رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

سياسة مصر الخارجية في 7 سنوات .. من بصيرة الرؤية إلى بلوغ الإنجاز

نشر
مستقبل وطن نيوز

" ان مصر تدير علاقاتها الخارجية إقليميا ودوليا بثوابت راسخة ومستقرة، قائمة على الاحترام المتبادل والجنوح للسلام وإعلاء قواعد القانون الدولى" لم تكن مجرد عبارة موجزة ذات طابع سياسى أطلقها الرئيس السيسى لكنها كانت بمثابة مفتاح وعنوان واضح لمنهاج عمل وخريطة طريق لمحددات سياسة خارجية ناجحة وناجزة تثبت كل يوم بثقة واقتدار قوتها ومصداقيتها على المستويين الإقليمى والدولى ويثبت معها كل يوم انعكاساتها ومردودها الإيجابى على تعزيز الجبهة الداخلية ومكتسبات ومصالح الشعب المصرى. 

وبحكمة القائد وضع الرئيس عبد الفتاح السيسي عناوين لمصر المستقبل امتزجت فيها عناصر السياسة الخارجية بعناصر تقوية جبهة مصر الداخلية انتقلت بها مصر من مرحلة استعادة تماسك مؤسسات الدولة إلى مرحلة فرض هيبة الدولة المصرية وإنفاذ إرادتها على الساحة الدولية .

ومع إدراك القيادة المصرية قبل ومنذ توليه مقاليد الحكم لحجم وعمق التحديات الخارجية، لكنه كان دوماً تملؤه الثقة في قدرة مصر وشعبها على تحويل كل تحد لفرصة، وظل الرئيس السيسى يؤكد كل يوم أن أحلامه لمصر العظيمة تماثل ايمانه الراسخ بقدرات شعبها ووعيه.

وفى هذا الإطار، شهدت السياسة الخارجية المصرية نشاطا مكثفا على مدار السنوات السبع الماضية، حيث ارتكزت على الحفاظ على المصالح الوطنية وتحقيق التوازن والتنوع فى علاقتها مع مختلف دول العالم شرقا وغربا وفتح آفاق جديدة للتعاون من مبادىء السياسة المصرية القائمة على تعزيز السلام والاستقرار في المحيط العربي والإقليمى والدولي، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، ودعم مبدأ الاحترام المتبادل وتعزيز التضامن، والتمسك بمبادىء القانون الدولى. 

إنجازات عديدة ونشاط مكثف للسياسة الخارجية المصرية منذ عام 2014 للانطلاقة نحو المستقبل أبرزها بالتفصيل كتاب "الرؤية والانجاز.. مصر تنطلق"، الذى وقع الرئيس عبد الفتاح السيسى على نسخته الأولى امس الأول خلال افتتاحه عدد من المشروعات القومية بصعيد مصر. 

وأشار الكتاب، إلى أن السياسة الخارجية لمصر تحرص أيضا على دعم دور المنظمات الدولية، إلى جانب الاهتمام بالبعد الاقتصادى للعلاقات الدولية، فضلا عن توحيد القوى العالمية بشأن العديد من القضايا التى تبنتها وعلى راسها قضايا الإرهاب والهجرة غير الشرعية واللاجئين، ما عزز من قوة مصر ودورها إقليميا ودوليا.

“إن مصر تدير علاقاتها الخارجية إقليميا ودوليا بثوابت راسخة ومستقرة، قائمة على الاحترام المتبادل والجنوح للسلام وإعلاء قواعد القانون الدولى”.. تلك هى محددات السياسة الخارجية التى أكد عليها الرئيس عبد الفتاح السيسى. 

وخلال السبع سنوات الماضية، حققت مصر نجاحات عديدة لاسيما على صعيد تعزيز المشاركات الدولية وتحقيق الريادة الدبلوماسية المصرية، ففازت مصر بالعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن لعامى 2016-2017، كما انضمت مصر لعضوية مجلس حقوق الإنسان فى يناير 2017 وتم انتخابها نائبا لرئيس المجلس فى العام ذاته. 

وترأست مصر مجموعة الـ77 والصين لعام 2018، كما ترأست الاتحاد الأفريقى فى عام 2019، وأعيد انتخاب مصر كعضو فى لجنة السلام بالأمم المتحدة 2021 / 2022، بخلاف كون مصر سابع أكبر مساهم بعمليات حفظ السلام التابع للأمم المتحدة. 

