رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

مؤتمر الإفتاء يشيد بجهود الرئيس السيسي في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف

نشر
مستقبل وطن نيوز

أشاد المشاركون في مؤتمر دار الإفتاء بجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف ودعوته لتجديد الخطاب الديني، كما وجَّهُ المُشاركون الشكر إلى رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، لرعايته المؤتمر، وحسن استقبال الوفود المشاركة، والدعم المستمر لمسارات المؤتمر.

وأوصى المؤتمر الأول لمركز سلام لدراسات التطرف التابع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت عنوان "التطرف الديني.. المنطلقات الفكرية واستراتيجيات المواجهة" في ختام فعالياته، بأهمية تفعيل تجديد الخطاب الديني، مؤكدًا أن تجديد الخطاب الديني عملية أصيلة في التشريع الإسلامي، نطقت بها نصوصه ودعت إليها مبادئه، وهي عملية لها ضوابطها التي تتلاءم مع وسطية الدين وعالمية الرسالة الإسلامية، وهي قضية منوطة بالمؤسسات الدينية العريقة والوطنية في العالم الإسلامي تتعاون فيها مع العلماء والمفكرين وأصحاب الرأي والفكر من مختلف المجالات الذين لديهم قدم راسخة في العلم الشرعي أو العلوم الاجتماعية والإنسانية المختلفة إيمانًا بأن تجديد الخطاب الديني يسهم بشكل فعال في مكافحة التطرف وقاية وعلاجاً.

كما أوصى المؤتمر بضرورة وضع ضوابط واضحة حول المتصدرين للخطاب الديني في الداخل والخارج بالتعاون مع المتخصصين وصانعي القرار والأجهزة المعنية في الدول، لضمان تصدر المؤهلين، ومن ثَم تقليل الفرصة أمام انتشار خطاب الكراهية والتشدد، والخطاب الجامد الذي قد يؤدي بشكل غير مباشر إلى توسيع دائرة التطرف.

وطالب المجتمعون بأن يصبح المؤتمر الدوري لمركز سلام لدراسات التطرف ملتقيً عالميا سنويا لسائر المراكز البحثية المتخصصة في مجال دراسة ومكافحة التطرف والإرهاب يعمل على تنسيق الجهود وتحديد الأولويات وتوزيع الأدوار والتشبيك بين كافة المؤسسات الدينية وصناع القرار والمراكز البحثية والأكاديمية المحلية والإقليمية والدولية والأممية لزيادة الفاعلية والتأثير والخروج بمبادرات مشتركة في مجال مكافحة التطرف وقاية وعلاجا وتأهيلًا، والعناية بتنظيم ندوات ودورات مباشرة وإلكترونية تقوم بها المؤسسات الدينية الوطنية لنشر الوعي بين الشباب بمخاطر التطرف ومناقشة منطلقاته الفكرية وتفكيك منظومة أفكاره والعمل علي دمج الشباب في عمليات الوقاية والمكافحة.

كما دعا المؤتمر كافة الدول والمنظمات إلى المراجعة المستمرة لاستراتيجيات مكافحة التطرف وتطويرها بشكل دائم لتتواكب مع أفكار وأدوات المتطرفين، وتنشيط وزيادة حجم المواد المترجمة حول مبادئ التعايش بين الأديان وبيان صحيح الأديان من خلال المؤسسات المعنية بهذا الشأن في البلاد المختلفة، كما أكد المؤتمر ضرورة بذل المزيد من العناية والجهد في مشروع التحول الرقمي للمؤسسات الدينية وتوفير الإرادة الحقيقية نحو ذلك التحول بإنشاء وحدات مختصة بمتابعة التحول الرقمي في تلك المؤسسات، وضرورة عمل لجان تشرف عليها جهات دينية وتعليمية وتربوية للنظر في استراتيجية إعداد المناهج التعليمية وآلياتها ومخرجاتها ومراجعة المناهج لضمان تنقيتها من كل ما من شأنه تعزيز خطاب الكراهية ورفض الآخر.

كما أوصى المؤتمر بالاهتمام بالرعاية الوقائية والتحصين المبكر للأطفال والنشء في مراحل التعليم الابتدائية لغرس القيم والأفكار الدينية المنضبطة التي تحول -فيما بعد- دون وقوعهم ضحية للأفكار المتطرفة، وتنقية الكادر التعليمي -لا سيما في مراحل تشكيل الوعي لأبنائنا- من الأشخاص ذوي الميول والأفكار المتطرفة للحيلولة دون ترسيخ مبادئ التطرف في عقول الطلاب، لا سيما وأن الأشخاص المتطرفين يتطلعون لمثل هذه الوظائف التي تسهِّل عليهم نشر منظومة الأفكار المتطرفة من موقع التدريس والتربية.

