رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

أغنى رجلين في آسيا يجنيان مكاسب غير متوقعة من ارتفاع النفط والفحم

نشر
مستقبل وطن نيوز

يستفيد كل من غوتام أداني وموكيش أمباني من الارتفاع الكبير في أسعار السلع الأساسية العالمية، والذي نتج عن الغزو الروسي لأوكرانيا، مما يصقل مكانتهما المرتبطة بمجال الوقود الأحفوري حتى مع المساعي العلنية لأغنى رجلين في آسيا لدفع محاور عملهما نحو طاقة أكثر اخضراراً.

ومع ارتفاع أسعار الفحم إلى مستوى قياسي، يعمل تكتل أداني على توسيع منجم مثير للجدل في أستراليا لتلبية الطلب.

من ينتصر في معركة الطموح الأخضر.."أمباني" أم "أداني"؟

تقوم شركة "ريلاينس إندستريز" (Reliance Industries) التي يملكها أمباني بشراء شحنات النفط الخام المتعثرة بأسعار مخفضة لتغذية مجمع التكرير التابع لها، وهو الأكبر في العالم.

وأجلت "ريلاينس" الصيانة المجدولة للمنشأة للمساعدة في إنتاج المزيد من الديزل والبنزين، اللذين ارتفعت هوامشهما لتصل إلى أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات.

وقد تدخّل الرجلان الهنديان في وقت تتدافع فيه العديد من الدول المتقدمة للحصول على مصادر بديلة للوقود، بينما تحاول التراجع عن الإمدادات الروسية.

وفي هذا الشهر، تعهدت مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى بحظر واردات النفط الروسي.

طلب قياسي على الفحم

كما أعاد الاضطراب التركيز مرة أخرى على الحاجة إلى مزيد من الفحم، وهو الوقود الأحفوري الأكثر إضراراً بالبيئة والذي تعهد العالم بالتخلص منه تدريجياً لخفض الانبعاثات.

على الرغم من أن أداني، 59 عاماً، وأمباني، 65 عاماً، قد كشفا النقاب عن 142 مليار دولار من الاستثمارات الخضراء على مدى العقود القليلة المقبلة في محور بعيد عن الفحم والنفط – حجرا الأساس لإمبراطورياتهما – فإنهما يجدان أيضاً صعوبة في التخلص من عادة الوقود الأحفوري في ظل الصراع الذي يؤجج الطلب.

ومن المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على الفحم إلى مستوى قياسي في عام 2022، وأن يظل هناك حتى عام 2024، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.

في هذا الصدد، قال تشاكري لوكابريا، المدير الإداري، وكبير مسؤولي الاستثمار في شركة "تي سي جي أدفايزاري سيرفيسز" (TCG Advisory Services) في مومباي، إن الحرب خلقت رياحاً مواتية للشركات القائمة على الوقود الأحفوري في الهند.

وقال: "الضرر الجانبي هو أن الوقود الأحفوري سيستمر في لعب دور حيوي خلال العشرين عاماً القادمة أو أكثر"، مضيفاً أن الوقت كان كافياً لجني الفوائد من الاستثمارات القائمة على الكربون.

ولم يرد ممثلو "مجموعة أداني" (Adani Group) و"ريلاينس إندستريز" على رسالة بريد إلكتروني تطلب التعليق.

أرباح فائقة

ساعد الاتجاه الصعودي في أسعار الفحم الشركة الرائدة "أداني إنتربرايزس" (Adani Enterprises) على تحقيق قفزة بنسبة 30% في الأرباح للأشهر الثلاثة المنتهية في مارس - وهي أعلى نسبة في ستة فصول - بينما ساعد ارتفاع أسعار المنتجات البترولية شركة "ريلاينس"، التي سجّلت واحدة من أعلى أرباحها الفصلية على الإطلاق.

فضلاً عن ذلك، ارتفعت أسهم كل من "ريلاينس" و"أداني إنتربرايزس" بنسبة 19% و42% على التوالي بين 24 فبراير، عندما بدأ الغزو، ونهاية أبريل، قبل أن يقضي انهيار الأسهم العالمية على بعض هذه المكاسب.

