رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

ما سبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم؟.. الدكتور علي جمعة يجيب

نشر
سبب تسمية يوم عرفة
سبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم

تسمية يوم عرفة بهذا الاسم هو ما يبحث عنه الكثيرون على محركات جوجل، مع اقتراب اليوم الميمون، من أجل أن يتعرف كل مسلم ومسلمة على سبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم.

ونستعرض في سياق التقرير التالي بعض الروايات التي تفسر سبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم، وفضل الصيام يوم عرفة، وموعد يوم عرفة. 

 

تسمية يوم عرفة بهذا الاسم

حول سبب تسمية يوم عرفة بهذا الاسم قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، إن القصة التي وراء ذلك، تكمن في المكان الذي يجتمع فيه المسلمون ويعد الوقوف فيه من أركان الحج اسمه عرفات.

وأضاف جمعة - خلال لقائه في برنامج "والله أعلم" المذاع على قناة “سي بي سي” الفضائية - إنه قيل عن سبب تسميته بعرفات أنه عندما نزل آدم وحواء في الآثار المنقولة عن الأديان السابقة، نزلوا فتباعدوا وسعى كل واحد منهما ليصل إلى الآخر، فالتقيا في عرفات، فسميت بعرفات الله، أي أن هنا حدث التعارف الأرضي بين آدم وحواء.

وذكر الدكتور علي جمعة أن آدم عليه السلام كان حين يبحث عن حواء يدعو الله لأنه يفتقدها ويخشى عليها، وهي كانت تدعو الله كذلك أن تجده، فهي أتت في أرض غير التي كانت فيها بقوانين أخرى ونظام آخر، فلما ألتقيا كان في هذا المكان الذي له خصوصية في استجابة الدعاء، ومن هنا أصبح عرفات رمز لاستجابة الدعاء، ولذلك يقول جمعة، يستجيب الله في هذا اليوم وفي هذا المحفل للحجاج على سبيل الفرد وعلى سبيل المجموع.

لماذا سمي يوم عرفة بهذا الاسم؟

قيل إنّه سُمّي بذلك من العَرْفِ؛ أيّ الطِّيبُ، والذي يعني الرّائحة الزكية؛ لأنّ رائحته تبقى معطرة زكية، وقيل لأنّ العباد يعترفون فيه بما فعلوه من ذنوبٍ، فقيل: عرفة من الاعتراف؛ لأنّ الحجاج يعترفون بذنوبهم، فيطلبون من الله أن يغفرها لهم، وأن يعفو عنهم، وقال النّسفي إنّه سُميّ بيوم عرفة لأنّ لقاء آدم بحوّاء كان في ذلك اليوم عند جبل عرفات، إذ كانا قد افترقا بعد هبوطهما من الجنّة، فقيل: بأنّ آدم وحواء لمّا هبطا من الجنة، نزل كل منهما في مكان، ثم اجتمعا وتعارفا في هذا المكان، فسُّمي المكان بعرفة.

قيل إنّه سُميّ بيوم عرفة؛ لعلوّ العباد فيه على الجبل، إذ كانت العرب تُطلِق على ما علا عن الأرض عرفة، قيل: عرفة من التعارف؛ وذلك لأنّ الناس يجتمعون فيه، ويتعارفون على بعضهم البعض، وقيل: لأنّ جبريل -عليه السلام- طاف بإبراهيم -عليه الصلاة والسلام- فكان يُريه المشاهد فيقول له: "أعرفت أعرفت؟"، فيقول إبراهيم -عليه السلام-: "عرفت عرفت".

موعد يوم عرفة 2022

استطلعت دار الإفتاء المصرية هلال شهر ذى الحجة لعام 1443 هجريا، بعد صلاة مغرب يوم الأربعاء الماضي الموافق 29 من شهر ذي القعدة الهجري، و28 من يونيه لعام 2022 ميلاديًا، وبناء عليه تم تحديد أول أيام عشر من ذي الحجة 2022  بأنها بدأت يوم الخميس 29 يونيه 2022 حيث إنه 1 ذي الحجة.

ويوم عرفة هو يوم التاسع من شهر ذي الحجة لعام 1443 هجريًا، فمن المقرر لها أن تكون يوم الجمعة 8 يوليو 2022 ويكون العيد في اليوم التالي السبت 9 يوليو 2022 يوم العاشر من ذي الحجة، متى يوم عرفة 2022، وهي وقفة عيد الأضحى المبارك، وتسمى وقفة عرفة 2022 أو وقفة عرفات أو يوم عرفة، وهو اليوم الذي يسبق يوم النحر، وفيه يقف حجاج بيت الله الحرام على جبل عرفة؛ يذكرون الله تعالى ويتضرعون إليه بأن يغفر ذنوبهم ويعتقهم من النار، ويطلَق عليهم أهل الموقف، أي أنها سميت بذلك؛ لأنّ الحجيج يقفون في هذا اليوم على جبل عرفة.

سبب الصيام يوم عرفة

يوم عرفة هو يوم الوقوف على جبل عرفة أو عرفات في التاسع من شهر ذي الحجة، قال النيسابوري: "عرفات جمع عرفة"، وقال الطبرسي: "عرفات: اسمٌ للبقعة المعروفة التي يجب الوقوف بها، ويوم عرفة يوم الوقوف بها".

 سبب الصيام يوم عرفة، اتّفق الفقهاء جميعا على استحباب وفضل صيام يوم عرفة، ولم يقل أحدٌ منهم بخِلاف ذلك، وصيامه أفضل من صيام غيره من الأيّام باستثناء صيام فريضة رمضان، ولصيامه فضل عظيم يترتّب عليه؛ فهو يُوجِب مغفرة الله -تعالى- للعبد، كما يُستحَبّ في هذا اليوم الإكثار من الأعمال الصالحة؛ كالحرص على أداء النوافل، والإكثار من ذِكر الله -تعالى-، والصدقة في سبيل الله -تعالى-، فللأعمال الصالحة في هذا اليوم فضل عظيم.

وصيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنة قبله وسنة بعده قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث صيام يوم عرفة: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ)، فضل العمل الصالح فيه عظيم قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما مِن أيَّامٍ العمَلُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللَّهِ مِن هذهِ الأيَّامِ العَشر فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ إلَّا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ).

قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟)، عِظم رحمة الله تعالى فيه قال -عليه الصلاة والسلام- في الحديث: (ما رُئِيَ الشَّيطانُ يَومًا هو فيه أصغَرُ، ولا أدحَرُ، ولا أحقَرُ، ولا أغيَظُ منه يَومَ عَرَفةَ، وما ذاك إلَّا لِمَا يَرى مِن تَنزُّلِ الرَّحمةِ، وتَجاوُزِ اللهِ عنِ الذُّنوبِ العِظامِ).

عاجل