كما طالب المؤتمر بإنشاء منصة إلكترونية جامعة تعرض كافة إصدارات المراكز البحثية المعنية بدراسات التطرف ليستفيد منها الباحثون والمتخصصون في قضايا التطرف والإرهاب، كما دعا المؤتمر الباحثين والمختصين بالشأن المتطرف إلى توجيه جهودهم البحثية لتطورات وتحولات وتحورات الفكر المتطرف، وإلقاء مزيد من الضوء على منطلقاته الفكرية الثابتة والمتغيرة، ومتابعة ذلك الشأن باستمرار لمواكبة التطور في الفكر المتطرف، مؤكدًا أن تشجيعه المؤسسات الثقافية والدينية على تنظيم مسابقات دورية ورصد مكافآت وجوائز قيمة تشجيعًا للأعمال الإبداعية والثقافية والدينية الموجَّهة لمكافحة التطرف وتفكيك وتحليل أفكاره.

كما وجه المؤتمر بإنشاء لجان تنفيذية متخصصة لمتابعة تنفيذ هذه التوصيات لا سيما التوصية الأولي بجعل المؤتمر الدوري ملتقيً جامعا للمراكز البحثية العاملة في مجال دراسة ومكافحة التطرف والإرهاب وموافاة رئيس المؤتمر بما انتهت إليه في مدة لا تزيد عن ثلاثة أشهر، كما ثمن المؤتمر المشاركة الدولية الواسعة من الهيئات الأممية والدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمفوضية الأوربية ومراكز الأبحاث والفكر المعنية بمكافحة التطرف والإرهاب من مختلف دول العالم، وأيضا ثمن المؤتمر كافة المخرجات التي صدرت وعرضت في فعالياته، ويدعو الباحثين والمختصين المعنيين بقضايا التطرف والإرهاب من الاستفادة منها، ومن قاعدة البيانات المتنوعة التي وفرتها مبادرات المؤتمر.

جدير بالذكر أن المؤتمر الأول لمركز سلام لدراسات التطرف التابع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت عنوان «التطرف الديني.. المنطلقات الفكرية واستراتيجيات المواجهة» الذي عُقد بمدينة القاهرة أيام السابع والثامن والتاسع من شهر يونيو 2022 الموافق الثامن والتاسع والعاشر من شهر ذي القعدة لسنة (1443هـ)، تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور المهندس مصطفى مدبولي، وبحضورٍ العديد من الوزراء والمُفْتِينَ، والعلماءِ، والمتخصصين في مجال مكافحة التطرف والإرهاب وأصحاب الفكر والرأي والصحافةِ والإعلامِ. كان قد ناقش أثناء الفعاليات المتنوعة بين جلساته وورش عمله وأبحاثه المقدَّمة ونقاشاته قضايا التطرف والمنطلقات الفكرية قديمًا وحديثًا، وتحليل تلك المنطلقات ومناقشتها، وتحليل منظومة الأفكار الممثلة لأركان الفكر المتطرف وكيفية صياغة سياسات متكاملة لمواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب، واستراتيجيات مواجهته والوقاية منه، مع طرح سبل تعزيز التعاون المشترك الإقليمي والدولي في هذا الإطار.

وعقد على هامش جلسات المؤتمر مجموعة من ورش العمل، وهي: الورشة الأولى: الإسهامات البحثية العربية والإنجليزية في مجال التطرف والإرهاب، والورشة الثانية: تحليل التجربة المصرية في مجال مكافحة التطرف، والورشة الثالثة: تعزيز التنسيق والتكامل بين المؤسسات البحثية المعنيَّة بدراسات التطرف.

وحرص المؤتمر من خلال جميع فعالياته على تحقيق مجموعة من الأهداف، أهمها: مناقشة أطروحات التطرف المبررة لجرائمه والرد عليها، وتفكيك مقولات ومفاهيم التطرف والرد عليها، وترسيخ قيم السلام والتعايش والتفاهم بين الشعوب والحضارات، وتبادل خبرات التجارب الدولية في مكافحة التطرف، وفتح آفاق أوسع للتعاون البحثي والأكاديمي في هذا المجال.

عاجل