خاص| «طوبة» يؤرق المزارعين وسط مخاوف الخسارة.. وخبراء: الحل في الاستعداد المبكر

مع انفراط عقد شهر طوبة بدءاً من يوم أمس الأحد، تتجه أنظار المزارعين صوب زراعاتهم وخاصة المانجو بمزيد من القلق والحذر من تدهور المحصول نتيجة برودة الطقس في الشهر الخامس من التقويم المصري، والذي يعد ثاني أقوى شهور السنة برودة، وسط نصائح لزراعيون وأكاديميون بشأن التدابير والإجراءات اللازم اتخاذها خلال تلك الفترة من السنة.

وقال أكاديميون وزراعيون لـ«مستقبل وطن نيوز»، إن الآفات والفطريات وبعض الأمراض تنشط في الأجواء الباردة لـ«طوبة» من كل عام، مثل عفن محصول الطماطم ولفحة البطاطس المتأخرة، وتؤثر في نمو الثمار فضلاً عن تراجع إنتاجية المحصول، وهو ما يتسرب إلى الأسواق بعد ذلك بتراجع المعروض، وبالتالي ارتفاع الأسعار، داعين إلى الاستعداد المبكر ببرامج الوقاية البيطرية والاستعانة بالإرشاد الزراعي في مديرياتهم، تجنباً لخسارة المحصول.

موجة الصقيع تهديد دائم لـ«ربع الإنتاج»

د. محمد فهيم، رئيس مركز تغيير المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، قال لـ«مستقبل وطن نيوز»، إن إنتاجية المحاصيل تكون دوماً مرشحة للخسارة بنسبة 25% نتيجة للعواصف وموجات الصقيع التي تضر بالمحاصيل وخاصة المحاصيل الخضرية كالفلفل والطماطم والموالح كالمانجو، وتقود نحو عدم اكتمال نضج الثمار وتساقطه.

وفي قت سابق، قال السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن تغيرات المناخ لها آثار سلبية على الأراضي الزراعية، بزيادتها انتشار الآفات في التربة، مشيراً إلى مساعي الوزارة لتوعية المزارعين بالتغيرات المناخية وخطورتها على المحاصيل الزراعية، واتخاذ الإجراءات اللازمة للتكيف معها، وتجاوز آثارها.

الشبورة تسبب ظهور بعض الأمراض مثل العفن

أضاف د. محمد فهيم، أن الشبورة تسبب ظهور بعض الأمراض مثل العفن في محاصيل كالفراولة والطماطم، فضلاً عن لفحة البطاطس المتأخرة، مشيراً إلى أن الطقس البارد يمثل جواً ملائماً لاكتمال نضج بعض المحاصيل الأخرى كمحصول الزيتون، وبالتالي فإن الاستعداد المبكر بالأدوية اللازمة للمحاصيل أمر ضروري خلال تلك الفترة، فالتعامل العاجل يقود نحو نتائج جيدة في الإثمار.

وتتأثر أسعار الخضر والفاكهة في مصر، بالمساحات المزروعة، وموجة الطقس المسيطرة، خلال زراعة المحاصيل، التي تؤثر في حجم المعروض، وتنعكس على أسعار الخضر والفاكهة، عبر حلقات التداول المختلفة، ووصولًا إلى المستهلك النهائي؛ ويسهم الطقس غير المتقلب في زيادة إنتاجية المحاصيل، وبالتالي استقرار أسعار الخضر والفاكهة في الأسواق.

الطقس البارد يحول دون امتصاص النبات لاحتياجاته

وشرح د. محمد فهيم، ما يحدث للمحاصيل خلال الذروة الباردة للطقس، فيقول، إن الطقس البارد يحول دون امتصاص النباتات لاحتياجاتها من العناصر الغذائية من التربة، وهون ما يتعين معه تزويد التربة بمحفزات النمو والأحماض ومركبات الطاقة خلال تلك الفترة تحديداً للوفاء باحتياجاتها ومساعدتها على النمو.

أما حاتم النجيب، نائب رئيس شعبة الخضر والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية، فقال لـ«مستقبل وطن نيوز» إن الآثار المترتبة على تراجع درجات الحرارة على المحاصيل الزراعية ستبدأ في الظهور الشهر القادم على أدنى تقدير، مع دخول الإنتاج الجديد للأسواق، خاصة من المحاصيل الخضرية منخفضة الدورة الإنتاجية.

وتتوقع الهيئة العامة للأرصاد الجوية استمرار انخفاض درجات الحرارة نهارًا وتنخفض خلال حالة الطقس المتوقعة ليلًا في كافة أنحاء مصر وتصل إلى صفر درجة في إحدى المناطق، كما تتوقع الأرصاد استمرار ظاهرة الرياح المثيرة للأتربة والرمال على القاهرة وكذلك الإسكندرية والوجه البحري ومحافظات القناة والسواحل الشمالية، وتسقط أمطار خفيفة خلال توقعات طقس اليوم على جنوب سيناء والسواحل الغربية وسلاسل جبال البحر الأحمر.

الأسعار لن تتأثر كثيراً نتيجة الوفرة

أضاف حاتم النجيب، أن الأسعار لن تتأثر كثيراً في ضوء الوفرة التي تتمتع بها الأسواق المحلية، خاصة من الخضر والفاكهة، بعد أداء إنتاجي جيد العام الماضي أفضى إلى تصدير أكثر من 5.5 مليون طن فوائض إلى الخارج، مشيراً إلى أن المزارعين أصبحوا أكثر وعياً في التعامل مع تلك الأجواء، بالاستعانة بالأدوية الزراعية والعناصر اللازمة للتربة خلال تلك الفترة.

وبلغت إجمالي الصادرات الزراعية، خلال الفترة من الأول من يناير 2021 حتى 8 ديسمبر 2021، حيث بلغت حوالي 5 ملايين و300 ألف و757 طنًّا من المنتجات الزراعية، وضمّت قائمة أهم الصادرات الزراعية عن هذه الفترة الموالح، والبطاطس، والبصل، والفراولة، والرمان، والبطاطا، والفاصوليا، والبنجر، والجوافة، والفلفل، والمانجو، والثوم، والعنب، والبطيخ، والموالح بلغ مليونًا و871 ألفًا و150 طنًّا، بالإضافة إلى تصدير 624 ألفًا و367 طن بنجر، ليحتل المركز الثاني في الصادرات الزراعية بعد الموالح.