وتقدمت مصر في المؤشر العالمى للقوة الناعمة منذ اصداره فى عام 2020، لتحتل المرتبة الـ34 فى العام 2021 بعد أن كانت فى المرتبة الـ38 فى عام 2020.

وخلال السنوات السبع، أصبحت مصر نموذجا دوليا ناجحا فى محاربة الهجرة غير الشرعية ودعم اللاجئين فلم يخرج من سواحلها مركب واحد محملة بالمهاجرين غير الشرعيين منذ 2016، كما يوجد على أرض مصر أربعة ملايين مهاجر ولاجىء يتمتعون بكافة الخدمات الأساسية.

وتحرص مصر على مدار السنوات السبع الماضية على تعميق علاقاتها الخارجية على كافة المستويات الإقليمية والدولية، فعلى مستوى العالم العربى، لم تأل القاهرة جهدا لوضع نهاية للازمة الليبية حيث تؤكد مصر على ضرورة التوصل إلى تسوية شاملة ومستدامة للازمة الليبية تحافظ على وحدة وسلامة الأراضى الليبية، واستعادة دور مؤسسات الدولة الوطنية ومحاربة الإرهاب وذلك من خلال استضافة مدينة الغردقة اجتماع الأطراف الليبية في إطار اللجنة الدستورية فضلا عن استضافة لجنة 5+5.

كما استضافت مصر ملتقى القبائل الليبية عام 2015، واستضاف رئيس الجمهورية أعيان القبائل الليبية فى عام 2020.. فضلا عن مشاركة مصر فى مؤتمرى برلين 1 و 2 لحل الأزمة الليبية.

وعقدت مصر في إطار مساعيها لحل الأزمة الليبية أيضا اجتماعا وزاريا ضم وزراء خارجية فرنسا واليونان وقبرص وإيطاليا، وشاركت في الاجتماعات الوزارية لدول جوار ليبيا والتي عقدت بالتناوب بين مصر وتونس والجزائر.

وفيما يخص القضية الفلسطينية، تؤكد مصر على موقفها الثابت من القضية ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، حيث استضافت مؤتمر إعادة إعمار غزة فى عام 2014 بالقاهرة، وأطلقت المبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة وتقديم مساعدات قيمتها 500 مليون دولار للقطاع.

ومن ناحية أخرى، تحرص مصر على تقديم أوجه الدعم للشعب السوداني الشقيق وتنسيق المواقف المختلفة في ظل الروابط العميقة التى تربط بين البلدين وتوحيد الرؤى خاصة فيما يتعلق بأزمة سد النهضة.

وفى إطار دعم السودان الشقيق، شاركت مصر في المبادرة الدولية لتسوية ديون السودان، كما شارك رئيس الوزراء فى حفل التوقيع على اتفاق السلام التاريخى بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة بالجبهة الثورية والذي عقد فى جوبا فى شهر أكتوبر 2020 ، فضلا عن تقديم مصر لخدمات طبية لأكثر من 16000 حالة متضرر من السيول فى سبتمبر 2020.

وفيما يتعلق بدول الخليج العربى، تعمل مصر على تعزيز التعاون مع دول الخليج، وتؤكد دوما على ارتباط امن الخليج بأمن مصر القومى؛ وذلك من خلال تعزيز الزيارات الرسمية المتبادلة مع مختلف الدول الخليجية على مستوى القمة والمستويات الوزارية والفنية. 

كما شارك  رئيس الجمهورية فى القمة العربية الإسلامية الأمريكية فى عام 2017 في بالرياض بالمملكة العربية السعودية، وشارك وزير الخارجية سامح شكرى فى قمة مجلس التعاون الخليجى الـ41. 

ولم تدخر القاهرة جهدا - على مدى السنوات السبع الماضية - لدعم الدول الشقيقة في وقت الأزمات ومن بينها لبنان حيث شاركت بفعالية فى مؤتمر دعم لبنان الذى نظمته الأمم المتحدة، كما تساند باستمرار الشعب اللبناني لتجاوز أزمته الراهنة.

وفى هذا الصدد، تم الاتفاق على خارطة طريق لنقل الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا.

كما قام رئيس مجلس الوزراء، بزيارة إلى بيروت فى عام 2019، حيث أجرى سلسلة من اللقاءات مع عدد من المسئولين اللبنانيين وترأس الجانب المصري في أعمال اللحنة العليا المصرية اللبنانية.

ومنذ عام 2014، تعمل مصر على توثيق علاقاتها مع الدول العربية الشقيقة حيث تم تدشين آلية التعاون الثلاثي بين مصر والأردن والعراق واستضافت مصر أول اجتماع في عام 2019.

