها للجنة الطلبة المختصة بصنع القنابل ، في حين كان رئيس اللجنة الطالب أحمد ماهر – رئيس وزراء مصر فيما بعد 1945- .1944

 واستمر الحال لفترة طويلة، أحمد عبد الحى كيرة يسرب المواد الكيميائية للجنة لتصنع قنابل، وفى سنة 1924 وعلى خلفية اعترافات قتلة السير لى ستاك، انكشف دوره، وبدأت المخابرات البريطانية تطارده.

هروب أحمد عبد الحي كيره إلى إسطنبول 

هرب أحمد عبد الحى كيره خارج مصر ، وأصدرت القوات البريطانية بيانا لجميع مكاتبها فى العالم «اقبضوا عليه حيا أو ميتا، اسمه أحمد عبدالحي كيره، كيميائي كان طالباً في مدرسة الطب، خطير في الاغتيالات السياسية، قمحي، متوسط القامة ، وعمره 28 عاماً» .

واضطرت قيادات الجهاز السرى لثورة 19 تهريبه  بجواز سفر مزور إلى إلى ليبيا ، ومنها لإسطنبول ، وفى سنة 1930 قابله الأديب يحيى حقى الذي كان موظفا وقتها في القنصلية المصرية بإسطنبول ، وكتب عنه يقول:

 «بعبع الانجليز الذى يبحثون عنه بعد ان فتلوا له حبل المشنقة .. كنت لا ألقاه الا صدفة وألح عليه ان نأكل معا فيعتذر قائلا: قريباً ان شاء الله، وظل هذا حالي معه اربع سنوات كلما ادعوه يعتذر بأدب، وقد رأيت فيه المثل الفذ للرجل الشريد، كانت ملابسه تدل على مقاومة عنيدة للفاقة وغلبت صفرته التحتانية على لونه الأصفر، يمشي على عجل ويحذر كأنه يحاول أن يفلت من جاسوس يتبعه، ويخلو كلامه من أي عاطفة، فلا تدري إن كان متعباً أم غير متعب.. جيبه نظيف أم دافئ، معدته خاوية أم عامرة؟».

وأضاف يحيى حقي:  : «حاولت ان أعرف أين يسكن فلم أنجح وقيل لي أنه يسكن في ثلاث شقق كل منها في حي بعيد عن الآخر ولا ينام في فراش واحد ليلتين، إنه يعلم أن المخابرات البريطانية لن تكف عن طلبه حتي لو فر الى أقصى الأرض ، إنها لا تنسى ثأرها البائت»

وبعد توقيع معاهدة 36  سافر إلى تركيا ثلاثة من عملاء الإنجليز فى مصر من القلم السياسى  " جريفز ، ماركو ، اسكندر بورجوزافو " ، وبطريقة ما نجحوا في استدراجه، ليتم اغتياله، والتمثيل بجثته، وتركه ملقى على الأرض لتنهشه الغربان والبوم.

عاجل