ماذا ستستفيد مصر من اتفاق الغاز الثلاثي مع إسرائيل والاتحاد الأوروبي؟
قال الدكتور محمد سعد الدين، رئيس جمعية مستثمري الغاز، إن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها اليوم بشأن التعاون في مجال تجارة ونقل وتصدير الغاز الطبيعى بين مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي ستحقق لمصر عوائد كبيرة على المستويين السياسي والاقتصادي.
وقال رئيس جمعية مستثمري الغاز، لـ«مستقبل وطن نيوز»، إن الاتفاق سيمنح مصر ثقلا سياسيا كبيرا في محيطها الإقليمي والدولي باعتبارها طرفا فاعلا في إمدادات الطاقة العالمية.
وأضاف سعد الدين، أما على المستوى الاقتصادي فإن الاتفاق سينتج عنه انتعاشة للاحتياطي الدولاري في مصر، لافتا إلى أنه قبل توقيع الاتفاق وصلت عوائد تصدير الغاز إلى 4 مليارات دولار في الشهور الأربعة الأولى من العام الجاري، متوقعا أن يحدث زيادة تصل إلى 10 مليارات دولارات سنويا لمصر.
وتوقع سعد الدين أن ينتج عن الاتفاق ارتفاع حجم الصادرات المصرية من الغاز إلى نحو 2 مليار قدم مكعب يوميا.
وقفزت قيمة صادرات مصر من الغاز الطبيعي والمسال خلال أول أربعة أشهر من العام الجاري بنسبة 98%، إذ أنه بحسب بيانات صادرة عن وزارة البترول ارتفعت قيمة صادرات مصر من الغاز الطبيعي والمسال خلال أول أربعة أشهر من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي لتصل إلى 3.892 مليار دولار.
وبحسب البيانات، فإن قيمة صادرات مصر من الغاز الطبيعي زادت خلال عام 2021 بنسبة 768.2% لتصل إلى 3.959 مليار دولار مقابل 456 مليون دولار خلال 2020.
واستبعد رئيس جمعية مستثمري الغاز، في الوقت الحالي، أن يتم إنشاء محطات إسالة جديدة تضاف إلى محطتي إدكو ودمياط، اللتان يتم تسييل الغاز بهما قبل تصديره مسالا إلى الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن إنشاء محطة جديدة يتطلب مليارات.
وأشار إلى أنه سيكون هناك توسعات مستقبلية في خطوط الغاز بين مصر وقبرص واليونان.
من جهته، قال المهندس أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، إن الاتفاق الذي تم توقيعه اليوم يعمق العلاقات المتبادلة والشراكة الاستراتيجية بين مصر والاتحاد الأوروبي.
وأضاف وزير البترول الأسبق، أن الاتفاق يؤكد للأوروبيين ما قلناه من قبل عن أن مصر تمثل لهم عمقا استراتيجيا وأمنيا في جنوب المتوسطة، خاصة أن مصر من الدول الجاهزة لتصدير الغاز من خلال بنية تحتية قوية لإمدادهم بالطاقة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن مصر لديها فائضا من الطاقة الكهربائية تصل إلى 25 جيجاوات، ما يؤكد سلامة الموقف المصري والإجراءات المتخذة في البنية الأساسية في قطاع الطاقة خلال السنوات الثمانية السابقة.
ولفت إلى أن هناك فجوات حدثت بين الدول بسبب إمدادات الطاقة يجب التغلب عليها قبل نهاية شهر أغسطس المقبل حيث بداية فصل الشتاء.
ووقع المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية وكاترين الحرار وزيرة الطاقة الإسرائيلية وكادرى سيمسون مفوضة الطاقة والمناخ بالاتحاد الأوروبي بحضور اورسولا فون ديرلاين رئيس المفوضية الأوروبية مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن التعاون فى مجال تجارة ونقل وتصدير الغاز الطبيعى بين مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي تحت مظلة منتدى غاز شرق المتوسط.
وأوضح المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية أن التوقيع اليوم يمثل خطوة هامة جداً فى مسيرة بناء المنتدى التى بدأت منذ 4 سنوات وهى خطوة يمكن البناء عليها فى تحقيق المزيد من التعاون بين الدول الأعضاء والمشاركة فى منتدى غاز شرق المتوسط ومنها الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت الحرار أن التوقيع الذى تم مع مصر والمفوضية الأوروبية، يمثل رسالة هامة لنجاح التعاون تحت مظلة المنتدى الذى يؤكد على دوره المحورى فى تأمين جانب من إمدادات الطاقة لأوروبا ، وأن التعاون المثمر يُمكن من تحقيق الاستغلال الأمثل لإمكانيات المنطقة ويدعم دور مصر وإسرائيل كلاعبين مهمين فى سوق الغاز.
وأعربت أورسولا رئيس المفوضية الأوروبية عن سعادتها بحضور هذا التوقيع الذى يمثل فرصة للجميع فى التعاون وخاصة أن توقيع المذكرة يأتى فى وقت صعب للاتحاد الأوروبي الذى يبحث عن تأمين مصادر موثوقة لإمدادات الطاقة فى ظل المتغيرات الحالية التى نشهدها، ولفتت إلى أن التعاون بين دول شرق المتوسط فى البنية التحتية ، وأن هذا الاستثمار الكفء سيؤكد على تنفيذ مشروعات الطاقة وتوفير موارد جديدة للطاقة ومتوازنة للمستهلكين ، وأشارت إلى أهمية موارد الطاقة النظيفة والتوسع فى استخدام الهيدروجين باعتباره طاقة المستقبل ، كما أوضحت أن الاتحاد الأوروبي يتعاون حالياً فى تطوير استراتيجية الهيدروجين فى مصر وسيتم إطلاقها فى COP 27 لاستفادة شعوب دول العالم .
