خاص| بعد إلغاء «دافوس».. تفاؤل حذر بشأن صناعة تنظيم المعارض في مصر بسبب أوميكرون

ألقت تأجيلات وإلغاءات مؤتمرات ومعارض دولية بسبب انتشار متحور فيروس كورونا الجديد، المعروف باسم «أوميكرون»، بظلالها على نشاط تنظيم المعارض والمؤتمرات وسط مخاوف من تأثر النشاط بتشديد التدابير الاحترازية في العالم الفترة المقبلة بعد ظهور المتحور في 89 دولة من بينها مصر.

وأُعلن يوم أمس، تأجيل المنتدى الاقتصادي العالمي اجتماعه السنوي، الذي كان من المقرر عقده في منتجع دافوس السويسري الجبلي في يناير المقبل إلى منتصف العام 2022، كما أعلنت إدارة معرض السياحة الدولي الثاني على مستوى العالم ITB Berlin بألمانيا، إلغاء عقد النسخة المقبلة «مارس 2022»، نظرًا للتطورات الأخيرة والتوجيهات المصاحبة نتيجة لوباء الفيروس كوفيد 19، وذلك بعد نحو أسبوعين من تأجيل منظمة التجارة العالمية مؤتمراً رئيسياً، في جنيف، بعد أن فرضت الحكومات بمختلف دول العالم، قيود سفر، بسبب السلالة الجديدة.

تفاؤل مشوب بالحذر من قبل العاملين بالنشاط

وبتفاؤل مشوبٍ بالحذر، ينظر عاملون بصناعة تنظيم المعارض والمؤتمرات في مصر – بعد عام صعب على النشاط - إلى حالة الارتباك التي تشهدها الصناعة عالمياً، ومخاوف من انتقال عدواها في مصر، لاسيما بعد إعلان وزارة الصحة عن تسجيل 3 حالات مصابة بمتحور أوميكرون الجديد، غير أنهم قالوا لـ«مستقبل وطن نيوز» إن متفائلين بقدرة الحكومة على ضبط النشاط الاقتصادي دون حاجة إلى الإغلاق الفترة المقبلة، مشيرين إلى أن تشديد الإجراءات والتدابير الاحترازية أمر متوقع ومطلوب الفترة المقبلة.

رفقة فادي، مسؤولة إحدى شركات العلاقات العامة وتنظيم المعارض والمؤتمرات، قالت لـ«مستقبل وطن نيوز» إنها لا تخشى تأثر النشاط الفترة المقبلة في مصر، وأن هناك جهودا وتطمينات من قبل وزارة الصحة بشأن التعامل مع ملف الجائحة وتبعاته، مع التوسع في تطعيم المواطنين، ومنع دخولهم المقار الحكومية دون إبراز شهادة الحصول على اللقاح.

التشدد في التدابير الاحترازية لمنع الإصابة مطلوب

واعتباراً من أول الشهر الجاري، حظرت الحكومة بقرار رئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولي، دخول المواطنين إلى المصالح الحكومية، وكذا منع الموظفين من دخول مقار عملهم ما لم يكونوا قد حصلوا على اللقاح المضاد للفيروس، في خطوة الهدف منها منع انتشار الإصابات بفيروس كورونا بين المواطنين.

وأضافت مسؤولة تنظيم المعارض والمؤتمرات، أن التدابير الاحترازية والوقائية من قبيل إلزام الحضور بارتداء الكمامات، واستخدام المطهرات الكحولية وتحقيق عامل التباعد في منصات وأماكن الجلوس، والحرص على تقليل الكثافات مقارنة بالمساحة الجغرافية للقاعات، كلها أمور مطلوبة ومحل تنفيذ، وتُبقي النشاط بعيداً عن أي تأثر مستقبلاً.

نشاط مكثف لتنظيم المعارض والمؤتمرات في مصر

وتشهد مصر الأيام المقبلة، تنظيم العديد من المعارض والمؤتمرات، أولها السبت 25 ديسمبر الجاري، معرض التوظيف في حرم الجامعة الأمريكية بميدان التحرير، وانعاقد اجتماعات الدورة الـ11 للجنة المشتركة المصرية البحرينية الشهر القادم، بالإضافة إلى انعقاد منتدى شباب العالم في شرم الشيخ 10 يناير 2022، ومعرض مصر الدولي للبترول في منتصف فبراير الذي يليه، كما تقيم بعض الجهات مؤتمرات افتراضية مثل شركة سويفل يوم 21 ديسمبر الجاري كنمط من أنماط تنظيم المعارض التي تراعي تحقيق الحضور الافتراضي للمشاركين.

محمود فوزي، أستاذ مساعد العلاقات العامة بجامعة مصر وخبير صناعة تنظيم المعارض، قال لـ«مستقبل وطن نيوز» إن المشهد العام يؤشر على استبعاد سيناريو «إغلاق 2020» تماماً، لما له من آثار سلبية على النشاط الاقتصادي، علاوةً على أن مواصلة النشاط الدراسي بالمدارس، وتصريحات وزير التعليم طارق شوقي، عن أن وقف الدراسة كمثال قرار دولة يُرجع فيه إلى ما تحدده وزارة الصحة من جدوى الإيقاف، وبالتالي الحياة على طبيعتها في مختلف المؤسسات ولا حاجة للإغلاق.

نشاط اقتصادي مهم وتوقعات بمواصلة نموه

واتجهت الحكومة العام الماضي نحو تقليل عدد الموظفين في المقار والمصالح الحكومية لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد، وأطلقت حملات إعلامية تدعو المواطنين إلى البقاء في المنازل منعاً لانتشار الإصابة في صفوفهم، قبل أن تعاود في يوليو 2020 نشاط الحياة في المؤسسات والمصالح مرة أخرى.

وأوضح أستاذ مساعد العلاقات العامة بجامعة مصر، أن نشاط تنظيم المعارض من الأنشطة الهامة التي تعبر عن تعافي الحياة الاقتصادية، كما يسهم في خلق فرص وظائف بالإضافة إلى كونه مصدر دخل قطاعي مهم للشركات العاملة في النشاط، وعليه فإن المتوقع هو مواصلة نمو هذا النشاط في مصر الفترة المقبلة.

جهود حكومية داعمة لنشاط تنظيم المعارض

وتعتبر مصر رائدة في صناعة المؤتمرات والمعارض، وتنظم الهيئة المصرية للمعارض والمؤتمرات أعمال تنظيم واستضافة المؤتمرات والمعارض داخل وخارج مصر، بما يساعد أعمال الترويج والتسويق للمنتجات المحلية والقومية داخلياً وخارجياً، كما تضطلع بمنح أذونات وتراخيص لإقامة المعارض للشركات المعنية داخلياً وخارجياً طبقاً للمرسوم الجمهوري رقم 323 لسنة 1956.

وشهدت صناعة المعارض والمؤتمرات في مصر، نشاطاً مكثفاً خلال الأسابيع الماضية، وساعد في ذلك، الجهود الحكومية المبذولة من جانب وزارة الصحة والسكان لتطعيم المواطنين باللقاحات المضادة لفيروس كورونا، واستعداد الشركات المُنظمة بالإجراءات الاحترازية والمواد الكحولية والكمامات اللازمة لتطهير الأيدي واللجوء إلى السعة التنظيمية لتحقيق مبدأ تباعد الأفراد.