رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

انبعاثات كربونية وزيادة التلوث.. أستاذ مناخ يشرح الأسباب العلمية لحدوث التغيرات المناخية

نشر
اثار التغيرات المناخية
اثار التغيرات المناخية

تقف أسباب عديدة خلف التغيرات المناخية التي تشكل تهديدًا حقيقيًا للبيئة ومواردها الطبيعية، في ظل اختلاف الظواهر الجوية وارتفاع درجات الحرارة وارتفاع منسوب سطح البحر مما يهدد بغرق مدن بأكملها، فضلًا عن تدخل العنصر البشري من خلال أنشطته الصناعية التي رفعت نسبة الانبعاثات الكربونية، وتكون ظاهرة الاحتباس الحراري.

اسباب  التغيرات المناخية

وفي النسخة 26 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ، الذي عقد في نوفمبر الماضي، في مدينة جلاسكو الإسكتلندية، حذر العالم من آثار التغيرات المناخية، وظهرت حاجة ضرورية لمواجهة تداعيات تلك التغيرات، من خلال دعوة الدول الصناعية الكبرى لخفض نسبة التلوث الناتج نتيجة أنشطتها.

وليست مصر بمنأى عن آثار التغيرات المناخية، إذ أنها تتأثر بالعديد من الظواهر الجوية المترتبة عن التغيرات المناخية، والتي تتسبب خلال الشتاء الجاري في انخفاض درجات الحرارة بشكل غير معتاد، ما نتج عنها تساقط ثلوج على بعض المناطق في السواحل الشمالية ومرتفعات سيناء، نتيجة العواصف المحملة بالكتل الهوائية الباردة القادمة من جنوب أوروبا.

اسباب  التغيرات المناخية

أسباب ومخاطر التغيرات المناخية

ويشرح الدكتور علي قطب، أستاذ المناخ في جامعة الزقازيق، الأسباب التي تقف خلف التغيرات المناخية، بعد تعريفه لها على أنها مجموعة من الظواهر الجوية التي تؤثر على مساحة ما، يمكن أن تمتد لتكون شاسعة بسبب عدم القدرة على التحكم في تلك التغيرات.

وذكر قطب، في تصريحات إلى "مستقبل وطن نيوز"، أن بعد الثورة الصناعية بدأت القياسات الجوية تزامنًا مع زيادة غازات الاحتباس الحراري، التي تحتفظ بدرجة الحرارة مما يؤدي إلى ارتفاعها، لافتًا إلى رصد ارتفاع معدل درجات الحرارة بمعدل 1.3 درجة، خلال 150 عامًا.

وأوضح أن زيادة نسبة غازات الكربون والميثان له تأثير سلبي على طبقة الأوزون التي تحمي الكرة الأرضية من الأشعة فوق البنفسجية، وذلك يؤدي إلى حدوث خلل في وظائفها، وإحداث أضرار للإنسان بإصابته بأمراض جلدية، فضلًا عن إتلاف المحاصيل الزراعية.

اسباب  التغيرات المناخية

جهود مواجهة آثار التغيرات المناخية

وكشف قطب، أن دول العالم قامت ببعض الجهود لمواجهة آثار التغيرات المناخية، مع ظهور ضرورة مُلحة لمواجهة التغيرات الطارئة التي تسبب مخاطر متعددة للبشرية، لافتًا إلى أن بداية ذلك كان في عام 1994 من خلال اجتماع اللجنة الدولية المعنية بالمناخ، في اليابان، وبعد ذلك تم إقامة مؤتمر الأرض عام 2015، في العاصمة الفرنسية باريس، وتم استعراض المشاكل التي تؤدي إلى إحداث التغيرات المناخية، وأصدرت اتفاقية باريس للمناخ عديد التوصيات، التي كان أهمها أنه لزامًا على الدول الصناعية الكبرى الحد من الانبعاثات الكربونية.

