رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

طه الفشني .. أشهر ابتهالات كروان الإنشاد الدينى في ذكرى وفاته

نشر
الشيخ طه الفشنى
الشيخ طه الفشنى

تحل اليوم الجمعة، 10 ديسمبر، ذكرى وفاة  الشيخ طه الفشنى ، ملك التواشيح، صاحب الحنجرة الذهبية والملقب بـ" كروان الإنشاد الدينى، فى مصر والعالم الإسلامي.

اشتهر الشيخ طه الفشنى كروان الإنشاد والتلاوة بعدد من الإنشادات الدينية العذبة من بينها “ابتهال يا آيها المختار” .. ولعل مطلع الابتهال الدينى يتمثل في ..

«يا أيها المختار من خير الورى .. خُلقا وخَلقا فى الكمال توحدا.. ماذا أقول لمدحه والله طهر... من سفاح الجاهلية أحمدا ..ذو رأفة بالمؤمنين ورحمة... سماك ربك فى القرآن محمدا.. نادت بك الرسل الكرام فبشرت وملائك الرحمن خلفك سجدا».

حيث يعد الأشهر بين الابتهالات والأناشيد الدينية فى عالم الإنشاد، وكتب الشيخ المقرئ الحافظ ندا على ندا هذا الابتهال الذى بلغ الشيخ طه الفشنى به ذروة الابتهالات، بين المنشدين الذين حاولوا أدائه، وتقليده، وكان اللحن للموسيقار والمطرب الرائد الشيخ مرسى الحريرى، والذى تتلمذ على يد الموسيقار كامل الخلعى، والشيخ درويش الحريرى.

وتميز المبتهل والقارئ  الشيخ طه الفشنى بصوته العذب، وتنوعت مهارته فى الانتقال بين المقامات الموسيقية.

وتميز الشيخ طه الفشنى  بكونه القارئ الرئيسى والمفضل لرؤساء مصر جمال عبدالناصر و الرئيس السادات، وحصل على تكريم من الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك بعد وفاته.

الشيخ طه الفشنى

وتفرد الشيخ طه الفشنى  بمدرسة التلاوة والتواشيخ والإنشاد الدينى، واختير رئيساً لرابطة القراء خلفاً لـ الشيخ عبدالفتاح الشعشاعى عام 1962.

ويعتبر الشيخ طه الفشنى ، أحد كبار قراء القرآن الكريم بمصر والعالم الإسلام، والذي ولد في عام 1900، بمركز الفشن بمحافظة بنى سويف، ولقب بالفشنى نسبة إلى مركز مولوده، واستطاع حفظ القرآن الكريم وتعلم القراءات، وكان والد يعمل تاجر أقمشة، ميسور الحال، واختار لابنه أن يكمل تعليمه بعد دخوله الكتاب وحفظ القرآن الكريم وحصوله على مدرسة المعلمين عام 1919.

واكتشف ناظر المدرسة، أثناء دراسته بالمدرسة عذوبة صوته، فأولى إليه قراءة القرأن الكريم في الطابور وحفلات المدرسة، وظهرت موهبته وبزغت في مجال الإنشاد الديني بعد حصوله على شهادة الكفاءة من معهد المعلمين، واحترف قراءة القرآن في الموالد والأفراح، قبل أن يتجه للعاصمة منتصف عشرينيات القرن الماضى.

وكان والده يطمح لدراسة ابنه القضاء الشرعى، وهو ما حدث بالفعل فذهب للقاهرة للالتحاق بمدرسة القضاء الشرعي، لكن بسبب ثورة 1919 واشتعالها، تسببت في عودته لبلاده وأخذ يقوم بالتلاوة في المناسبات السعيدة كالأفراح والحزينة كالمآتم، حتى عاد للقاهرة من جديد، وسكن بحى الحسين، والتحق بمعهد القراءات التابع للجامع الأزهر.

الشيخ طه الفشنى

تتلمذ الشيخ طه الفشنى على يد الشيخ عبدالحميد السحار والشيخ المغربى، وحرص على ملازمة الشيخ على محمود، الذى انبهر بموهبته وحرص على تقديمه في بعض الحفلات الدينية، وضم الشيخ على محمود لفرفته الدينية نظراً لقرب سكنه منه.

وحرص الشيخ درويش الحريرى، على تنمية موهبته بتعليمه الموسيقى، لتبزغ موهبته وتتعالى في الظهور، فأخذ الفرصة لاكتساح الساحة.

وبلغت موهبته الأعالى من خلال حضوره حفلا دينياً حاشداً بحضور سعيد باشا لطفى رئيس الإذاعة المصرية، حيث حل محل الشيخ على محمود لإحياء الحفل لمرض الشيخ على محمود، وهنا اطمئن الشيخ على محمود لأن يكون الشيخ طه الفشنى خليفته في الإنشاد الدينى.

الشيخ طه الفشنى

وانضم الشيخ طه الفشنى للإذاعة عام 1937، وصار ملازماً للشيخ مصطفى إسماعيل، فى السهرات الرمضانية فى سراى عابدين ورأس التين لمدة تسع سنوات، فى عهد الملك فاروق الذى كان يحرص على حضوره حفلاته.

وتميز الشيخ طه الفشنى، بالعديد من التواشيح الدينية من اشهرها " يا أيها المختار، حب الحسين، ابتهالات مثل السلام عليك يا شهر رمضان.

انشأ فرقة خاصة بالإنشاد الدينى عام 1942، وكان الشيخ طه الفشنى أول من ظهر بالتليفزيون المصرى، في بداية تأسيسه، ثم أصبح رئيس رابطة القرأن الكريم، بعد وفاة الشيخ الشعشاعى، واشتهر بطول النفس، وكان يستطيع أن ينشد القصيدة الواحدة لمدة 4 ساعات متتالية

ورحل الشيخ طه الفشنى بعد إصابته بمرض القلب، والى منعه تسجيل المصحف المرتل كاملا بصوته، ليغيب عن عالمنا بعد ثلث قرن لعمله كمقرئ ومنشد الإذاعة المصرية، فى 10 ديسمبر عام 1971.

 

عاجل