وأضاف أداني نحو 25 مليار دولار إلى ثروته منذ بدء الحرب، مما رفع صافي ثروته إلى ما يقرب من 106 مليارات دولار، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات. كما تضخمت ثروة أمباني بنحو 8 مليارات دولار لتصل إلى 92.4 مليار دولار.

في الواقع، لم يستفد هذان المليارديران الهنديان فقط من طفرة السلع. حيث يضاف لهما الآخرون أيضاً أباطرة النفط والغاز الأمريكيين هارولد هام، وريتشارد كيندر، ومايكل إس سميث، والإندونيسي لو توك كوونغ، رئيس شركة تعدين الفحم "بي تي بايان ريسورسز" (PT Bayan Resources)، الذين شهدوا جميعاً زيادة في ثرواتهم هذا العام.

علاوةً على ذلك، يأتي ما يقرب من 60% من عائدات "ريلاينس" من تكرير النفط والبتروكيماويات، وهي الأعمال الأساسية التي أسسها والد أمباني الراحل. ومنذ أن ورثه في عام 2002، عمل أمباني على تقليل اعتماد التكتل على تكرير النفط من خلال التنويع في مجالات تجارة التجزئة، والاتصالات السلكية واللاسلكية، والتكنولوجيا.

استيراد النفط الروسي

يُشار إلى أن الهند اشترت ملايين البراميل من خام الأورال في السوق الفورية منذ نهاية فبراير، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ. وبالرغم من أنه لم تُفرض عقوبات على تدفق النفط الروسي إلى الهند، فقد قالت الدولة الواقعة في جنوب آسيا مراراً وتكراراً إن هذه الشحنات ضئيلة مقارنة بمشتريات أوروبا، وتُمثّل جزءاً صغيراً من إجمالي استهلاك البلاد. كما أنها تُوفّر بعض الراحة في وقت تتزايد فيه الضغوط التضخمية.

وقد ارتفعت أسعار المستهلكين في الهند خلال شهر أبريل بأكبر قدر منذ ثماني سنوات.

وقال في. سريكانث، الرئيس المالي المشترك لشركة "ريلاينس" للصحفيين في 6 مايو، دون تقديم تفاصيل: "قللنا تكلفة المواد الخام من خلال توفير براميل المراجحة". وأشار إلى العودة القوية للطلب على الوقود الأحفوري، قائلاً: "محركات الطلب العام واعدة للغاية".

يُذكر أن شركات التكرير في الهند صدّرت 3.37 مليون طن من الديزل في مارس، وهو أعلى مستوى منذ أبريل 2020، عندما سجلت المبيعات الخارجية 3.4 مليون طن مع انخفاض الطلب المحلي خلال الإغلاق بسبب جائحة كوفيد-19، وفقاً لبيانات نُشرت على الموقع الإلكتروني لـ"خلية التخطيط والتحليل البترولي" (Petroleum Planning and Analysis Cell). كما بلغت صادرات البنزين أعلى مستوى لها في خمس سنوات عند 1.6 مليون طن.

بالنسبة لرجل الأعمال من الجيل الأول أداني، يُعتبر الفحم أمراً أساسياً لامبراطوريته؛ حيث استثمر أكثر من 3 مليارات دولار في مناجم الفحم في الهند وأستراليا وإندونيسيا. وبدأ منجمه كارمايكل في كوينزلاند، والذي كان هدفاً لنشطاء البيئة بما في ذلك غريتا ثونبرغ لسنوات، في شحن الوقود هذا العام فقط.

في مؤتمر أرباح عُقد في 4 مايو، قالت شركة "أداني إنتربرايزس" إنها تخطط لرفع الطاقة السنوية لمنجم كارمايكل إلى 15 مليون طن في العام حتى مارس 2023، أي حوالي 50% أكثر مما وافق عليه مجلس إدارتها للمرحلة الأولى من المشروع.

وقال المدير فيناي براكاش إن الشركة تُخطط لتصدير ما يصل إلى سبع شحنات كبيرة الحجم شهرياً.

كما قال براكاش للمستثمرين إنه من المتوقع أن يُبقِي "الوضع الجيوسياسي" أسعار الفحم قوية في الوقت الحالي، أما معرفة إلى متى سيستمر هذا فهو "تخمين شخصي".

عاجل