مخرج «الزوجة الثانية».. قصة صلاح أبوسيف أستاذ الواقعية ومعلم نجيب محفوظ
50 فيلما قام صلاح أبوسيف بإخراجها، حصل منها 40 فيلمًا على جوائز؛ ما يجعل صلاح أبو سيف واحدًا من عمالقة الإخراج في السينما المصرية، وأستاذ الواقعية وهو اللقب الذي حصل عليه نتيجة أعماله التي تهتم بتصوير الواقع بعفويته وقسوته وسخريته ودلالاته المتعددة.
في مثل هذا اليوم من عام 1915 ولد صلاح أبوسيف بمركز الواسطى بقرية الحومة في محافظة بني سويف، تربى مع والدته؛ بعد أن توفي والده وهو صغير، فيما حرصت أمه على تربيته كرجل مسؤول.
بعد أن حصل صلاح أبوسيف على شهادة التجارة المتوسطة التحق بالعمل في شركة نسيج بمدينة المحلة الكبرى؛ بينما دفعه شغفه بالسينما إلى الالتحاق بالصحافة الفنية، في الوقت الذي كان يطالع كل ما هو جديد في فنون السينما والعلوم المتعلقة بها من موسيقى وعلم نفس.
اكتشاف صلاح أبو سيف
ثلاثة سنوات هي المدة التي قضاها صلاح أبوسيف في شركة النسيج، قام من خلالها بالإشراف على عدة تجارب مسرحية لفريق التمثيل، وجاءته الفرصة له عندما التقى بالمخرج نيازي مصطفى، والذي اندهش وهو يرى صلاح أبو سيف مجرد موظف في مصنع، رغم درايته بالسينما؛ لينقله للعمل باستوديو مصر.
صلاح أبوسيف وستوديو مصر
انتقل صلاح أبوسيف إلى قسم المونتاج؛ ثم أصبح مديرًا للقسم على مدار عشر سنوات؛ ليعمل بعدها كمساعد للمخرج كمال سليم عام 1939، ومن ثم يطير إلى فرنسا ليدرس السينما؛ ولكنه يعود في العام نفسه بسبب الحرب العالمية الثانية.
المشوار الفني لـ صلاح أبو سيف
أولى تجاربه في الإخراج جاءت خلال فيلم "دايما في قلبي" عام 1946، وفي عام 1950 انتقل إلى إيطاليا ليخرج فيلم "الصقر" المقتبس من نسخة أجنبية، وتتوالى بعدها روائعه السينمائية فيقوم بإخراج عشرات الأفلام ومنها: الزوجة الثانية، بداية ونهاية، لا أنام، بين السما والأرض، القاهرة 30، المواطن مصري، وغيرها من العلامات المضيئة في السينما المصرية.
إشادة عالمية بصلاح أبو سيف
وصفته الناقدة الألمانية، أريكا ريتشر، بأنه أستاذ الأفلام الواقعية في مصر، وهي شهادة تثبت تفوق صلاح أبو سيف في إخراج أفلام أحبها الجمهور؛ بسبب قربها من حياته واحتياجاته وعرضها لمشاكله بجرأة يحسد عليها.
زوجة صلاح أبو سيف
تزوج صلاح أبو سيف رفيقة أبو جبل، والتي تعرف عليها في ستوديو مصر أثناء عمله في قسم المونتاج، وفي عام 2019 رحلت عن عالمنا وحضر العزاء مجموعة من نجوم الوسط الفني ومن بينهم الفنان عماد رشاد، الفنان أحمد وفيق، الفنانة إيمان العاصي، وسليمان عيد.
صلاح أبو سيف ونجيب محفوظ
وفي أحد اللقاءات مع محمد صلاح أبو سيف، نجل المخرج صلاح أبو سيف، كشف عن علاقة والده بالكاتب نجيب محفوظ قائلا: " بدأت صداقته بنجيب محفوظ في فترة الأربعينات من خلال مقاهي المثقفين، اهتم بقراءة معظم أعمال نجيب محفوظ وأعجب بها بشدة، ولفت نظره أنه يكتب بأسلوب السيناريو، وعندما قال له ذلك رد عليه نجيب محفوظ قائلاً: بس أنا عمري ما كتبت سيناريو، فرد عليه قال خلاص هعلمك، وبالفعل قام بتعليمه أصول كتابة السيناريو، ومن هنا بدأت رحلتهما الفنية معا، وكانت أفكارهما متقاربة جدا بحكم أنهما من أبناء أحياء فقيرة، وكانا مهمومين بمشاكل البسطاء والفقراء؛ ولذلك قدما الكثير من الأعمال المميزة مع بعضهما.
وفاة صلاح أبو سيف
رحل صلاح أبو سيف عن عالمنا في 22 يونيو عام 1996 عن عمر يناهز 81 عامًا.