وفى الوقت نفسه، تواصل مصر جهودها باستضافة الأشقاء السوريين، وتقديم كافة أوجه الدعم اللازمة لهم؛ كما قامت مصر وفي إطار مساعيها لمساعدة الأشقاء في وقت الأزمات بإرسال مساعدات طبية للحكومة اليمنية فى يوليو 2020 .

سنوات سبع استعادت مصر خلالها مكانتها في القارة الأفريقية وحرصت منذ عام 2014 على تعزيز علاقاتها مع الأشقاء الأفارقة والدفاع عن مصالح القارة وبلدانها فى كافة المحافل الدولية.

وأبرز الكتاب حرص رئيس الجمهورية، على المشاركة في كافة القمم والاجتماعات الأفريقية كما ترأس السيد الرئيس لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية حول تغير المناخ لمدة عامين. 

وشارك الرئيس فى عام 2019 فى القمة الألمانية الأفريقية ببرلين والتي تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادى بين أفريقيا ودول مجموعة العشرين من خلال مشروعات مشتركة تسهم فى الإسراع بوتيرة النمو في القارة السمراء. 

واستضافت مصر القمة التنسيقية الأولى بين الاتحاد الأفريقى والتجمعات الاقتصادية الإقليمية، وفعاليات منتدى أفريقيا 2019 بالعاصمة الإدارية الجديدة، فضلا عن تنظيم ملتقى الشباب الأفريقى في عام 2019.

ومن جانب آخر، قام الرئيس السيسي، بزيارة عدد من الدول الأفريقية ومن بينها الزيارة التاريخية إلى غينيا في عام 2019 كأول زيارة لرئيس مصرى منذ 1965، وكذلك زيارة الرئيس الى كل من السنغال وكوت ديفوار فى 2019 وعقد عدد من الاتفاقيات وبحث الرؤية المصرية بشان منظومة عمل الاتحاد الأفريقى. 

كما قام الرئيس بزيارة إلى النيجر لحضور القمة الاستثنائية للاتحاد الأفريقى في 2019 والتى تم خلالها إطلاق المرحلة التشغيلية لاتفاقية منطقة التجارة الحرة الأفريقية القارية.

كما تحرص مصر على دعم بلدان القارة ، حيث قدمت المساعدات الطبية والمستلزمات الوقائية لأكثر من 30 دولة أفريقية لمساعدتهم فى مجابهة انتشار فيروس كورونا.

وانطلاقا من الحرص على التنوع في علاقاتها مع مختلف دول العالم شرقا وغربا وفتح آفاق جديدة للتعاون، أبرز الكتاب جهود مصر فى تعزيز العلاقات على مستوى دول الأمريكتين، فبالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية تم استئناف الحوار والتعاون الاستراتيجى مع الولايات المتحدة فى عام 2015، وتصدرت مصر قائمة الدول الأفريقية المستقبلة للاستثمارات الأمريكية المباشرة.

كما سلط الكتاب الضوء على زيارة الرئيس السيسي إلى الولايات المتحدة في عام 2017 تلبية لدعوة الجانب الأمريكى؛ وأيضا زيارة السيد رئيس مجلس الوزراء لواشنطن فى أكتوبر 2019.

وشهدت السنوات السبع الماضية تكثيفا للزيارات التبادلية مع كندا والدول اللاتينية لتكوين العلاقات الثنائية بمختلف المجالات، بالإضافة إلى دخول اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين مصر وتجمع دول الميركسور حيز التنفيذ منذ سبتمبر 2017.

وعلى المستوى الأوروبى، ركز كتاب " الرؤية والإنجاز.. مصر تنطلق" على ما شهدته العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي ودول من طفرة كبيرة على مدار السنوات السبع وهو ما عكسته استضافة مدينة شرم الشيخ أول قمة عربية أوروبية في فبراير 2019؛ واستضافة القاهرة للقمة الأولى من فعاليات آلية التعاون مع اليونان وقبرص فى عام 2014؛ اختيار القاهرة مقرا لمنظمة منتدى غاز شرق المتوسط بعد توقيع مصر على اتفاقية تأسيس المنتدى في عام 2019.

