رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

جمال شقرة: مصر لديها ملاحم تاريخية كثيرة تصلح لأعمال درامية

نشر
جمال شقرة
جمال شقرة

قال الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، ومدير مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس، إن مصر لديها ملاحم تاريخية كثيرة ومهمة جدا تصلح لأعمال درامية، مشيراً إلى أن أي عمل درامي يعد بمثابة وثيقة تاريخية مصورة، ولا يوجد قناة مصرية عرضت عمل بطولي ضد الاحتلال الإسرائيلي أو الاحتلال الإنجليزي مثلا، إلا وترسخ في الذاكرة الشعبية.

 

وقال شقرة - خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "رمضان ويانا "المذاع على "نغم اف إم" وتقدمه شافكي المنيري - إن أهمية الأفلام والمسلسلات التاريخية، تكمن في كونها وثيقة مصورة تترسخ في وجدان الشعب المتعطش لتحقيق حلمه في الحرية والاستقلال، وتسجل انتصارات عظيمة تليق بالشعب المصرين، وبالتالي تصل رسالتها بسرعة أكتر من الكتب.

 ولفت إلى أن هناك رسائل موجودة عن حرب الاستنزاف، وثورة يوليو، وغيرها، لكن عندما يتم تجسيد ذلك على الشاشة، فكل البيوت المصرية تشعر بالفخر والانتماء والعزة والكرامة نحو بلدها وجيشها. 

وأضاف، أنه بعد نكسة ٦٧ والمؤامرة الكبرى علينا، فكان الشعب متشوقا لرؤية انتصارات، وما حدث من انتصارات في حربي الاستنزاف والسادس من أكتوبر ٧٣، عندما يعرض على الشاشة نجد أنه يمس وجدان المصريين ويلعب دوراً مهما جدا في تكذيب ما ينشر على السوشيال ميديا لمحاولة تزييف الخريطة الذهنية لشبابنا، وهذا في حد ذاته انتصار لأنه يحارب الثورة المضادة وأعداء الوطن ويحول مؤامرتهم لهزيمة.

 

وأشار إلى أن استرداد طابا بالتحكيم الدولي كان ملحمة مصرية ومن شارك فيها من أساتذة قانون وتاريخ ورموز الخارجية المصرية، والذي بذل جها كبيرا من أجل الحصول على وثائق وخرائط وأدلة تثبت ان طابا مصرية، وهو ما يحتاج لعمل فني يتناول هذا الحدث. 

 

وعلق شقرة على مسلسل الاختيار، قائلا: "التجربة الحالية لمسلسل الاختيار شيء من أروع ما يمكن وأسقطت مقولة أن الشباب عايز كده، وأن الشعب عايز المستوى ده سواء من أغاني المهرجانات.. كل الشباب بيتفرجوا على الاختيار، وكله يسأل إحنا كنا في الميدان بس الزاوية دي ما شوفنهاش؟ لأنه فيه تسريبات خرجت على الشاشة في منتهى الأهمية..  وبالتالي فإنه يعد وثيقة مصورة". 

 

وذكر، أن الراحل المشير طنطاوي يستحق وحده دراما تليفزيونية تركز على حياته وعلى السنوات الأخيرة الصعبة، واصفا الفنان أحمد بدير بأنه كان رائعا في تشخيصه للمعاناة التي عاشها المشير طنطاوي في هذه الفترة وخوفه على البلد، وتبرئته من أنه سلم البلد للإخوان. 

 

وقال “إن التاريخ لن يظلم أحد أبدا.. فنحن نعلم تاريخ الإخوان وانتهازيتهم كجماعة إرهابية وعارفين أهدافهم الحقيقية وتسترهم وراء الدين، فلما نري ذلك في عمل درامي فبالتالي سيبدد الأفكار التي يروجون لها، وفى نفس الوقت يطمئن الشعب أن ورائه مؤسسات قوية كانت تضحى من أجله”.

 

واعتبر الكتابة التاريخية أو إعادة قراءة الحدث التاريخي المهم والانتفاضة الثورية في ٢٥ يناير و٣٠ يونيو مسألة معقدة جدا، لافتا إلى أننا كباحثين في علم التاريخ ننتظر إلى أن تظهر بقية الوثائق والمذكرات التي تكشف عن  من شاركوا في هذه الاحداث. 

 

وعن ثورة الاتصالات وجرأة الميديا على تناول الموضوعات شديدة المعاصرة، قال شقرة “إنها جعلت القيادة السياسية لديها شفافية، لأن عندها وثائق بالصوت، والصورة وتقدم مصداقية عالية جدا فيما يتعلق بالأحداث التي رأيناها بأعيننا و شاركنا فيه، لافتا إلي أن الدواعش خارجين من رحم هذه الجماعات التي تسمى جماعات الإسلام السياسي، ولهم أغراض معروفة، هدفها في النهاية السلطة. 

واختتم قائلا: كلنا نرفع القبعة لمؤسسات الدولة العريقة التي حمت مصر.