وأضاف أن اتفاقية باريس للمناخ أوصت أيضًا بمنح 100 مليار دولار سنويًا للدول المتضررة من غازات الاحتباس الحراري، لا سيما في قاراتي إفريقيا وأسيا، لمواجهة التلوث المؤدي لإحداث تغيرات مناخية، كما أوصى المؤتمر بتوفير التكنولوجية الحديثة للدول المتضررة لاستخدامها في إنتاج طاقة نظيفة.

عدم التزام الدول الكبرى بالتزاماتها

ولفت قطب إلى أن في قمة تغير المناخ 2021 في جلاسكو، اتضح عدم التزام الدول الكبرى بالتزاماتها اتفاقية باريس للمناخ 2015، لذلك كان على الدول المتضررة من الانبعاثات الكربونية والاحتباس الحراري الاعتماد على نفسها لمواجهة التغيرات المناخية.

وتابع: "عمدت الدول المتضررة من التلوث إلى إقامة مشاريع استثمارية لتخفيض نسبة الانبعاثات الكربونية، من خلال الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة ومثال ذلك محطة بنبان لتوليد الطاقة الكهربائية التي تعتبر الأضخم في إفريقيا والشرق الأوسط، كذلك الأمر بالاعتماد على طاقة الرياح والهيدروجين كطاقة نظيفة".

وأضاف قطب، أن بعض الدول أصبحت تتجه نحو تحويل السيارات للعمل بالكهرباء بدلًا من مصادر الطاقة المعتادة الملوثة للبيئة المشتقة من البترول مثل البنزين والسولار، وإنشاء مسطحات زراعية واسعة، وتجريم البناء على الأراضي الزراعية، وتحويل الأراضي الزراعية إلى صحراوية.

اسباب  التغيرات المناخية

مصر تأثرت بالتغيرات المناخية

وواصل قطب تصريحاته بأن مصر تأثرت بالتغيرات المناخية وآثارها لأن تلك التغيرات لا يمكن حصرها في جهة أو منطقة معينة، لافتًا إلى أن آثارها تتضح بجلاء في بلدان العالم الثالث نظرًا لعدم جاهزيتها لمواجهة آثار التغيرات من رياح أو أمطار غزيرة أو تساقط ثلوج.

وأشار إلى أن الدول الأوربية لديها منظومة متكاملة لمواجهة الظواهر المناخية الحادة، مثل أنظمة التدفئة والتبريد في المنازل، وأنظمة تصريف مياه الأمطار في الشوارع.

استضافة مصر مؤتمر تغير المناخ

ومن المقرر أن تستضيف مصر مؤتمر تغير المناخ 27 في نهاية العام الجاري، في مدينة شرم الشيخ، ما يعبر عن مشاركة مصر على المستوى الدولي في تفادي آثار التغيرات المناخية، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مما يؤثر على درجات الحرارة وارتفاع منسوب سطح البحر.

اسباب  التغيرات المناخية

ظواهر جوية

وتشهد مصر خلال الفترة الجارية ظواهر جوية حادة، مثل ظهور شبورة مائية على بعض الطرق المؤدية من وإلى القاهرة الكبرى والوجه البحري والسواحل الشمالية ومدن القناة ووسط سيناء وشمال الصعيد، ونشاط رياح على مناطق من القاهرة الكبرى والسواحل الشمالية وسيناء على فترات متقطعة.

ومن المتوقع سقوط أمطار من خفيفة إلى متوسطة على مناطق من السواحل الشمالية الغربية وشمال الوجه البحري على فترات متقطعة، بنسبة حدوث 30% تقريبًا.

وخلال الفترة المقبلة، من المتوقع أن يبلغ متوسط درجة الحرارة العظمى على القاهرة 17 درجة مئوية والصغرى 8 درجات، وعلى السواحل الشمالية العظمى 16 درجة والصغرى 10 درجات، وشمال الصعيد العظمى 16 درجة، والصغرى 6 درجات، وجنوب الصعيد 19 درجة العظمى والصغرى 8 درجات.

عاجل