وأشار الكتاب كذلك إلى زيارة  الرئيس إلى فرنسا للمشاركة في قمة مجموعة الدول الصناعية الكبرى في عام 2019 لعرض الرؤية الأفريقية إزاء سبل تحقيق السلام والتنمية المستدامة وترسيخ أسس الشراكة بين أفريقيا ودول المجموعة، وزيارة الرئيس الأولى إلى ألمانيا تلبية لدعوة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل فى يونيو 2015، ومشاركة الرئيس السيسي عام 2019 فى أعمال مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا لطرح الرؤية المصرية للتوصل لحلول سياسية لازمات الشرق الأوسط وكذلك جهودها في مكافحة الإرهاب والتطرف؛ توقيع اتفاقية شراكة بين مصر وبريطانيا عقب خروجها من الاتحاد الأوروبى لتعزيز التعاون التجاري وضمان استمرار المصالح الاقتصادية المشتركة بالإضافة إلى الزيارة التاريخية الرئيس السيسي إلى بيلاروسيا في عام 2019 كأول رئيس مصرى منذ اقامة العلاقات الرسمية بين البلدين في عام 1992.

وأبرز الكتاب تبادل الدعم السياسى على المستوى الإقليمى والدولي بين مصر وروسيا لتعزيز التعاون بين البلدين لاسيما فى ظل ما يواجه الطرفان من تحديات خارجية وداخلية حيث شهدت السبع سنوات الماضية تسع زيارات متبادلة بين الرئيسين المصري والروسي منذ 2013 وذلك بخلاف زيارات الوفود رفيعة المستوى المتبادلة بين البلدين، وقيام السيد الرئيس بزيارة روسيا فى ظل رئاسته للاتحاد الأفريقى حيث ترأس مع نظيره الروسي أعمال القمة الروسية الافريقية الاولى فى أكتوبر 2019.

وشهدت كذلك هذه الفترة عودة الطيران الروسي إلى شرم الشيخ والغردقة في أغسطس 2021 بعد توقف دام ست سنوات؛ وكذا تدشين آلية الحوار الاستراتيجى (٢+٢) والتوقيع على اتفاق الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجى بين مصر وروسيا. 

وفيما يخص فرنسا، تطورت علاقات الصداقة التعاون بين مصر وفرنسا بشكل كبير خلال السنوات السبع الماضية حيث تبادل رئيسا الدولتين تسع زيارات؛ وتم التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم بقيمة اجمالية 400 مليون يورو فى عام 2017، واتفاقيات ومذكرات تفاهم وقعت فى 2019 فى مختلف المجالات.

أما على المستوى الآسيوي، حققت العلاقات بين مصر والدول الآسيوية تقدما ملحوظا منذ عام 2014 وهو ما عكسه إدراج المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بقائمة مشاريع الممر البحرى لمبادرة الحزام والطريق الصينية، واتفاق مصر والصين على شراكة استراتيجية متكاملة عام 2014، حيث تعد مصر اكبر شريك للصين في القارة الأفريقية كما تأتى الصين كشريك تجارى اول لمصر.

وقام الرئيس السيسي بإلقاء خطاب أمام البرلمان اليابانى كأول رئيس عربي وثاني رئيس أفريقي في أول زيارة مصرية منذ أكثر من 15 عاما. 

كما شاركت مصر فى قمة منتدى الهند أفريقيا 2015، وفتحت مصر أفاقا جديدة للتعاون مع عدد من الدول الآسيوية والتى جسدتها زيارة الرئيس لدول إندونيسيا وسنغافورة وكازاخستان بالإضافة إلى زيارة الرئيس إلى فيتنام في 2017 كأول رئيس مصري منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1983.

كما سلط كتاب "الرؤية والإنجاز.. مصر تنطلق"، الضوء على بدء أعمال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية فى عام 2014 في إطار تعزيز جهود مصر بمجال التعاون الدولى خاصة بين دول الجنوب حيث تم تنظيم 416 دورة تدريبية للكوادر من الدول الأفريقية ودول الكومنولث بمشاركة أكثر من 13 ألف متدرب.

وأوفدت الوكالة كذلك على مدار السبع سنوات 14 قافلة طبية للدول الصديقة وتم تقديم 180 معونة متنوعة من خلال أعمال الوكالة.

وشهدت السبع سنوات الماضية طفرة كبيرة على المستوى القنصلى حيث تمت اكثر من 1.7 مليون معاملة قنصلية سنويا تقدمها السفارات المصرية بالخارج بخلاف التعامل بشكل ناجح مع أزمة المصريين العالقين بالخارج وتسهيل استيراد المشتريات الأساسية من الأسواق العالمية خلال أزمة كورونا.
 

 

عاجل